الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأسود والأبيض.. سرد الحياة

الأسود والأبيض.. سرد الحياة
13 يوليو 2011 19:08
“وظيفة الفنان ليس أن يرسم ما يراه ولكن أن يعبر عن الدهشة التي يسببها ما يراه وينجح في التعبير عنها بقوة”. الفنان الفرنسي ماتيس المكان امتلأ بالبياض وبالعتمة، يلاحق البياض العتمة وينثر عبق آمال باتساع المدى، وتلاحق العتمة البياض وتكشف ملامح موشومة بالوجع، وبالأحزان وبين ذلك تتسع بانوراما من لونين فقط، لونان يمثلان بدايات الأشياء، وبدايات الكلام، وبدايات الأسئلة، لونان التصقا بالإنسانية وقدما أوجه الحياة بمفارقاتها الحزن والفرح، التوهج والانطفاء، لونان يصدحان بشدو الطفولة، ويحكيان حكايات سنوات العمر الراحلة. في مدخل المكان انتصبت صورة ملك عظيم لم يمت فهو حي في قلوب شعبه، وفي أرض وطنه وفي تاريخ الشمس، ينتثر ضوء هيبته الساطع في أرجاء المكان. وفي وسط المكان تدفقت تفاصيل الأمومة الثكلى، والأمومة التي تحتضن صغاراً يبتسم لهم الصباح، وتعالت صرخات طفلة تحيط بجبينها عصابة بيضاء، صرخات تهز القلوب التي تمر بها، وأمام تلك الطفلة تخرج عين كبيرة أمامها كائن نحيل يفتحها بقوة لتراه يحاورها بلغة خاصة وكأنه يطلب منها أن تنظر إليه هو بنظرة تقدير تمنح جسده الضئيل البهاء ليكبر، وتكبر أحلامه، ويشعر بأنه إنسان قادر على الحب والأمل والعطاء. وفي الجهة المقابلة ظهر البياض وانتثر الفجر في ابتسامة طفلة ترتدي زيا تقليديا تحلم بغد زاه. ومن جبين المكان أطلت ملامح كبار امتزج فيها بياض الوقار بحكايا السنين، وبين ذلك كله رأيت (شعاع) بابتسامتها الصافية، وكلماتها الدافئة رأيت (شعاع) نخلة باسقة تحمل بين يديها سلال ألوان، وقصائد، وكلمات عشق للكون، وللإنسانية، وللسلام، وتتأمل أنامل اللين وهي تشكل أفكارها في لوحات الحياة. وفي لحظات توحد البياض والعتمة، وانهمر ضوء، وتعالى صوت ضحكات الطفولة الذي أيقظ في ذاتي حقيقة أن الألوان سرد حياة. * كاتبة سعودية ـ الدمام * الحدث معرض “أبيض في أسود” الذي أقامته جمعية الثقافة والفنون بالدمام في مايو الماضي بقاعة العرض بمكتب رعاية الشباب بالدمام
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©