الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المرأة العاملة.. «حاير طاير» بين مهام الوظيفة وموائد رمضان

المرأة العاملة.. «حاير طاير» بين مهام الوظيفة وموائد رمضان
10 يوليو 2015 03:57
خديجة الكثيري (أبوظبي) تضطر المرأة العاملة خلال شهر رمضان المبارك إلى حساب الوقت أكثر من أي شهر آخر، حيث تكثر عليها المسؤوليات، وتتعدد لديها الأولويات، فهناك من السيدات العاملات من يجد شهر رمضان فرصة غانمة لأداء جميع الفروض الدينية من صيام وقيام وقراءة القرآن وصلاة التراويح، وأداء الواجبات الاجتماعية من طهي ورعاية الأبناء والتزاور والتواصل كل ذلك تؤديه بشكل مريح، في حين ترى بعض السيدات، أنها مع خروجها للعمل قد لا يتسنى لها الوقت الباقي لأداء كل تلك الفروض والواجبات. وتقول صالحة المنصوري عاملة وربة بيت: أعاني ضغطا في تنظيم وقتي في شهر رمضان الكريم، فبين واجبات العمل صباحاً، وعند العودة وقت الظهيرة، نجدنا نحن السيدات مكلفات بتحضير أشهى المأكولات لمائدة الإفطار، ففي الأوقات الأخرى كنت أعتمد على الخادمة في تحضير طعام الغذاء، إلا أن مائدة إفطار رمضان تتطلب مني الدخول إلى المطبخ والعمل مع الخادمة لإعداد عدد من الأطباق التي لا تجيد عملها، كما أجدني وقد انزويت لأجد وقتاً للصلاة وقراءة القرآن، وبعد ذلك نعود لنحضر الفوالة لزيارات الأهل والأقارب، فنجد أن الوقت أدركنا إلى منتصف الليل، ليحين بعدها التحضير لوجبة السحور، والخادمة تتركنا في هذا الوقت للنوم، وأجدني أسابق الوقت لأحضر طعام زوجي وأبنائي، حتى يحين صلاة الفجر، فأجدني وقد بقي لي 3 ساعات للنوم فقط، لأعود إلى العمل صباحا. تنظيم الوقت أما نعيمة محمد الغرودي، فتقول: إن المرأة العاملة تستطيع أن تنظم وقتها بحيث لا تقصر في تأدية أي واجب من واجباتها سواء تجاه ربها وفروض دينها، أو تجاه عملها وواجباتها المنزلية، فالجميع لديهم حق في حياتها وعليها مراعاة ذلك، ولفتت إلى أن الإسلام نظم كل شيء في حياتنا، فلا نتعذر بالوقت والظروف والتعب، فكله يمكن تداركه وتحصيل الأجر منه، فإن قسمت المرأة أداء فروضها وواجباتها إلِى ثلث من وقتها بعد العمل ستنجز دون تذمر وضيق. وأكدت أنها تعمل صباحا، وعند عودتها تجد من وقتها ما يجعلها تأخذ قسطاً من الراحة، ثم متابعة فروضها الدينية، كما أكدت أنها عند دخولها للطهي تستطيع عمل ولائم لعزيمة كبيرة في بيتها دون كلل وملل، وأن ذلك لا يشعرها إلا بمزيداً من السعادة والمرح عندما تجد السعادة في وجوه أهلها، كما تؤكد أنها لا تهمل فروضها الدينية في صلاة التراويح والقيام. ساعات الدوام أما ناهد سالم معدة ومنتجة برامج تلفزيونية فتوضح أن شهر رمضان بالنسبة لها أفضل شهور العام، حيث تفضل العمل، وتجد الكثير من الوقت لقضاء مهامها من دون ملل أو تعب فهي تعمل في مجال التلفزيون بإعداد وإنتاج البرامج، ولطبيعة عملها التي تتعلق بترتيب أمور الإعداد والتصوير والإخراج مع فريق العمل قبل بداية رمضان، تكون مهمتها خلال الشهر الفضيل «منتجة العمل وتجهيزه فقط». كما أن ساعات الدوام القليلة والمرنة، لا تشعرها بالإرهاق، حيث تجد الوقت الكافي لحياتها اليومية بين العمل والمنزل، خاصة ما يتطلبه تحضير الأطعمة والمأكولات الرمضانية. وأكدت أنها تجد شهر رمضان فرص لتجربة عمل أطباق الطعام المختلفة، التي لا تعدها المرأة خلال شهر رمضان المبارك، حيث تكثر «اللمة» والتجمعات في الإفطار وعلى «الفوالة» وحتى السحور، حيث إن رمضان بالنسبة لها فرصة التجمع ووصل الأرحام والتزاور مع الأصدقاء، ولقاء العائلة التي تفتقدها أثناء عملها في غير شهر رمضان. وتقول الخبيرة الاجتماعية والتربوية هالة فرغلي إن المرأة تستطيع أن تجد الحل في أداء جميع الفروض والواجبات بعد أوقات عملها الصباحي، عندما تقوم بتنظيم وقتها وإدارته بالطريقة الصحيحة، موضحة أن العمل مثل العبادة في الأجر، فهو لخدمة مجتمع وآداء رسالة وإنتاج يؤجر عليه الإنسان، وفي شهر رمضان يزداد هذا الأجر، فمن هذه الناحية يجب أن لا يتذمر الإنسان من عمله وأن يؤديه بسعة صدر ويحتسب الأجر من الله تعالى مهما تعاظم تعبه، نتيجة سهره في الليل للتواصل والتزاور مع الأرحام وتقديم السحور للأسرة والقيام والذكر، ومن ثم صيامه في النهار وربما مواصلة الليل بالنهار والذهاب للعمل مباشرة. وتشير إلى أن ساعات العمل في شهر رمضان أقل من الأيام العادية وفيها مرونة يمكن أن تستغلها المرأة العاملة فى الراحة الجسدية قبل الذهاب للعمل في ساعات الصباح الباكرة، وكذلك بعد العودة من العمل مباشرة، ثم تبدأ بالتحضير للأولويات في المنزل، خاصة مجالسة الأبناء والزوج والتجمع العائلي الجميل. نصائح مفيدة وتنصح السيدات العاملات بوصفها طرقاً ممكن الاستفادة منها لتنظيم الوقت مثل تحضير طعام الغد قبل النوم، وتجنب التبذير والإسراف وتحضر كميات وأصناف طعام محددة ومحببة لأفراد أسرتها، بدلاً من استنزاف الطاقة وهدر الوقت والتبذير في الطعام لتجهيز «وليمة» لا يحتاجها أفراد أسرتها الصغيرة، أما من حيث العزائم والتزاور، فيمكن أن تنظم المرأة الوقت والمناسبات، فمتى كان لديها «عزومة» معينة، يجب أن تكون في يوم إجازتها الأسبوعية، حتى لا تكون مرهقة في المساء، وعندها تحضر ما لذ وطاب لمائدة التقديم وستكون أكثر نشاطاً وحفاوة وترحيباً بالضيوف. كما تشير إلى أن وقت العبادة في شهر رمضان الفضيل أصبح معروفاً، فمع أداء الصلوات المفروضة في وقتها، تبقى صلاة التراويح والقيام وقراءة القرآن لختمه، وكل ذلك له وقت مخصص في المساء، بعد الإفطار والراحة، بحيث تكون النفس متشجعة لأداء العبادة بخشوع وروحانية. متابعة الدراما والبرامج قالت الخبيرة الاجتماعية والتربوية هالة فرغلي إن متابعة الدراما والبرامج الرمضانية في التلفزيون يمكن أن يلهي المرأة العاملة عن الراحة الجسدية أو الواجبات، فيمكن أن تستبدل ذلك بالمسؤوليات الأهم من تحضير للعيد أو زيارة أرحام، أو تحضير أطعمة لليوم الثاني. وبالنسبة للمسلسلات، فسوف تعاد طوال العام، كما أن الإنترنت والتطبيقات الذكية تحفظ لها جميع البرامج والدراما التلفزيونية. واجبات وفروض لفتت هالة فرغلي إلى أن النوم في شهر رمضان يقل عند البعض من السيدات، لطبيعة الشهر الفضيل وما يصاحبه من واجبات وفروض، إلا أن النوم ضروري لصحة جسد المرأة، فلها حق أن تريح بدنها في النهار قبل الإفطار حتى ولو ساعة من الوقت، وفي الليل ل يجب أن يكون معدل النوم خمس ساعات على الأقل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©