الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تولستوي: محمد من عظماء المصلحين ورسالته تسود العالم

تولستوي: محمد من عظماء المصلحين ورسالته تسود العالم
9 يوليو 2015 20:05
أحمد مراد (القاهرة) نيقولا يفينتشي تولستوي، روائي وكاتب روسي، يعد من أعمدة الأدب الروسي في القرن التاسع عشر، ولد سنة 1828 لعائلة كبيرة تنتمي إلى طبقة النبلاء، وكان أبوه يحمل لقب «كونت»، أما أمه فكانت من طبقة الأمراء. ويعد تولستوي من أكبر المصلحين الاجتماعيين، ومن أشهر أعماله روايتي «الحرب والسلام» و«أنا كارنينا»، وقد آمن بأهمية العلم لإصلاح الأمم. درس تولستوي الأدب العربي في كلية اللغات الشرقية في جامعة قازان، وكان هناك صراع كبير بينه وبين الكنيسة لاتهامه رجال الكنيسة بالتحالف مع القيصر ضد الشعب. سيرة النبي تناول تولستوي سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أكثر من كتاب، ودّون فيها عشرات الشهادات المنصفة، ومن أبرز هذه الكتب كتابه «من هو محمد». وكتب تحت هذا العنوان تعريفا بالنبي وسيرته العطرة، ثم انتشار الإسلام في كل بقاع الأرض بعد ذلك، وفيه يقول: مما لا ريب فيه أن النبي محمداً من عظماء المصلحين الذين خدموا الهيئة الاجتماعية خدمة جليلة، ويكفيه فخراً أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح للسكينة والسلام، وتفضل عيشة الزهد، ومنعها من سفك الدماء وتقديم الضحايا البشرية، وفتح لها طريق الرقي والمدنية، وهو عمل عظيم لا يقوم به إلا شخص أوتي قوة ورجل مثل هذا جدير بالاحترام والإكرام. مؤسس دين وفي كتاب آخر حمل عنوان «حكم النبي محمد» يصفه تولستوي قائلاً: هو مؤسس دين ونبي الإسلام الذي يدين به أكثر من مئتي مليون إنسان- كان هذا الكلام العام 1912 - وقام بعمل عظيم بهدايته لوثنيين قضوا حياتهم في الحروب وسفك الدماء، فأنار أبصارهم بنور الإيمان، وأعلن أن جميع الناس متساوون أمام الله، لقد خلص محمد أمة دموية من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريق الرقي والتقدم، وشريعة محمد ستسود العالم لانسجامها مع العقل والحكمة، وأنا واحد من المبهورين بالنبي محمد الذي اختاره الله الواحد لتكون رسالته آخر الرسالات وليكون هو أيضاً أخر الأنبياء. وفي فصل آخر من كتابه، وتحت عنوان «من كان محمد» كتب تولستوي: لقد تحمل محمد في سنوات دعوته الأولى كثيراً من اضطهاد أصحاب الديانة الوثنية القديمة وغيرها، شأن كل نبي قبله نادى أمته إلى الحق، ولكن هذه المحن لم تثن عزمه بل ثابر على دعوة أمته، مع أن محمداً لم يقل إنه نبي الله الوحيد، بل آمن أيضاً بنبوة موسى والمسيح، ودعا قومه إلى هذا الاعتقاد أيضاً، وقال إن اليهود والنصارى لا ينبغي أن يُكرهوا على ترك دينهم، بل يتبعوا وصايا أنبيائهم. أهل الكتاب وأشار تولستوي إلى مودة الرسول صلى الله عليه وسلم تجاه اليهود والنصارى، مؤكداً أنه أوصى أتباعه خيراً بأهل الكتاب، وأمر بحسن معاملتهم، حتى أباح لأتباعه التزوج من المسيحيات واليهوديات مع الترخيص لهن بالبقاء على دينهن، ولا يخفى على أصحاب البصائر النيرة ما في هذا من التساهل العظيم. كما اختار تولستوي 64 حديثاً للنبي وضمنها كتابه «حكم النبي محمد، ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، وقوله: «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء». ودافع تولستوي عن الإسلام ورسوله في وجه الحملة الغربية الظالمة، الأمر الذي أدى بالبابا إلى حرمانه من الكنيسة، حيث كتب يقول: لقد امتاز محمد وأتباعه بتواضعهم وزهدهم في الدنيا وحب العمل والقناعة، وبذلوا جهدهم لمساعدة إخوانهم في الإيمان لدى حلول المصائب بهم، ولم يمض على جماعة المؤمنين زمن طويل حتى أصبح المحيطون بهم يحترمونهم احتراما عظيماً، ويعظمون قدره - أي الرسول - وغدا عدد المؤمنين يتزايد يوما بعد يوم. خلص أمته من مخالب شياطين العادات الذميمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©