الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرحمة بالضعفاء وإغاثة الملهوف فضيلة إسلامية

11 يوليو 2013 21:57
أحمد شعبان (القاهرة) ـ يحثنا الله عز وجل على رحمة الضعفاء والأخذ بأيدي المحتاجين وعيادة المريض التي تعد من أفضل الطاعات ويعلمنا أن تفريج كربة المكروب قرينة الإيمان لأن الله تعالى في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه وأن قسوة القلب تتنافى مع الإنسانية والإسلام. ويقول الدكتور عبد الله سعيد - أستاذ الفقه بجامعة الأزهر-: من الأحاديث القدسية التي تتحدث عن الرحمة بالضعفاء عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الله - عز وجل - يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال: يا رب وكيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال: يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي؟ وأضاف: من فقه هذا الحديث الحث على الرحمة بالضعفاء كالمرضى والفقراء وذوي الحاجة بوجه عام فإن الحديث إنما يذكر ذلك على سبيل التمثيل لا الحصر فالمبدأ العام للشريعة الإسلامية هو مبدأ الرحمة والتعاون على البر والتقوى والأخذ بيد الضعيف وإغاثة الملهوف وفي ذلك يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر»، ويقول - صلى الله عليه وسلم-: «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء». والرحمة التي ذكرت في الحديث القدسي هي الرحمة التي تحمل صاحبها على أن يتألم لآلام الناس ويبكي لبكائهم فإذا رأى فقيرا أحس بآلام فقره وأثقال بؤسه وإذا رأى مكروبا تأثر بوطأة نكبته وإذا بكى أمامه باك حزين تجاوب معه بالبكاء والحزن والمروءة تحمل صاحبها على أن يخفف الويلات ويمسح العبرات ويدفع الأحزان ويحنو على الضعفاء والمنكوبين كما تحنو الأم على أبنائها المستضعفين، كما أن الشهامة تأبى على صاحبها أن يعكف على لذاته ومسراته وأن يتمتع بثروته وقد علم أن بجانبه منكوبا أصابته الأيام أو جائعاً حرمه الجوع من النوم أو مريضاً يتقلب على فراش الآلام أو يتيماً يبكي أباه وبهذه الصفات ينبغي أن يكون الفرق بين الإنسان والحيوان. وقال إن الإنسان الذي لا تؤثر في نفسه مناظر البؤس ولا ضحايا الفقر لهو إنسان فظ غليظ امتلأ قلبه بالحجر الصلد والإنسان الذي يكون همه في ليله ونهاره أن يحسب حساب دخله ولا يحدث نفسه في ساعة من ساعاته عما أحسن أو بر أو تصدق لهو إنسان غير جدير بإنسانيته وغير جدير بأن يعيش بين الناس وكأنه واحد منهم والإنسان هو الذي يرحم ويحس ويتألم وهو الذي يغيث الملهوف ويهدي الحيران وينقذ المتورط وينهض العاثر ويحمل الكل ويحنو على الضعيف ولقد حث القرآن الكريم على إغاثة الملهوف وسد حاجة المسكين وتفريج كربة المكروب وجعل ذلك في كثير من الآيات قرين الإيمان ونظير الصلاة وسبب الغنى وطريق النجاح والفلاح. وأكد ان الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان بالمؤمنين رؤوفا رحيما يصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على النوائب ولم تكن رحمته - صلى الله عليه وسلم - خاصة ببني الإنسان، وإنما كان يرحم الحيوان الأعجم ويوصي أصحابه برحمته وبلغ من أمره في ذلك أنه كان يميل الإناء للهرة بيده الشريفة حتى ترتوي ثم يرفعه وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «دخلت امرأة النار في هرة ربطتها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض»، وحدث أصحابه يوما فقال: «بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئراً فنزل فشرب، ثم خرج وإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له»، فقالوا: يا رسول الله وإن لنا في البهائم لأجرا؟ قال: «في كل كبد رطبة أجر» ولقد صور لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موقف البخلاء والمنقطعين عن مواساة الناس حين يعرضون على رب العالمين بهذه الصورة الرهيبة إذ يقول: «إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني» بمثل هذا يحث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمته على الشفقة والرحمة والتعاون والإيثار وإغاثة الملهوف وتفريج كربة المكروب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©