الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإنسان والعقل

24 ديسمبر 2016 22:46
الفرق بين الإنسان وسائر المخلوقات هو العقل، وتوظيفه بطريقة صحيحة ترتقي به وتخدم الإنسان والمجتمع الذي يعيش فيه، مهم لأي نهضة حضارية، وهذا لن يتم ما لم يجعل آلة التفكير عند الإنسان تعمل بطريقة صحيحة أي علمية. والسمع والإبصار والأفئدة قواسم مشتركة بين الكائنات، ولكن ما يفرق بيننا وبين جميع المخلوقات هو اللب، الذي أناط الله به تعمير الأرض، وجعل الإنسان خليفة، ومعرفة أسرار الوجود. والسعي إلى الحقيقة، لا يتم إلا باستخدام العقل، وكذلك الخروج من الظلمات إلى النور، وبالعقل نستطيع التمييز بين الشر والخير. ومفتاح كل ذلك لمعرفة حقيقة وجودنا هو المعرفة، وهي إدراك الأشياء على نحو صحيح أي ليس زائفاً، والمعرفة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعقل، لذا إن الذين يفرقون بين الناس بسبب دينهم أو لونهم أو عرقهم أو ثقافتهم مع أننا جميعاً من مخلوقات الله، ويمكن أن نطلق عليهم اللاعقلانيين بمعنى أن عقلهم لا يعمل، ويعتقدون بأشياء لا علاقة لها بعيشنا معاً في كوكب واحد، فالإنسان له قدرات إدراكية كبيرة وحين تنشط تعمل بصورة يمكن من خلالها معرفة ذاته والعالم المحيط به والانسجام والتناغم مع الطبيعة والمجتمع الذي يعيش فيه وتحقيق الذات، وأن تمتلك اعتقاداً راسخاً يصب في ما ينفع الناس ويعمر الأرض، وحقيقة العالم الذي نعيشه، فقط هو العقل من يوصلك إلى معرفة الأشياء وظواهرها وكنهها حتى في مجال اللامحسوس، فإن البحث عنه عقلياً، يبرر وجوده. بما أنه لا يوجد إنسان خلق الله له عقلاً يعيش وحده هائماً في الأرض، أو بين الأرض والسماء، لذا نجده يعيش في مجتمعات لا تموت، بل يموت بعض أفرادها ولكنهم يتكاثرون بما يجدد هذه المجتمعات ويجعلها لا تندثر، فعقلنة المجتمعات تجعل المعرفة غذاءها وروحها، والعقل جسدها وضميرها، يساعد ذلك الإنسان والمجتمعات على معرفة حقيقة وجودها، وإدراك أن العلم النافع للبشرية وحده القادر على ذلك، وأن العيش في الخرافة والجهل بإلغاء العقل يعني انحرافاً في عقول الناس، خاصة الشباب، والعقل النير هو دائماً العقل الباحث عن الحقيقة لعمارة الأرض. إياد الفاتح - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©