الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحمى الروماتيزمية.. كابوس الطفولة

20 يوليو 2006 00:46
محمد صلاح الدين: في أوروبا والدول المتقدمة، أصبحت الإصابة بالحمى الروماتيزمية جزءا من التاريخ، انخفضت المعدلات بشكل قياسي في بعضها، واختفت الإصابة تماما في البعض الآخر، وعندنا الأمر مختلف، فالحمى الروماتيزمية لا تزال مسؤولة عن نسبة كبيرة من متاعب قلوب الأطفال رغم سهولة الوقاية منها· وترجع الإصابة بالحمى الروماتيزمية إلى ميكروب يعرف باسم ''ستريبتو كوكاس أ'' أو الميكروب السبحي وهو الذي يسبب التهاب اللوزتين والحلق عند الأطفال، فإذا لم تعالج الإصابة بشكل جيد يختفي الالتهاب ظاهريا في أغلب الأحيان، وبعد حوالي 3 أسابيع من التهاب اللوزتين والحلق تبدأ أعراض الحمى الروماتيزمية في الظهور· يقول الأستاذ الدكتور علي هنداوي مستشار طبي الأطفال في منظمة الصحة العالمية ومدير مركز الهنداوي الطبي بأبوظبي: تشير الإحصاءات إلى أن حوالي 3 بالمائة ممن يصابون بالتهاب اللوزتين والحلق لا يخضعون للعلاج أو لا يعالجون بشكل مناسب، وهي نسبة كبيرة جدا إذا علمنا أن كل الأطفال يصابون بهذا المرض عدة مرات في سنوات العمر الأولى وهؤلاء هم الذين يتعرضون لاحتمالات الإصابة بالحمى الروماتيزمية· وتؤدي الإصابة بالحمى الروماتيزمية اذا لم تعالج بالشكل الصحيح مع العلاج الوقائي الذي يستمر لسنوات طويلة إلى الإصابة بروماتيزم القلب· والتشخيص المبدئي يعتمد على ظهور عرضين على الأقل من مجموعة الأعراض التالية: وجود التهاب في أحد صمامات القلب وغالبا في الصمام الميترالي، التهاب في المفاصل مصحوب بورم في المفصل المصاب، أحد نوعين من حساسية الجلد·· الأول يظهر على شكل بقع والثاني يظهر على شكل دمامل، وجود حركات لا إرادية غريبة في الأطراف بسبب التهاب الأعصاب وتظهر على شكل حركات لا إرادية يقوم بها الطفل ويطلق عليها الرقص الزنجي· يضيف الدكتور علي هنداوي: إذن لابد من وجود اثنين من الأعراض السابقة لكي نعرف أن الطفل أصيب بالحمى الروماتيزمية، أو وجود عرض واحد من الأعراض السابقة مع اثنين من الأعراض الثانوية والتي تشمل الحمى وألم المفاصل غير المصحوب بورم أو سرعة الترسيب العالية في الدم· والوقاية من الحمى الروماتيزمية تعتمد على الوقاية من الالتهابات المتكررة في الحلق واللوزتين وعلاج الالتهابات إن حدثت تحت إشراف طبيب متخصص وبالمضاد الحيوي المناسب، أما الوقاية من مضاعفات الحمى الروماتيزمية فتعتمد على مرحلة المرض التي يمكن تقسيمها إلى ثلاث مراحل: المرحلة الأولى: إذا كان الطفل قد أصيب بالحمى الروماتيزمية ولكن لا يوجد تأثير على القلب، يعالج بالبنسلين طويل المفعول بمعدل حقنة واحدة كل شهر لمدة خمس سنوات أو حتى بلوغ سن 21 سنة· المرحلة الثانية: أن يكون الطفل قد أصيب بالحمى الروماتيزمية وأدى ذلك إلى التهاب في القلب ولكن بدون تأثير على أي من صماماته، وهنا ينصح بالعلاج بالبنسلين طويل المفعول لمدة 10 سنوات على الأقل· المرحلة الثالثة: أن يكون القلب قد تأثر وحدث بالفعل ضيق أو ارتجاع في الصمام الميترالي، وفي هذه الحالة يستمر العلاج بالبنسلين طويل المفعول من 10 سنوات إلى مدى الحياة·· أما إذا كان الطفل يعاني من ضيق في الصمام، فإن التدخل الجراحي هو الإجراء المؤكد·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©