الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عروس الشرق ترتدي ثوب الحداد

21 يوليو 2006 00:34
بيروت - اف ب: بدت بيروت بعد اسبوع من الهجوم الاسرائيلي الواسع على لبنان ''مدينة اشباح'' بعدما كانت موعودة باستقبال مئات الاف السياح هذا الصيف· كورنيش عين المريسة او ''جادة الفرنسيين'' كما كان يسمى والذي تظلله أشجار النخيل على شاطئ المتوسط افتقد زحمة السيارات وضجيج ابواقها، وحلت محله أصوات انفجارات القنابل التي تلقيها الطائرات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، معقل ''حزب الله''· في أقل من أسبوع، عاد شبح الحرب ليخيم على العاصمة اللبنانية التي خيل لقاطنيها انهم تنفسوا الصعداء بعد حرب أهلية استمرت 51 عاماً (1975-1990) واعتداءين إسرائيليين لم يوفرا البلد من التدمير عامي 1993 و1996· فعلى غرار زمن الحرب إبان السبعينات والثمانينات تعرض مطار بيروت للقصف وانقطعت الكهرباء واجتاح المواطنون المتاجر واستولوا على كميات هائلة من المواد التموينية· ونزح مئات الالاف من جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية هرباً من الغارات الاسرائيلية فضاقت بهم المدارس وحتى الحدائق العامة· وفي المقابل تم إلغاء مهرجانات الصيف وأبرزها في بعلبك، المدينة البقاعية المعروفة بآثارها الرومانية، وفي قصر بيت الدين بجبل الشوف (جنوب شرق بيروت)· أما وكالات السفر التي انهمرت عليها حجوزات السياح حتى فاق عددهم المليون، فباتت منشغلة بإجلاء من لا يزالون في البلاد، ومثلها الفنادق التي فرغت فجأة من نزلائها وتدنت نسبة الحجز فيها الى أقل من عشرة في المئة· حياة الليل في بيروت ماتت بدورها مع إغلاق معظم المطاعم والملاهي، باستثناء قليل منها لا يجرؤ على فتح أبوابه حتى ساعة متأخرة لأن الشوارع تفتقر الى الإنارة· ويعلق كريم حمادة الموظف في أحد المصارف بدهشة: ''لا أقوى على التصديق أن الاسرائيليين نجحوا في قتلنا في أسبوع واحد، لقد عدنا الى زمن الحرب والتدمير''· ويضيف بمرارة ''ما كادت بيروت تستعيد وجهها المشرق وتجتذب نجوم الغناء والفرق الموسيقية والسياح حتى عدنا اعواماً الى الوراء''· فندق فينيسيا رمز النهضة السياحية في بيروت لا يزال هنا، ولكن لا نبض في أروقته وغرفه ومطاعمه التي ودعت الرواد حتى اشعار آخر· المراكز التجارية في بيروت، العاصمة الإقليمية للاناقة، يصر قسم منها على فتح أبوابه ولكن اين الزبائن؟ ويقول شربل بجاني بأسف: ''اقفلنا حتى الان تسعة من متاجرنا الـ61 لبيع الملابس، لقد راهنا على موسم قياسي وقمنا باستثمارات ضخمة، انها كارثة''· ولعل الأدوية المهدئة هي السلعة الأكثر مبيعاً ويقول صيدلي: ''تلك كانت الحال أيام الحرب''· وسط بيروت تحول بعد إعادة بنائه قبلة انظار الرواد من كل أنحاء الشرق الأوسط، لكنه ''صامت'' اليوم ولا يخرق هدوءه القسري سوى اجراس الكنائس واذان المساجد· المشهد نفسه يصادفه المرء في الجامعة الأميركية في بيروت، فالأساتذة الاجانب غادروا البلاد وسلموا غرفهم داخل الحرم الى زملائهم اللبنانيين الذين يخشون على حياتهم، ويقول احدهم ''عشنا أياماً مماثلة في زمن الحرب ولم نعد نستطيع الاحتمال''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©