الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«أمستردام 1928» الشعلة توقد رغم أنف « الملكة فيلهلمين»

«أمستردام 1928» الشعلة توقد رغم أنف « الملكة فيلهلمين»
8 يوليو 2012
نيقوسيا (ا ف ب) - وحدها أمستردام كانت المدينة التي ترشحت لاستضافة الدورة الأولمبية التاسعة عام 1928، فنالت حق التنظيم والاستضافة، وأضافت جديدا إلى “طقوس” الألعاب تمثلت بإيقاد الشعلة للمرة الأولى. أقيمت الدورة التاسعة من 23 يوليو إلى 21 أغسطس على رغم ممانعة ملكة هولندا فيلهلمين التي اعتبرت الدورات الأولمبية تظاهرة وثنية، لكن استفتاء شعبيا قضى بعكس ذلك، وافتتحت الألعاب في غيابها، بمشاركة 3293 رياضيا من 46 بلدا بينهم 290 امرأة، تنافسوا في 111 مسابقة. وشهد البرنامج مباريات في الملاكمة والمصارعة والدراجات وكرة الماء والجمباز والتجديف والفروسية وألعاب القوى (بينهما خمس مسابقات للسيدات) واليخوت والسباحة والغطس ورفع الأثقال والمبارزة والهوكي على العشب وكرة القدم. ودخلت دول جديدة على خط المشاركة هي بنما وروسيا الشمالية ومالطا، وعادت ألمانيا إلى “العائلة” بعد تغييب استمر 16 عاما، لكن الترحيب الهولندي بحضور بعثتها والود الذي أظهره تجاهها قابله رفض فرنسي لدخول طابور العرض احتجاجا على ذلك، وأيد الاميركيون الموقف الفرنسي، وكان يرأس بعثتهم الجنرال الشهير ماك آرثر احد أبطال الحرب العالمية الثانية لاحقا. وفي الترتيب النهائي للميداليات، بقيت السيطرة للولايات المتحدة فتصدرت بـ22 ذهبية و18 فضية و16 برونزية، في مقابل 10 ذهبيات لألمانيا و7 فضيات و14 برونزية، وحلت السويدية ثالثة (7-6-12). وباتت مصر أول دولة عربية تسجل اسمها على السجل الذهبي إذ عرف إبراهيم مصطفى التتويج بالذهب في الوزن خفيف الثقيل للمصارعة اليونانية - الرومانية وأضحى أول فائز في الدورات الأولمبية من خارج “النادي الأوروبي”، ونال مواطنه سيد نصير ذهبية رفع الأثقال للوزن خفيف الثقيل، وحصد فريد سميكة الذي تدرب في الولايات المتحدة فضية الغطس من المنصة الثابتة وبرونزية المنصة المتحركة. ورفع العداء الفنلندي بافو نورمي عدد ذهبياته إلى 9 في 3 دورات، وفرض جوني فويسمولر “طرزان” نفسه من جديد في السباحة. وفاجأت الكندية بيريس وليامس الجميع بفوزها في سباقي الجري 100 م و200 م فضلا عن فوز فريق البدل 4 مرات 100 م بذهبية السباحة ومواطناتهن في البدل 4 مرات 400 م جريا، وحصل الفرنسي الجزائري الأصل محمد بوقره العوافي على ذهبية الماراثون. وحفظت السجلات اسم الإيطالية ليويجينا جيافوتي التي أحرزت فضية في الجمباز وأصبحت أصغر متوجة أولمبية وهي في سن 11 عاما و 302 يومين. ولأن الدورات الأولمبية عادة ما تكون مصحوبة بالمفارقات راجت الأخبار ودارت حول بعض الوقائع والظواهر ولا سيما في ما يتعلق بمشاركة السيدات خصوصا في ألعاب القوى، وذلك طبعا عكس رغبة “المؤسس” البارون الفرنسي بيار دو كوبرتان الذي أصبح هرما فآثر الراحة بعيدا من الجو المشحون، غير أن عبارته الشهيرة “إن مشاركة النساء غير عملية وغير مهمة وغير صحية وتخلو من الناحية الجمالية” ظلت تردد طويلا في أروقة الملعب التحفة الذي صممه يان ويلز واعتبر لاحقا معلما تاريخيا على رغم الحملات لهدمه، ومنح لاحقا الميدالية الذهبية للتصميم تقديرا لهذا “الابتكار”. ظل كوبرتان يطالب بأن يقتصر دور الجنس اللطيف على الجانب البروتوكولي المتعلق بتوزيع الجوائز ومراسم التكريم... “لان بنيتها لا تقوى على تحمل مشاق التدريب المضني والجهد الكبير في المسابقات”. وأثارت إقامة سباق 800 م للسيدات أسئلة كثيرة نظرا لاعتباره “كارثيا” على بعض المشاركات علما بأن المتوجة الأولى فيه كانت الألمانية لينا روكيه باتشمان، وهي أضحت ثاني ألمانية تحرز ميدالية لبلادها في ألعاب القوى، فقد حذف السباق لاحقا من البرنامج ولم يعد أدراجه إلا في دورة عام 1960 في روما. وترافقت تحفظات دو كوبرتان المستمرة على المشاركة النسائية مع وصية الوداع التي ناشد فيها الجميع المحافظة على المثل الأولمبية وفي مقدمتها الهواية... هذه “المثالية” التي بدأت تتحول إلى كابوس بالنسبة لكثيرين، ويقع البعض ضحايا خرقها. وتمثلت حالات الرفض الشديدة لأفكار دو كوبرتان الخاصة بمشاركة المرأة بحركة رائدة في فرنسا عام 1920 بطلتها تيريز بروليه، يومها كانت رياضة “الجنس اللطيف” كناية عن رقص إيقاعي أو جمباز إيقاعي في مدرسة أيرين بوبار... ومن الأسماء التي رسخت في تاريخ “الأولمبياد التاسع” بطل المبارزة الفرنسي لوسيان جودين، فعلى رغم نيل الايطاليين حصة الأسد في مسابقات اللعبة، إلا أن جودين ابن الـ42 عاما حصد ذهبتي الحسام والشيش، انتصار انتظره 25 عاما، منذ أن حقق لقبه العالمي الأول عام 1903.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©