بنوك تدفع العملاء لاستخدام بطاقات الخصم المباشر في التسوق

حسام عبد النبي (دبي) تتسابق بنوك محلية على تحفيز عملائها على استخدام بطاقات الخصم المباشر (بطاقات الصراف الآلي) في الشراء في خطوة يراها مصرفيون محاولة لزيادة الخدمات من خلال استخدام بطاقات الخصم التي تكلف البنوك مثل البطاقات الائتمانية ولا يتم استخدامها سوى في السحب النقدي للراتب. وأجرت بنوك عاملة في الدولة مؤخراً استطلاع رأي موسعا للعملاء عن أسباب عزوفهم عن استخدام بطاقات الخصم وأسباب تفضيلهم استخدام البطاقات الائتمانية في التسوق، أظهر عدداً من النقاط التي تمت معالجتها عبر عروض ترويجية أعلنت البنوك عنها خلال الفترة الماضية. وأظهرت استطلاعات الرأي أن أول الأسباب وراء عدم التحمس لاستخدام بطاقات الخصم في التسوق خشية العملاء من التعرض لعمليات احتيال من خلال البطاقات التي تصدرها البنوك المختلفة واستغراق الأمر نحو 50 يوماً لإثبات التعرض لعملية سطو على بيانات البطاقة واستعادة الحقوق المترتبة على ذلك. وأكد العملاء أن الخسارة في حال السطو على بيانات بطاقة الخصم تكون أكبر مقارنة بالبطاقات الائتمانية لأن سرقة بيانات بطاقات الخصم يعني احتمال الاستيلاء على الرصيد المصرفي بالكامل لحامل البطاقة، في حين أن سرقة بيانات بطاقات الائتمان يعني احتمال الاستيلاء على رصيد البطاقة ذاتها فقط. وأشار عملاء البنوك إلى أن تجميع نقاط الولاء واستبدالها من خلال الشراء بوساطة البطاقات الائتمانية كان سبباً رئيساً لتفضيلها في التسوق على حساب بطاقات الخصم التي لا تمنح أية مزايا للاسترداد النقدي، إضافة إلى الخصومات الكبيرة التي يمكن الحصول عليها عند استخدام البطاقات الائتمانية في المطاعم والفنادق والوجهات الترفيهية والتي لا تتوافر من خلال بطاقات الخصم. وبحسب رصد أجرته «الاتحاد» لعروض البنوك الخاصة باستخدام بطاقات الخصم يتضح أن البنوك حاولت التغلب على المعوقات التي تحول دون استخدامها سوى في السحب من الرصيد. وشملت تلك العروض ثلاث حملات ترويجية من بنك الإمارات دبي الوطني تم الإعلان عنها خلال الأيام الماضية أولها تأكيد البنك حصول العملاء على مبلغ أي معاملة لم يتم التصريح عنها وتم تنفيذها من خلال بطاقة الخصم الخاصة بهم خلال (خمسة أيام عمل) من تاريخ الإبلاغ عن عملية الاحتيال، وتضمن العرض التأكيد على التمتع بالتسوق بثقة وأمان مطلق من خلال ميزة الحماية الإضافية التي توفرها الشريحة الإلكترونية ورقم التعريف الشخصي المتواجدة على البطاقات، وخاصية التنبيهات بوساطة الرسائل النصيّة القصيرة SMS المقدمة على جميع المعاملات، وكذا ميزة الأمان «دبل سيكيور» للمعاملات المنفذة عبر الإنترنت. وتستهدف ثاني الحملات الترويجية الخاصة ببنك الإمارات دبي الوطني، مجموعة مختارة من العملاء الذين تلاحظ عدم استخدامهم بطاقات الخصم الخاصة بهم في عمليات الشراء اليومية، حيث يمنحهم ميزة استرداد نقدي بقيمة 10% على جميع مشترياتهم ببطاقة الخصم الخاصة بهم، حيث سيتم إيداع المكافآت في الحساب المصرفي المرتبط بالبطاقة والتي من خلالها تمت عملية الإنفاق المؤهلة، وذلك خلال 45 يوماً بدءاً من آخر يوم من هذه الحملة الترويجية، ويشترط البنك أن يساوي مبلغ الشراء 200 درهم كحد أدنى خلال فترة العرض الترويجي. أما ثالث الحملات الترويجية التي أطلقها بنك الإمارات دبي الوطني، فهي برنامج «جوود تايمز»، الحصري للتسلية والترفيه المخصص لحاملي بطاقات الخصم والائتمان الصادرة من البنك والذي يقدم خصومات بنسبة تصل إلى 50% لدى عدد من أشهر وجهات الترفيه والاستجمام المنتشرة في الدولة. ولم يفوت بنك المشرق، الفرصة فأعلن عن عرض ترويجي لعمليات التسوق الدولية حصرياً لحاملي بطاقات الخصم والائتمان حيث سيحصلون على مكافأة مضمونة وهي قضاء عطلة مع أسرهم في منتجع ريكسوس النخلة في دبي، تتضمن إقامة مجانية لليلة واحدة حال إنفاق مبلغ 20 ألف درهم، وإقامة مجانية لليلتين وثلاثة أيام حال إنفاق مبلغ 40 ألف درهم. وقدم «المشرق» أيضاً عروضاً خاصة على سحب النقود من بطاقات الخصم أثناء السفر، حيث سيتمتع حاملو بطاقات الخصم البلاتينية من المشرق بسحب نقدي دولي للمبالغ الأكثر من ألف درهم دون احتساب رسوم للسحب. كما سيقدم المشرق لحاملي بطاقات سيجنيتشر وإنفينيت استرجاعا نقديا مباشرا بنسبة 2% عند سحب مبلغ أكثر من 4 أو 10 آلاف درهم كل شهر. قال جمال صالح نائب المدير العام ورئيس مجموعة إدارة المخاطر في بنك دبي التجاري، إن زيادة العروض الترويجية لاستخدام البطاقات بشكل عام في هذه الفترة من كل عام تأتي نتيجة لزيادة الانفاق خلال تلك الفترة لاسيما في ظل تزامن حلول شهر رمضان وموسم الصيف، مؤكداً أن البنوك تحاول الاستفادة من زيادة الإنفاق خلال تلك الفترة عبر تشجيع العملاء عل استخدام البطاقات في التسوق أو أثناء السفر للخارج. وأوضح صالح، أن سعي البنوك لتحفيز العملاء على استخدام بطاقات الخصم المباشر (بطاقات الصراف الآلي) يأتي لأن تكلفة إصدار تلك البطاقات وقبولها في أي مكان في العالم واستخدامها للسحب من ماكينات الصراف الآلي لا تقل عن استخدام البطاقات الائتمانية، مشيراً إلى أن ارتفاع التكلفة مقارنة بالعائد المحدود يمنع البنوك من الاستفادة من من بطاقات الخصم التي لاتستخدم سوى في سحب الراتب في أغلب الحالات. وأكد صالح أن زيادة استخدام العملاء لبطاقات الخصم المباشر في الإنفاق سواء في الشراء أو في خارج الدولة يعني احتمالية لطلبهم خدمات جديدة مثل السحب على المكشوف للراتب أو طلب نسخة من كشف الحساب وغير ذلك ما يعني طلب خدمات إضافية تحصل البنوك رسوماً منها، نافياً أن يكون السبب في تحفيز العملاء على استخدام بطاقات الخصم المباشر هو تشبع السوق المصرفية بالبطاقات الائتمانية حيث تشهد الفترة الحالية تراجعاً في منح البطاقات الائتمانية بناء على التقارير الصادرة عن شركة الاتحاد للمعلومات الائتمانية والتي جعلت السوق أكثر تنظيماً. قيمة مضافة دبي (الاتحاد) أكد الشيخ محمد بن عبد الله النعيمي، نائب الرئيس التنفيذي للبنك العربي المتحد، أن إعلان البنوك عن عروض ترويجية للعملاء عند استخدام بطاقات الخصم المباشر يأتي من أجل منحهم قيمة مضافة في هذه الفترة من العام والتي تشهد زيادة في الإنفاق عموماً مع رغبة العملاء في استخدام الأموال الموجودة في أرصدتهم المصرفية مباشرة في الشراء بدلاً من السحب النقدي، مشيراً إلى أن في ظل زيادة المنافسة في السوق المصرفية أصبحت البنوك تجرى استطلاعات لآراء ورغبات العملاء حول المنتجات المصرفية من أجل زيادة ولاء العملاء الذي يجعلهم يفضلون الاستمرار في التعامل مع البنك الذي يستجيب لمطالبهم ومقترحاتهم. وأكد النعيمي أن فيما يخص استخدام بطاقات الصراف الآلي في الخارج فمن المعروف أن غالبية المقيمين في الدولة يسافرون للخارج في هذه الفترة من العام ومن ثم يكون منح العملاء مزايا لاستخدام بطاقاتهم في الخارج أمراً منطقياً، خصوصاً وأنه مطبق لدى استخدام البطاقات الائتمانية في الشراء أو السحب النقدي في الخارج.