تمكنت شرطة أبوظبي من حل لغز جنين أنثى، أجهضتها أمها في شهرها الرابع بأحد فنادق العاصمة بعد الحمل بها سفاحاً، ووجدت جثتها غير مكتملة النمو في نهاية شهر سبتمبر الماضي، مكيّسة وملفوفة بقطعة قماش تستعمل لتغطية مخـدّة، ومُلقى بها بجانب حاوية قمامة بمنطقة المصفح.
وأقرّت المتهمة (الأم)، آسيوية الجنسية دخلت إلى الدولة بتأشيرة سياحة منذ مايو الماضي، إجهاضها جنينها في شهره الرابع بعد ممارسة الجنس مع عدة أشخاص منهم كهربائي عربي الجنسية استأجر لها شقة في فندق بأبوظبي، وضُبط معها بعد الاشتباه به في تضليل العدالة والإدلاء بأقوالٍ كاذبة والزنا وإخفاء جثة جنين.
وكشف العقيد حماد أحمد الحمادي مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي، أن خيوط الكشف عن الجريمة، التي قادت إلى إلقاء القبض على 5 أشخاص بينهم 4 نساء ورجل واحد، بدأت حينما تقدم شاب عربي الجنسية يدعى «ب. أ. م» 25 سنة، مؤخراً ببلاغ إلى شرطة أبوظبي يفيد بوجود جثة جنين بجانب حاوية قمامة في منطقة المصفح الصناعية، تم على إثرها تشكيل فريق أمني متخصص بمثل هذه الجرائم، والانتقال إلى موقع الحادث، وتطويق مكان الجريمة ومعاينة الجثة. وحامت الشبهات حول المبلّغ نفسه الذي يعمل كهربائياً في المصفح، وذلك بعد أن أصابه الخوف حين أصبح في مواجهة الشرطة.
من جانبه، قال الرائد جمعة الكعبي رئيس قسم جرائم النفس في إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي، الذي تولّى الكشف عن تفاصيل الجريمة إن المحققين اشتبهوا بالشخص المبلّغ من خلال حسّهم الأمني بعد إدلائه بأقوالٍ وقصة ملفّـقة، وعدم مطابقة كلامه خلال مجريات التحقيق مع الوقائع الثابتة، وحينما حُوصر بالأسئلة والبراهين القطعية ضده سارع إلى تغيير أقواله، وأدلى باعتراف كامل أقـر فيه بارتكاب الجريمة.
وأضاف نقلاً عن إفادة المبلّغ بأن المتهم لم يشاهد عملية الإجهاض، شارحاً أن المتهمة التي يعرفها منذ 4 أشهر أجهضت جنينها الذي لا يعرف جنسه، بمساعدة 3 نساء أخريات لا يعرف عنهن شيئاً سوى أنهن صديقاتها، وأنه قام برمي الجنين بالمصفح، بعد أن وجد الجثة مكيّسة وملفوفة بقطعة قماش تستعمل لتغطية مخدّة، إذ حمل الجثة بسيارته إلى الموقع الذي وُجدت فيه ثم قام بإرشاد الشرطة إلى مكانها.
وأشار الرائد الكعبي، نقلاً عن إفادة المتهمة الرئيسة «س. أ. د»، 27 سنة، بأنها أجهضت نفسها، في الشهر الرابع من الحمل بأن تناولت 10 حبوب طبية لإجهاض الجنين أحضرها لها صديقها المذكور، الذي تعرّفت إليه منذ شهرين ونصف الشهر، واستمرت في تناولها بشكل متقطّع لمدة 13 ساعة حتى نزل الجنين.
وأوضح الكعبي أنه وبمواجهة المتهمات الـ3 اللواتي ضُبطن مع المتهمة الرئيسة في الفندق، وكن قد قدمن من موطنهن «إحدى الدول الآسيوية» إلى الإمارات بتأشيرات سياحية، أنكرن قيامهن بمساعدتها في عملية الإجهاض، إلاّ أن «م.ع» 35 سنة، اعترفت بهروبها من الكفيل، في حين أن «ر. ج» 38 اعترفت بالتهمة الأخيرة ذاتها وبالزنا. وباستجواب «أ. ب» 38 سنة، اعترفت بالهروب من الكفيل أيضاً وبممارسة الدعارة، وتم توقيفهن جميعاً وتحويلهن مع المتهم إلى الجهات القضائية.
عدد اليوم
