حرب أكتوبر حدث هامشي في 8 أفلام على مدى 37 عاماً

في هذا التوقيت من كل عام وعلى مدى 37 عاماً منذ انتصارات أكتوبر المجيدة 1973 يتكرر حديث وأمنيات الوسط الفني في مصر من منتجين ومؤلفين وممثلين ومخرجين ونقاد، حول تقديم فيلم سينمائي كبير يرصد البطولات العسكرية في حرب أكتوبر، بعيداً عن الأفلام الستة المعروفة، والتي لم تكن الحرب الحدث الرئيسي في أي منها، ولكنها جاءت كحادث عارض وسط قصة اجتماعية أو رومانسية تصلح للتقديم بشكل منفصل، والغريب أن هذه الأفلام الستة انتجت خلال الفترة من 1974 حتى 1978، وطوال الفترة الماضية أُنتج فيلمان تناولا نجاح القوات البحرية المصرية أثناء حرب الاستنزاف في نسف المدمرة الإسرائيلية «إيلات»، الأول «الطريق إلى إيلات» لعزت العلايلي ونبيل الحلفاوي ومادلين طبر وعبد الله محمود وتأليف فايز غالي وإخراج إنعام محمد علي وحقق نجاحاً محدوداً، والثاني «يوم الكرامة» لمحمود قابيل ومحمد رياض وأحمد عز وخالد ابوالنجا وياسر جلال واشرف زكي وسمية الخشاب وإخراج علي عبد الخالق وفشل فشلاً مدوياً على جميع الصعد. حائط الصواريخ وفي عام 1998 قام فريق مكون من المؤلف إبراهيم رشاد ومصطفى بدر والمخرج محمد راضي بكتابة سيناريو فيلم «حائط البطولات» وأشرف على السيناريو قبل رحيله المشير محمد علي فهمي قائد قوات الدفاع الجوي الأسبق وصاحب حائط الصواريخ الأشهر في حرب أكتوبر، ولعب بطولة الفيلم نحو 116 ممثلاً وممثلة، منهم محمود ياسين وفاروق الفيشاوي ورغدة وأحمد بدير وخالد النبوي وحنان ترك وعايدة عبد العزيز التي جسدت شخصية رئيسة الوزراء الإسرائيلية وقت الحرب جولدا مائير وغسان مطر الذي جسد شخصية وزير الحرب موشي ديان إلا أنه لم ير النور حتى الآن. وعن عدم تقديم أفلام تتناول حرب أكتوبر طوال هذه السنوات يقول إبراهيم رشاد مؤلف «حائط البطولات» إن التكلفة الإنتاجية العالية لهذه النوعية من الأفلام، والتي يصعب على المنتج الخاص تحملها، تحول دون تقديمها. مهمة حربية صعبة وعن عدم عرض «حائط البطولات» حتى الآن يقول: كان مقرراً عرض الفيلم في ذكرى انتصارات أكتوبر عام 2001، وكلما اتصلت بجهة الإنتاج أو المخرج أكدا لي أن السبب في تأخر عملية المونتاج أو المكساج أو الطبع وغيرها، وعندما فقدت الأمل لم أعد أسأل عن موعد عرض الفيلم الذي تتناول أحداثه حرب أكتوبر من خلال مهمة حربية صعبة قامت بها إحدى كتائب الدفاع الجوي بقيادة الرائد فؤاد المصري لإسقاط الطائرة الإسرائيلية الأسطورة التي استخدمتها إسرائيل في رصد المواقع الحصينة في مصر وكشفها بدقة متناهية، وكانت تلك الطائرة أعلى ما وصلت إليه التكنولوجيا الأميركية في صناعة الطائرات، وبعد مناورات عدة ينجح الرائد فؤاد في إصابة الطائرة وتفجيرها ويأسر الطيار الإسرائيلي الذي كان يقود طائرة فانتوم لحراسة الطائرة الأسطورة. وقال إنه تقدم مؤخراً بشكاوى عدة لنقابة السينمائيين يتضرر فيها من عدم موافقة التليفزيون المصري على عرض الفيلم. وقال: قد يكون هناك اختلاف حول المستوى الفني للفيلم، ولكن هذا لا يعني حرمانه من العرض العام والحكم في النهاية للجمهور. أما مخرج الفيلم محمد راضي فأرجع عدم ظهور «حائط البطولات» إلى أسباب مالية تتلخص في مطالبة شركة مصر للاستديوهات للمنتج عادل حسني بسداد مليون جنيه لها مقابل آلات وكاميرات. نافذة سينمائية وقال: عانيت كثيراً عدم عرض الفيلم طوال السنوات الماضية فهو خسارة أدبية لنا وللأجيال الحالية التي من حقها أن تعرف بطولات الآباء والأجداد الخالدة. ويؤكد المخرج الدكتور سمير سيف أن أحداً لا يستطيع إنتاج فيلم كبير ومتكامل عن حرب أكتوبر، ولابد أن تساهم الدولة مساهمة كاملة في إنتاج هذه النوعية من الأفلام وبلا قيد أو شرط لأن المعركة السينمائية تعادل ثلاثة أضعاف تكلفتها الفعلية، وإذا ما ذكرنا أن حرب أكتوبر وبطولاتها مضى عليها 37 عاماً فإن ذلك يعني أن الأسلحة تغيرت موديلاتها، وكذلك الطائرات، بل وملابس رجال القوات المسلحة، وكل هذا المتطلبات لا يستطيع المنتج الفرد تنفيذها وحده أو الإنفاق عليها. وقال: الخطوات الحالية لإعادة شركة دور العرض والسينما والصوت والضوء لأحضان وزارة الثقافة تعني وجود نافذة سينمائية مهمة يمكن أن تتيح إنتاج نوعية جيدة عن الأعمال ذات الخصوصية العالية، مثل حرب أكتوبر أو غيرها من الأعمال الضخمة، وأنا استبشر خيراً بعودة هذه الشركة لأحضان وزارة الثقافة لأنها ستفسح المجال لتحريك المياه الراكدة. «أبناء الصمت» يذكر أن الأفلام الستة التي قدمت عن حرب أكتوبر هي «أبناء الصمت» عن قصة مجيد طوبيا وبطولة محمود مرسي ونور الشريف وميرفت أمين وأحمد زكي ومحمد صبحي والسيد راضي وسيد زيان وإخراج محمد راضي، و«الوفاء العظيم» عن قصة فيصل ندا وبطولة محمود ياسين ونجلاء فتحي وسمير صبري وكمال الشناوي وعبد المنعم إبراهيم وإخراج حلمي رفلة، و«الرصاصة لا تزال في جيبي» لمحمود ياسين وحسين فهمي وسعيد صالح وصلاح السعدني ويوسف شعبان ونجوى إبراهيم وعبد المنعم إبراهيم عن قصة لرمسيس نجيب وإخراج حسام الدين مصطفى، و«بدور» لمحمود ياسين ونجلاء فتحي ومحمد رضا ومجدي وهبة وهدى سلطان وتوفيق الدقن وإخراج نادر جلال، و«حتى آخر العمر» بطولة محمود عبدالعزيز ونجوى إبراهيم وعماد حمدي وحياة قنديل وعمر خورشيد وإخراج أشرف فهمي، و«العمر لحظة» لماجدة وأحمد مظهر وأحمد زكي ومحمد خيري وناهد شريف وإخراج محمد راضي.