الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الحياة الصحية» تعتمد على نمط الحياة والبيئة والتغذية السليمة

«الحياة الصحية» تعتمد على نمط الحياة والبيئة والتغذية السليمة
9 يوليو 2015 01:10
يعقوب علي (أبوظبي) استضاف مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في قصر البطين أمس، محاضرة بعنوان «المناطق الزرقاء، وأسرار طول العمر المفعم بالصحة»، بحضور الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وعدد من كبار المسؤولين، وسفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين لدى الدولة. وكشف المحاضر دان بويتنر عن نتائج بحث مولته «ناشيونال جيوغرافيك»، واستغرق عقداً كاملاً للتوصل إلى أكثر المناطق والمدن العالمية في نسبة المعمرين، وهي المناطق التي أطلق عليها لاحقاً اسم المناطق الزرقاء الخمس، وكشف البحث أن 20 ? فقط من عوامل إطالة العمر لها علاقة بالجينات، أما الـ 80 ? الأخرى، فتعتمد على نمط الحياة والبيئة وجوانب غذائية. وأوضح أن المناطق الزرقاء الخمس شملت مدن «أوكيناوا» و«إيكاريا» و«سردينيا» و«شبه جزيرة نيكويا» في كوستاريكا ومدينة «لوما ليندا» في كاليفورنيا، مشيراً إلى أن سكان تلك المناطق يعيشون عمراً أطول بصورة استثنائية مقارنة ببقية سكان الأرض، وأن تلك الميزة التصقت بهم منذ عقود طويلة، مضيفاً أن محاولة محاكاة أو تغيير أنماط حياتنا وبيئاتنا على غرار ثقافات المناطق الزرقاء، تتطلب منا إيجاد بيئات للعمل واللعب والعيش في مجتمعاتنا أكثر صحية مما هي عليه الآن. وأضاف أن السبيل إلى العمر المديد المفعم بالصحة يعد أحد الأسرار الأكثر تشويقاً بالنسبة للبشرية، مشيراً إلى عمله مع فريق متكامل من الباحثين والمتخصصين، حيث توصل إلى أن سكان «المناطق الزرقاء» يعيشون من 10 إلى 12 عاماً زيادة على بقية المجتمعات مع تمتعهم بالصحة والنشاط وبأقل قدر ممكن من الأمراض المزمنة، لافتاً إلى أن فريق البعثة الاستكشافية زار مجتمعات المناطق الزرقاء للتعرف على الأسباب الكامنة وراء تمتع أفرادها بحياة أطول. وقال : «غالبية طعام المعمّرين نباتي، مثل الحبوب الكاملة، كالرز والشوفان والقمح، والفاصولياء، في حين أنهم لا يأكلون اللحم سوى 5 مرات شهرياً كحد أقصى وبكميات قليلة. نمط الحياة وقال بويتنر: «نتمتع بصحة دائمة ولابدّ لنا من تحسين البيئة في توفير طعام صحي بأسعار رخيصة وتصميم الشوارع للبشر وليس فقط للسيارات»، مؤكداً أن المعمّرين يتحركون كل 20 دقيقة، وأن الأشخاص الذين يعيشون في بيئة ملائمة للمشي يمارسون تمارين رياضية أكثر من مرتادي النوادي الصحية. وقال: «لأن نمط الحياة والعادات والبيئة تسهم في 80 % من طول العمر، فقد أردنا معرفة المناطق التي يمارس الناس فيها هذه المكونات الثلاثة على نحو صحيح. وبتمويل من منظمة ناشونال جيوغرافيك، استعنّا بخبرات أفضل علماء الإحصاء السكاني لإيجاد البيانات المطلوبة فتوصلنا إلى وجود خمس مناطق جغرافية يعيش فيها الناس عمراً أطول بصورة استثنائية ومنذ عقود طويلة. والهدف من دراستنا هو العثور على الوصفة الحقيقية للعمر المديد من خلال الوقوف على أفضل أنماط الحياة والبيئات التي تسهم في طول العمر». خصائص القوة وأضاف: «والجدير بالملاحظة أننا نجد دائماً وحيثما ذهبنا الخصائص نفسها بين شعوب العالم التي تعيش حياة أطول، لذا سنطلق على هذه الخصائص اسم «خصائص القوة التسع». وهذه الخصائص المشتركة هي: الحركة بصورة طبيعية، فالناس في هذه المناطق الزرقاء لا يركضون ماراثونات ولا يمارسون اليوغا «الحارّة» بل يتحركون بصورة طبيعية طوال اليوم مثل المشي والعناية بالحديقة وتقطيع الأخشاب، كما أنهم يستيقظون من النوم وهم يعرفون هدفهم ويمكنهم أن يلخصوه لنا في عبارة واضحة تعبّر عن رسالتهم الشخصية في الحياة. وفي كل يوم يلقون بالتوتر جانباً ويعيشون حياة بسيطة، وذلك من خلال التأمل أو أخذ قيلولة أو التنزه في الطبيعة». وقال: «كما يحرص معمرو هذه المناطق على تناول الطعام بحكمة فهم يأكلون كميات قليلة ولا يتناولون الأغذية المعالجة، وبشكل أساسي يتوقفون عن الطعام عندما يشعرون بالشبع بنسبة 80 % تقريباً. ومعظم الأطعمة التي يتناولونها أطعمة نباتية، مثل الخضار والحبوب والفاكهة، ولكنهم ليسوا نباتيين تماماً فهم يتناولون اللحوم 3 مرات في الشهر غالباً ما تكون خلال العطل والاحتفالات. ولديهم حسّ بالانتماء، فهم يقضون وقتاً أطول مع من يحبون ولكن ليس على فيسبوك أو تويتر أو عبر الرسائل النصية القصيرة بل وجهاً لوجه. كما يتمتعون بإيمان قوي ويمارسون شعائرهم الدينية». وأضاف: «جميع المعمرين الذين التقيناهم باستثناء قلة قليلة ينتمون إلى فئة اجتماعية مؤمنة. كما يولي هؤلاء المعمرون أهمية كبيرة للعائلة والأحباء أيضاً. ويبقون قريبين من أبويهم المسنين. ويعيشون علاقات زواج صحية غير متعددة، ويحرصون على تنشئة أطفالهم ورعايتهم ويقضون وقتاً أطول مع أسرهم وأصدقائهم المقربين ولاسيما الذين ينتمون إلى أجيال مختلفة. وكل ذلك يكسبهم الصحة ويمنحهم عمراً مديداً، هم وجميع أفراد أسرهم. الصحة أولاً وقال المحاضر: «أظهرت دراستنا أن معظم الناس يقضون 80 % من حياتهم ضمن مساحة 20 ميلاً من منازلهم، لذا يركز برنامجنا على هذه البيئة القريبة. في حين يشير المحاضر إلى أن السياسات تأتي في المقام الأول، فعندما يغيّر المجتمع سياساته لتصبح أكثر تركيزاً على الصحة فهو يخلق تأثيراً مهماً طويل الأمد على المجتمع، ورغم أن إحراز تقدم في تغيير السياسات قد يستغرق زمناً طويلاً أحياناً إلا أنه من أقل الإجراءات تكلفة. ثانياً تأتي البيئة العمرانية، بمعنى هل يوجد طرق وحدائق ومماشٍ تسهّل على الناس المشي داخل المدينة. وأضاف: «في المناطق الزرقاء، الأصدقاء لهم أهمية خاصة. وقد أظهرت دراسة «فرامنغهام» أن السمنة والتدخين والسعادة والكآبة تنتشر من شخص إلى آخر عبر الشبكات الاجتماعية تماماً مثلما تنتقل الفيروسات عند انتشار الأوبئة. الناس بحاجة إلى المرح وممارسة الأنشطة الممتعة مع أصدقائهم. فالمجتمعات أو بيئات العمل التي توفر رحلات وأنشطة ممتعة للعب وإثارة حس الفضول والتعليم تسهم إسهاماً كبيراً في صحة أفرادها، ولأننا نعلم أن الشبكات الاجتماعية معدية فإننا نسعى إلى تحقيق التواصل بين الأشخاص الذين يشتركون في الميول والأفكار ممن يريدون تغيير أو توسيع شبكاتهم مع إضافة الخيارات الصحية إليها». وقال : «نحن كأفراد نتخذ أكثر من 150 قراراً يتعلق بالصحة يومياً، لذا لا بد لنا من اختيار الخيارات الصحية التي تكون في متناولنا دائماً ويسهل علينا اتخاذها دون التفكير فيها ضمن بيئات عملنا ومدارسنا ومطاعمنا ومتاجرنا ومنازلنا، و كما ترون، لا يوجد حلّ واحد لتحسين الصحة والرفاهية لكن هذا النموذج المنظّم يركز على أهم جوانب البيئة بحيث يأتي الخيار الصحي تلقائياً وعلى نحو طبيعي. وهو محصلة التغييرات الصغيرة التي تخلق بمرور الزمن أكبر أثر ممكن على الصحة. كادر// في محاضرة بمجلس محمد بن زايد شهدها سيف بن زايد دان بويتنر.. إنجازات يعد اكتشاف «دان بويتنر» للمناطق الخمس في العام، أو ما يسمى بـ«المناطق الزرقاء» أبرز السطور والإنجازات في سيرته الذاتية، حيث قاد هذا الكشف إلى تأليف الكثير من الكتب وتأسيس شركة تسعى إلى نشر الحكمة الصافية لثقافات المناطق الزرقاء الخمس. ويعمل «بويتنر» بالتعاون مع شركة «هيلث ويز» والحكومات المحلية وشركات التأمين المختلفة من أجل تنفيذ برنامج للحياة الصحية لعمر مديد في أكثر من 20 مدينة حتى الآن، واستطاع تحسين حياة أكثر من 5 ملايين أميركي حتى الآن. صنفت صحيفة «نيويورك تايمز» «بويتنر» كأحد أكثر المؤلفين مبيعاً، ودخل موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية ثلاث مرات في ركوب الدرجات الهوائية لمسافات طويلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©