السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تفاؤل أوكراني وتصعيد روسي

28 يوليو 2014 01:30
انخرطت القوات الحكومية الأوكرانية في معركة طاحنة مع المتمردين يوم السبت في منطقة لا تبعد كثيراً عن معقل الانفصاليين في دونيتسك، وتعتزم هذه القوات في المرحلة التالية الزحف على المدينة التي كانت ولا تزال في صميم حركة التمرد الأوكرانية الموالية لروسيا. وإذا نجح الجيش الأوكراني في استعادة هورليفسكا، وهي مدينة يبلغ تعداد سكانها قرابة 300 ألف نسمة، وكان القتال فيها مستعراً يوم السبت الماضي، فإنه سيصبح على بعد بضعة كيلومترات فقط من دونيتسك. وكان المتمردون قد بسطوا سيطرتهم على هذه المدينة منذ الربيع الماضي، معلنين هناك ما يسمونها جمهورية دونيتسك الشعبية. وقد تسببت السيارات في ازدحام مروري طويل على الطرق المؤدية إلى خارج المدينة يوم السبت، بينما كانت محطة القطارات مكتظة بالسكان الراغبين في صعود القطار التالي ومغادرة المدينة. وكان الجيش الأوكراني كان قد أخرج المتمردين من 10 بلدات ومدن مجاورة خلال الأسبوع الماضي، كما قام بإغلاق كل الطرق المؤدية إلى داخل دونيتسك وخارجها منعاً لدخول إمدادات جديدة إلى المدينة، وفق أندري ليسينكو، المتحدث باسم مجلس الأمن والدفاع الأوكراني. وقال ليسينكو، في توقع يبدو جريئاً للغاية وواثقاً من نفسه عقب استعادة مدينة هورليفسكا: «إن المدينة التالية ستكون دونيتسك»، مضيفاً: «فهذه المدينة ستُحرر». واللافت أن تصريحات المسؤولين الأوكرانيين باتت متفائلة على نحو متزايد خلال الأيام الأخيرة، رغم أن 15 ألف جندي روسي يُعتقد أنهم مرابطون في الحدود ويزدادون عدداً وعدة مع مرور كل يوم. وكان مسؤولون أميركيون وأوكرانيون قد قالوا في وقت سابق إن موسكو أخذت على ما يبدو تكثّف دعمها للمتمردين الذين يضمون في صفوفهم العديد من المواطنين الروس، وذلك منذ أن أُسقطت طائرة ركاب ماليزية في السابع عشر من يوليو بواسطة صاروخ أُطلق من منطقة يسيطر عليها الانفصاليون. وقد أعلن المتمردون أنهم أعطوا المسؤولين الهولنديين أمتعة وأغراض ضحايا الطائرة التي تحطمت، وفق تصريح نقلته وكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس». واعتبر الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أن بلاده لا تخوض حرباً أهلية في الشرق وإنما تواجه «مرتزقة أجانب». وفي هذا السياق، قال بوروشينكو أثناء تقديمه أوسمة لضباط في الحرس الوطني الأوكراني: «إنها حرب حقيقية من أجل سيادة أوكرانيا، والوحدة الترابية لأوكرانيا، ومن أجل استقلال أوكرانيا»، مضيفاً: «إنه ليس نزاعاً داخلياً، إنه دفاع أوكرانيا عن أراضيها ضد مرتزقة أجانب وأفراد من عصابات وجماعات إرهابية». وبدورها، صعّدت روسيا خطابها ضد الولايات المتحدة وأوروبا، حيث اتهمت الولايات المتحدة بنشر الأكاذيب وحذّرت من أن العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي «تعرِّض التعاون الأمني الدولي للخطر». وفي هذا الإطار، قال بيان لوزارة الخارجية الروسية إن العقوبات تُظهر أن أوروبا «بدأت تحولا كاملا عن التعاون مع روسيا بخصوص الأمن الدولي والإقليمي، ومن ذلك محاربة انتشار أسلحة الدمار الشامل، والإرهاب، والجريمة المنظمة، وتحديات وتهديدات جديدة أخرى». وأضاف البيان الروسي: «إننا مقتنعون بأن مثل هذه القرارات سيتم تلقيها بحماس كبير من قبل الإرهابيين الدوليين». وفي بيان منفصل، اتهمت وزارة الخارجية الروسية الحكومة الأميركية بممارسة «حملة تشهير شعواء ضد روسيا، تعتمد على الأكاذيب المفضوحة». والواقع أن التوترات المتصاعدة، داخل أوكرانيا ومع جارتها الكبرى روسيا، جعلت الكثير من الأوكرانيين يشعرون بالقلق والتوتر. فيوم السبت، تعرض عمدة كريمنشاك، وهي بلدة تقع في وسط أوكرانيا، لإطلاق نار تسبب في مقتله. هذا في حين تعرض منزل عمدة آخر في مدينة لفيف غرب أوكرانيا لأضرار بسبب نيران قاذفة قنابل مضادة للدبابات. هذان الحادثان جعلا العديد من الناس في أوكرانيا يتكهنان على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن أسبابهما وحول ما إن كان الحادثان لهما علاقة بحركة التمرد، رغم أنه لا يوجد دليل حتى الآن يثبت ذلك. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©