الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الريال مع شوستر في صحة أفضل!

الريال مع شوستر في صحة أفضل!
5 يناير 2008 02:41
لا يخفى على أي متابع لفريق ريال مدريد الإسباني هذا الموسم أنه أصبح له مذاق خاص ونكهة مختلفة تحت قيادة المدرب الألماني بيرند شوستر الذي تولى أمر الفريق في بداية الموسم خلفاً للمدير الفني الإيطالي الشهير فابيو كابيللو الذي استقر به المقام أخيراً في انجلترا مدرباً لمنتخبها الوطني، بعد خروجه المهين من تصفيات كأس الأمم الأوروبية ·2008 والحقيقة أن النادي الملكي الأسباني مع شوستر أصبح أكثر تماسكاً وقوة وطموحاً على حد قول صحيفة ''ليكيب'' الفرنسية حتى وإن كان كابيللو قد نجح في إنهاء الموسم الماضي، وقد انتزع بطولة الدوري الأسباني ''الليجا'' من بين أنياب برشلونة في الأسابيع الأخيرة للمسابقة· نعم أصبح الريال أكثر صحة وأكثر حذراً وتوازناً دفاعاً وهجوماً ولهذا كان من الطبيعي أن يتصدر قمة الدوري، ومع ذلك عندما يسأل أحد أي لاعب في فريق ريال مدريد عن احتمالات الاحتفاظ بالدوري للموسم الثاني على التوالي، فإنه يتوخى الحذر في الإجابة حتى بعد الفوز على منافسه اللدود برشلونة في الأسبوع السابع عشر للدوري على ملعبه ووسط جماهيره بهدف للاشيء· وعلى سبيل المثال يتذكر حارس المرمى كاسياس ما حدث لبرشلونة في الموسم الماضي عندما كان متقدماً في نفس هذه الفترة بفارق 6 نقاط قبل أن ينهار في المباريات التي لعبها خارج أرضه في الدور الثاني للدوري، أما راؤول كابتن الفريق فيقول: علينا أن نحتفظ بروحنا المتحفزة ودوافعنا القوية في المباريات الخادعة والتي تشبه الفخاخ أمام فرق أقل مستوى أو ضعيفة فمثل هذه المباريات قد تتسبب في ضياع البطولة· بصمات واضحة أما شوستر الذي قالت عنه الصحيفة إنه استطاع أن يبني فريقاً حقيقياً للريال، فيقول: نحن في الصدارة بفضل الجهد الشاق الذي نبذله، وعلينا ألا نتراخى أو يفتر حماسنا حتى لا نتراجع، وضرب شوستر مثلاً يقول: ما يبنى بدون عمل يشبه تماماً القلاع الورقية· وبهذا المنطق تقول الصحيفة إنه سيكون من الصعوبة على أي فريق أن يغزو ويهاجم قلعة مدريد الحصينة· وتقول الصحيفة إن صحة الريال مع شوستر في حالة طيبة جداً، بل وأضافت أن بصمات هذا المدرب الألماني واضحة وضوح الشمس على الفريق لدرجة أصبح معها ''ماركة مسجلة'' تحمل اسمه ''ماركة شوستر'' وهذا الرجل الألماني الصارم الذي تخرج من مدرسة ''الماكينات الألمانية'' والذي سبق له اللعب لسنوات طويلة في أسبانيا وتحديداً في أندية برشلونة وريال مدريد وأتليتكو مدريد ما مجموعة 316 مباراة في الدوري الأسباني، وضع نصب عينيه منذ اللحظة الأولى التي تولى فيها أمر الفريق تقوية وتدعيم خط الدفاع حتى يكون حائطاً منيعاً أمام مهاجمي الفرق المنافسة، حيث يوجد في قلب الدفاع النجمين بيجت وكانافرو، وفي الجانب الأيمن سيرجيو راموس، وفي الجانب الأيسر هاينز، وقد وضح مدى تفاهم وتأثير هذا الرباعي على مر المباريات وأمامهم رباعي أكثر قوة وتفاهماً وهم مامادو ديارا وخوليو بابتيستا المحركان اللذان لا يهدآن أبداً واللذان يمدان شينايدر، وروبينيو، وراؤول، وفان نستلروي بالتمريرات المثمرة· الصحيفة قالت أيضاً إن شوستر مدرسة شعارها كرة سهلة بدون فلسفة أعاد لهذا الفريق قيمه الضائعة مثل الالتزام والتضامن وشده البأس، ومعه لم يعد هناك للمتميزين عن غيرهم في صفوف الفريق، وإنما كل حسب جهده وعطائه داخل المستطيل الأخضر· وشوستر الذي راهن عليه رامون كالديرون رئيس النادي، يجيد وضع التكتيك المناسب لكل مباراة ولهذا لم يتصدر ريال مدريد الدوري اعتباطاً أو بضربة حظ أو مصادفة وإنما حقق ذلك لأنه الأكثر فاعلية ويلعب كرة سهلة ومباشرة من دون فلسفة أو تعقيد، ويقول شوستر: أحاول دوماً أن أدرس الفريق الذي أواجهه جيداً وكيفية الاستفادة من نقاط ضعفه لصالحي، وأفضل دائماً الضغط على أي منافس في وسط ملعبه لأن ذلك يعطيني خيارات كثيرة، وليس عندي فارق بين منافس قوي وآخر ضعيف فالكل يلعب بقوة أمام فريقي· ولقد نجح شوستر في أن يدعم صدارة فريقه لقمة الدوري الأسباني وخاصة بعد الفوز على البارسا على أرضه ليتسع الفارق بينهما إلى 7 نقاط كاملة بعد 17 أسبوعاً من الليجا، وما زالت أمامه الفرصة لتوسيع هذا الفارق عند انطلاق مباريات الأسبوع الثامن عشر يومي السبت والأحد الموافقين 5 و6 يناير ،2008 عندما يتقابل الريال على أرضه مع فريق ساراجوسا الذي يحتل المركز العاشر في ترتيب فرق الدوري برصيد 21 نقطة فقط بينما يملك ريال مدريد 41 نقطة كاملة أي بفارق عشرين نقطة بينهما، في الوقت الذي سينزل فيه فريق برشلونة المنافس الأول للريال، ضيفاً على فريق مايوركا صاحب المركز التاسع برصيد 21 نقطة أيضاً· والطريف أن شوستر كان يوصف قبل مجيئه إلى ريال مدريد بأنه مدرب غاوي مشاكل، ولكنه أثبت في النادي الملكي أنه مدرب يهمه في المقام الأول عمله ومثلما نجح مع فريق خيتافي الاسباني، يحاول شوستر مواصلة نجاحه مع ريال مدريد حتى ينفي عن نفسه تهمة أنه كثير المشاكل· ولا يزيد من صعوبة وضع شوستر والضغوط عليه سوى جماهير الريال التي لن تقبل منه بغير بطولة الدوري الاسباني ولو أمكن أيضاً بطولة دوري الأبطال الأوروبي، وعن ذلك تقول الصحيفة الفرنسية إن شوستر سبق له اللعب لمدة طويلة في عدد من الأندية الاسبانية عندما كان لاعباً يشار إليه بالبنان وكان اللاعب الوحيد الذي يحصل على بطولة كأس الملك مع أهم ثلاثة أندية اسبانية وهي ريال مدريد وبرشلونة وأتليتكو مدريد، علاوة على إحرازه بطولة الدوري مع كل من الريال والبارسا (3 بطولة دوري و6 بطولات كأس في أسبانيا)· وبحكم كل ذلك فإنه قد اعتاد تماماً على مثل هذه الضغوط ولعل هذا ما يجعله يجلس على دكه البدلاء في المباريات وهو في كامل هدوئه ووقاره· ومثلما كان شوستر قائداً محنكاً للفرق الكبرى التي لعب لها في أسبانيا، فإنه لم يختلف حاله وهو مدير فني لديه كل ملكات القيادة الحكيمة من صفاء ذهن وحسن تصرف ومرونة في التعامل في حدود الانضباط والالتزام وعدم الخروج عن النظام· وفي مواجهة التحدي الكبير المتمثل في قيادة فريق بحجم وثقل ريال مدريد، فإن بيرند شوستر لا يخشى شيئاً على حد قوله عند بداية مجيئه مدرباً للريال، بل إنه - على حد قوله في أكثر من مناسبة - جاهز تماماً لأن يصبح أحد المدربين العظماء في تاريخ هذا النادي، دعونا نترك للأيام والأسابيع المقبلة مهمة تأكيد كلام شوستر أو نفيه!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©