السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

في العراق..لا فرحة للأطفال في العيد وإنما حلم بالعودة للديار

في العراق..لا فرحة للأطفال في العيد وإنما حلم بالعودة للديار
29 يوليو 2014 17:42
جاء العيد هذا العام مختلفاً تماماً على أحمد، الطفل الذي لم يتجاوز عمره 12 عاماً. . فقد اعتاد أحمد كل عام أن يجهز للعيد مع باقي إخوته الصغار برفقة والدهم في الأسواق لشراء ملابس العيد أو التحضير مع والدته الحلوى و»كليجة العيد» كما يسمونها في العراق. . هذا العام غاب العيد عن أحمد وأقران له هجروا منازلهم في الفلوجة بسبب المعارك الدائرة ليلتحفوا السماء ويفترشوا قارعة الطريق بانتظار خيم المساعدات الإنسانية من المنظمات التي تعنى بشؤون اللاجئين. الصدفة وحدها جمعتنا بأحمد عندما جاء به والده إلى بغداد ليتلقى العلاج من مرض التيفوئيد الذي أصابه بسبب تعرضه المستمر لأشعة الشمس أثناء سيرهم عشرات الكيلومترات بحثاً عن مكان آمن يقيهم شر الموت الذي كانوا قد اقتربوا منه أثناء توجيه القوات الأمنية قصفاً جوياً على مدينتهم الفلوجة باعتبارها تحت سيطرة المسلحين. يقول أحمد «إنه يحلم بالعودة إلى منزلهم وان تهدمت بعض أجزائه لكن بيتهم كما يقول هو أحلى حلم له الآن». ويشارك أحلام أحمد والده الذي يعمل في إحدى الدوائر البلدية في الفلوجة، لكنه يقول «إن الحلم صار بعيدا عن مناله ومنال العديد من العوائل التي هجرت الديار وصارت تبحث عن مكان يحميها من الموت والخوف وليس مكان يذكرها بالعيد». ونزح العديد من العوائل من مدن الأنبار والموصل وصلاح الدين وديالى بعد سيطرة متشددي «داعش» على تلك المناطق. فيما طالبت المنظمات الدولية بإيجاد حلول جذرية للنازحين الذين هجروا مناطق سكنهم. وحالة أحمد صارت تشبه حال المئات من الأطفال في العراق الذين لا يفكرون في العيد الآن بل بلقمة عيش ومكان يحميهم. . تقول «ام سيونج» وهي تركمانية هجرت من منطقة تلعفر وجاءت إلى منطقة ديالى «إن هناك مئات العوائل نزحت هي الأخرى بحثا عن الأمن والأمان»، وتضيف «إن لديها خمسة أولاد كانت تخطط مع أبيهم الذي قتل مؤخراً في أحداث العنف في تلعفر للسفر إلى أربيل والتمتع بالعيد، لكن الآن إنما تبحث عمن يعينها على الحياة»، لافتة إلى أن حياتها تغيرت بالكامل مع أطفالها الذين لم يعد يفكرون بالعيد بل بكيفية استلام المساعدات من المنظمات الإنسانية لحين إيجاد طريق للعودة إلى منزلهم. صور العنف والدمار والقصف والتهديدات لقتل الآباء، صارت مشاهد يومية لأطفال العديد من المدن العراقية، فغابت صور الطفولة والفرح بقدوم العيد. وحكاية علي قد تشبه حكايات أطفال بعمره الذي لم يتجاوز السبع سنوات لكنها تختلف عنهم بأنه أصبح لا ينام أبداً في الليل، ويقول «أكره الفراش لا أريد أن أنام. . كلما نمت جاؤوا ليفتشوا بيتنا أناس لا نعرفهم، يدخلون البيت بالقوة ويضربون أبي وأخي الكبير وفي المرة الأخيرة أخذوا أبي ولا ندري إلى أين ذهب. . أخاف أن أنام فيأخذوا أمي أيضا». وتقول أم علي «إن ملثمين جاؤوا إلى منزلهم في ديالى وأخذوا الأب ولم يعرفوا مكانه حتى الآن وقد تركت هي وأولادها البيت بعد أن تم تهديدهم بالقتل الجماعي وقد سمع علي كل تلك التفاصيل وشاهد الملثمين وهو لم ينم منذ ما يقارب الأسبوعين إلا من ساعات قليلة في النهار ليبقى صاحيا حتى الصباح، وتؤكد أنها عرضته على أحد الأطباء فقال لها انه مصاب بصدمة نفسية لكنها لا تمتلك المال الكافي فتركت علاجه». وعندما سألتها عن العيد هذا العام ضحكت باستهزاء وقالت «انظري إلى وجوه أطفالي. . هل هناك ملامح للعيد؟». وكانت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) حذرت من‏? ?خطورة ?الأوضاع ?التي ?يعيشها ?أطفال ?العراق، ?وقالت ?إن ?15 ?مليون ?طفل ?عراقي? ?تأثروا ?بشكل ?مباشر ?بأعمال ?العنف ?أو ?يعانون ?الحرمان ?من ?أبسط ?الحقوق ?التي? ?يتمتع ?بها ?أقرانهم ?في ?الدول ?الأخرى، ?وذكرت ?في ?تقرير ?لها «?أن ?أكثر ?من? ?360? ?ألف ?طفل ?يعانون ?من ?أمراض ?نفسية، ?وأن ?50% ?من ?طلبة ?المدارس ?الابتدائية? ?لا ?يرتادون ?مدارسهم، ?و40% ?منهم ?فقط ?يحصلون ?على ?مياه ?شرب ?نظيفة، ?وقالت ?إنه? ?يتم ?استخدام ?الأطفال ?في ?العمل ?من ?أجل ?الحصول ?على ?مورد ?رزق ?لإعالة ?أسرهم،? ?كما ?يتم ?بيعهم ?في ?دول ?الجوار ?ودول ?أخرى. وأطفال العراق لا يعانون الحرمان من الفرح والأمان والاستقرار فحسب، ولكنهم منذ سنوات يعانون من سوء التغذية بسبب الفقر. وقد كشفت ?وزارة ?التخطيط، ?أن ?نسبة ?سوء ?التغذية? ?عند ?الأطفال ?دون ?سن ?الخامسة ?لم ?تتحسن ?بعد، ?وأشارت ?إلى ?أن ?ثلاثة? ?محافظات ?ارتفعت ?فيها ?نسبة ?العجز ?الغذائي، و?ذكرت ?بأن ?أهم ?أسباب الحرمان? ?الغذائي ?هي ?الفقر ?والأزمات ?الاجتماعية. وقال المتحدث باسم الوزارة عبد الزهرة‏? ?الهنداوي ?«إن ?أطفال ?العراق ?عانوا ?الكثير ?من ?المشاكل ?منذ ?فرض ?العقوبات? ?الاقتصادية ?الدولية ?عام ?1991 ?وحتى ?اليوم»?، ?مبينا ?أن «كل ?حملات ?التوعية? ?الحكومية ?ما زالت ?دون ?مستوى ?الطموح?«?. وأشار الهنداوي إلى أن نسبة الأطفال‏? ?دون ?سن ?الخامسة ?الذين ?يعانون ?من ?سوء ?التغذية ?قد ?ارتفعت ?من ?6. 4 ?بالمئة ?في? ?العام ?2000 ?إلى ?9. 9 ?بالمئة ?في ?العام ?2011، ?أي ?شملت ?نحو ?اكثر ?من ?أربعة? ?ملايين ?ونصف ?المليون ?طفل. وأضاف ردا على سؤال حول سبب ارتفاع أرقام سوء التغذية «أن ?الفقر ?هو ?السبب ?الرئيسي، ?لكن ?هناك ?أسباباً ?أخرى ?منها ?فقدان? ?المعرفة ?بالتغذية ?عند ?الأهالي ?والأزمات ?الاجتماعية ?التي ?تعانيها ?الأسر?«?. وبين أن المؤشرات‏? ?الحكومية تحدثت عن ?ارتفاع ?نسبة ?سوء ?التغذية ?والحرمان ?الغذائي ?للأطفال ?بنسب ?متفاوتة ?في ?محافظات واسط وذي ?قار ?ونينوى«?.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©