الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الشارقة للبحث التشكيلي» تكرس حضورها كمنصة إماراتية لنقاد الفنون الجميلة

«الشارقة للبحث التشكيلي» تكرس حضورها كمنصة إماراتية لنقاد الفنون الجميلة
11 يوليو 2013 02:19
عصام أبو القاسم (الشارقة)- حققت “جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي” مكانة متميزة على نطاق واسع في الساحة الفنية العربية على رغم حداثة عهدها؛ فالجائزة التي تنظمها إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، انطلقت في العام 2008، وسنة تلو سنة نجحت في استقطاب المزيد من المشاركين في قائمة المتنافسين على مركزها الأول، مع مرور نحو خمس سنوات، نجحت المسابقة في تقديم عدد من الأسماء النقدية الجديدة، من تونس، المغرب، مصر، السودان، السعودية، وقد أصدرت تسعة عشر كتاباً نقدياً حول أسئلة فكرية ونقدية عديدة: “الحداثة” و”الريادة” و”الهوية”، “المفاهيمية”. وتستقبل إدارة الجائزة منذ أبريل الماضي أبحاث المشاركين في الدورة الجديدة 2013 التي تناقش سؤال “أصداء الفنون الإسلامية في التشكيل العربي”، حيث تحتفل الشارقة السنة المقبلة بصفتها “عاصمة الثقافة الإسلامية”؛ وبحسب موقع الجائزة فإن فرصة التقديم تنتهي في شهر سبتمبر المقبل. “الاتحاد” استطلعت عدداً من المبدعين التشكيليين حول تأثير هذه الجائزة على الساحة وفيما لو كانت أحدثت فرقاً مع الأخذ في الاعتبار أنها تبدو مرتبطة بالنقاد أكثر من سواهم وجاءت كالتالي: تعويض الفنان الإماراتي ناصر نصر الله أعرب عن سعادته بأن تكون الشارقة صاحبة المبادرة في طرح هذه المسابقة التي تعتبر الأولى عربياً؛ وقال “بلا شك إن الساحة الفنية استفادت وسوف تستفيد كثيراً من وجود مثل هذه المسابقة فهي تقرأ مستجدات المجال وتقدم مقاربات مهمة للأسئلة الخاصة بالعملية الإبداعية وكل ذلك يعوض النقص الواضح في الساحة للجهود النقدية والبحثية”. وذكر نصر الله أن المسابقة تمثل فرصة للباحثين لتقديم جهودهم واقتراحاتهم حول الظواهر والقضايا الجمالية المختلفة التي تطرحها أعمال المبدعين أو خطاباتهم، وأضاف “نأمل أن تحافظ الجائزة على علاقتها المباشرة بالإشكاليات الجديدة وأن تظل حداثية ومنفتحة على مستوى موضوعاتها، كما نأمل أن تعرف الدورات المقبلة ورشات تدريبية بمشاركة الفائزين أنفسهم وأن تضم هذه الورش تدريبات حول كتابة البحوث والمقالات وما إلى ذلك.. هذا مهم جدا”. تقييم وبالنسبة للرسام السوداني عبد الرحمن نور الدين فإن لجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي الدور الكبير في إبراز العديد من النقاد العرب في مجال النقد التشكيلي تحديداً، وهو يرى أن الطبيعة المعيارية العالية للجائزة وسعت من قاعدتها وزادت من نسب المشاركين فيها سنوياً، وأضاف “وقد أضحت مجالا حيويا للتنافس الحر والملهم بما تعتمده من أسس تقييمية وتحكيمية أمينة ونزيهة”، ولفت نور الدين إلى العناوين التي صدرت من الجائزة، مشيرا إلى أنها أسهمت في رفد المكتبة العربية بقدر ليس بالهين ويمكن أن يحفز بقية الفنانين على أن يكون جزءا من مشهد الجائزة مستقبلا، سواء في باب المشاركة أو سياق التلقي، وتابع نور الدين الذي كان رئيسا لاتحاد التشكيليين السودانيين قائلا: “لقد شعرنا بالفخر لفوز الباحث السوداني الدكتور محمد عبد الرحمن حسن بالجائزة 2010 ببحثه عن فضاءات التعدد والاختلاف في الفن التشكيلي العربي المعاصر، ونثمن الدور الكبير الذي تلعبه الشارقة في إثراء الساحة الفنية العربية من خلال برامجها العديدة ونتمنى أن تأتي دورة السنة عامرة بالقراءات العميقة لواقعنا التشكيلي بما يسهم في ترقية الإنسان العربي وتطوير قدراته الذهنية والبصرية ليكون مساهماً بدوره في إعمال ثقافة التواصل الثقافي وتقاسم الهم والموروث المشترك”. جدارة من جانبه، يرى الناقد التشكيلي المصري محمد مهدي حميدة أن الجائزة نجحت رأسياً وأفقياً، إذ إنها استقطبت مشاركات تنتمي للجغرافيا العربية على اتساعها من محيطها إلى خليجها، وقال “فقائمة الباحثين الفائزين بمراكزها الأولى ضمت أسماء من تونس ومصر والسعودية والمغرب والسودان والعراق، كما أن الجائزة ناقشت عبر دوراتها المختلفة موضوعات تتحرك في التاريخ والفلسفة البصرية العربية ومن بينها الريادة والحداثة والاقتناء وموضوع هذه السنة الذي يدعو لقراءة أصداء الفنون الإسلامية من خلال التطبيق على مشاريع ورؤى عربية” وتابع حميدة “كل ذلك يجعل الجائزة جديرة بوجودها وبقدرتها على إمداد المكتبة العربية بمزيد من الإصدارات المتخصصة المتنوعة والمنضبطة من الناحيتين العلمية والبحثية وهو ما تؤكده الكتب الفائزة”. تكامل تستكمل الجائزة سلسلة من البرامج الثقافية التي أحدثتها الشارقة منذ سنوات، هكذا استهل الفنان السوري إسماعيل الرفاعي إفادته، مشيراً إلى عدد من الأنشطة الأدبية والفنية التي تنظمها دائرة الثقافة والإعلام وقال: إن جائزة البحث النقدي التشكيلي جاءت لتكون امتدادا لكل تلك الدينامية الثقافية، وأضاف “ومنذ إطلاقها اتضح أنها تلبي حاجة حقيقية وسط الباحثين التشكيليين وحاجة أساسية للمكتبة الفنية العربية فثمة فقر مريع للأبحاث العلمية، ويمكن القول إنه بمرور السنوات في مقدور الجائزة أن تثري مكتبتنا كثيراً”. ولفت الرفاعي إلى أن الجائزة نجحت في تقديم العديد من الباحثين الشباب، وقال: “لقد وجدوا في الجائزة فرصتهم للتعبير عما لديهم”. وحول تأثير الأبحاث التي قدمتها الجائزة قال الرفاعي “قرأت بعضها وبدت لي مهمة فعلاً وخصوصا أن الأسئلة دائما كانت جديدة، ومع الاستمرار في التجربة بكل تأكيد سنعثر على المزيد من الجهود المتميزة فكل ما تحتاجه الجائزة هو أن تراكم وأن تؤسس لمكانتها أكثر فأكثر”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©