محمد الغفلي: خيبة أمل إماراتية لعدم التوصل إلى اتفاق مع كندا لزيادة الرحلات الجوية

قال محمد عبدالله محمد الغفلي سفير الدولة لدى كندا: “إن دولة الإمارات أُصيبت بخيبة الأمل لعدم التوصل إلى اتفاق بين البلدين بشأن زيادة الرحلات الجوية رغم المفاوضات المكثفة التي أجراها البلدان على مدى خمس سنوات”، معرباً عن أسفه لأن هذه العملية استغرقت وقتاً طويلاً، وكانت محبطة للآمال. وقال الغفلي في بيان لسفارة الدولة بكندا أمس: “إن الإمارات دخلت هذه المفاوضات بحسن نية، وعلى أمل التوصل إلى حل من خلال طرح مقترحات بناءة على طاولة المفاوضات”، لافتاً إلى أن “هذا الأمر سيؤثر دون شك على العلاقات الثنائية بين البلدين”. ويقيم حوالي 27 ألف مواطن كندي في الإمارات، في ما تعتبر الدولة أكبر شريك تجاري لكندا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 1,5 مليار دولار، تمثل الصادرات الكندية 95% منه. ويبلغ عدد الرحلات الجوية التي تسيرها الناقلات الجوية الإماراتية إلى كندا 6 رحلات أسبوعية فقط لشركتي “طيران الإمارات” و”الاتحاد للطيران”، وذلك بالرغم من التطورات التي شهدتها العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين. وأوضح البيان أنه وفي ظل الوجود النشط لحوالي 200 شركة كندية في الإمارات اليوم، فإن ست رحلات جوية في الأسبوع لشركات الطيران الإماراتية لا تخدم الاحتياجات الاقتصادية للبلدين أو توقعات نمو العلاقات بينهما. وأكد السفير أن دولة الإمارات ستستمر في دعم نمو وتطور علاقات التجارة الدولية في مختلف القطاعات مع شركائنا وأصدقائنا حول العالم إيماناً منها بأن ذلك يمثل الأساس لعلاقات استراتيجية قوية. وفي هذه الأثناء، اعتبر سيف السويدي المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني بالدولة، رفض الحكومة الكندية زيادة عدد الرحلات الجوية مع الإمارات، حماية غير مبررة، وأنه لا يخدم الخطوط الجوية الكندية “اير كندا” نظراً لكون الناقلة الكندية لا تسيّر رحلات إلى الإمارات أو أي من دول المنطقة، بل يصب في صالح الشركات التي ترتبط معها باتفاقيات “المشاركة بالرمز”. وأضاف السويدي في اتصال هاتفي مع “الاتحاد” أمس، أن هذا الرفض يضر بالمصالح المشتركة، وهو ما يستدعي تسجيل موقف من دولة الإمارات ضد هذا التعنت الذي ليس له أي مبرر له على الإطلاق. وكشف السويدي عن أن الحكومة الكندية والسلطات المختصة بالطيران، رفضتا في البداية عقد أي اجتماع مع دولة الإمارات لمناقشة القضايا المتعلقة بزيادة الرحلات بين الجانبين، وأصر الجانب الكندي على الرفض طيلة الأيام الماضية، مشيراً إلى أن تلك الاجتماع عقدت في نهاية الأمر نتيجة ضغوط إماراتية، إلا أن الجانب الكندي كان رافضاً لمطالب الدولة بزيادة الرحلات. ووصف السويدي الموقف الكندي بـ”المتعسف” منذ البداية، حيث بدا واضحاً عدم جدوى المناقشات بين الجانبين، رغم أن زيادة الرحلات يعتبر حقاً مشروعاً لدولة الإمارات، خاصة أن نمو حركة النقل الجوي بين البلدين لم يواكب النمو الذي شهدته العلاقات الاقتصادية بين البدين. وبين أن هذا الموقف الكندي مع الإمارات، يأتي في الوقت الذي تتعامل فيه مع بلدان أخرى مثل الولايات المتحدة الأميركية بسياسة الأجواء المفتوحة، وبسياسات أفضل مع الدول الأوروبية، بينما لم يتم التعامل بشكل مماثل مع الإمارات رغم مكانتها وموقعها كنقطة ربط وسيطة بين الشرق والغرب، ومركز إقليمي للطيران، حيث ترفض كندا أي نوع من المرونة في تسيير الرحلات. وأوضح السويدي: اننا نضع الأمر الآن في ملعب الجانب الكندي، ولا شك في أن ما حدث يسجل موقفاً إماراتياً ضد السياسات الحمائية الكندية، معرباً عن أمله بأن تراجع كندا موقفها، خصوصاً في ظل قوة العلاقة الاقتصادية بين البدين، خاصة أن الرفض يضر بمصالح العديد من الأطراف، بما يف ذلك المطارات الكندية، والقطاع السياحي، ومختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية. وأكد أنه لا جدوى مما يردده الجانب الكندي حول متانة العلاقات مع الإمارات، إذا لم تكن هناك انعكاسات على أرض الواقع لهذه العلاقات، وبالرغم من ذلك فإن خط المفاوضات مع كندا سيظل مفتوحاً على أن أمل أن تراجع كندا موقفها حيال المطالب الإماراتية. وأوضح أن عدم زيادة الرحلات لشركات الطيران الإماراتية يضر بمصالح أطراف ثالثة في صناعة الطيران، سواء للجاليات من المنطقة التي تعيش في كندا، ولا توجد أي خطوك طيران تخدمها، علاوة على صعوبة تنشيط حركة التجارة والقطاع الاقتصادي في ظل محدودية عدد الرحلات الحالية. وترتبط الإمارات بكندا من خلال 6 رحلات أسبوعية تشمل 3 رحلات لشركة الاتحاد للطيران و3 أخرى لـ”طيران الإمارات”، في ما ترتفع نسب الإشغال على المقاعد إلى نحو 98%، وفقاً لما ذكره سيف السويدي. وفد الإمارات في كندا عالق لعدم كفاية الرحلات دبي (الاتحاد) - قال سيف السويدي في اتصال مع “الاتحاد” من مدينة مونتريال في كندا، إن وفد الإمارات الذي شارك في اجتماعات المنظمة الدولية للطيران المدني “ايكاو” وبسبب عدم وجود رحلات يومية إلى الدولة أمس اضطر للبقاء حوالي 48 ساعة، لحين موعد الرحلة التالية، اليوم الاثنين، مما يعكس أهمية المطلب الإماراتي بزيادة عدد الرحلات بين الدولة والمدن الكندية.