الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تزايد الطلب على البلاستيك والألمنيوم

19 يوليو 2006 23:18
إعداد - محمد عبد الرحيم: في الوقت الذي لا تزال فيه أسعار النحاس والنيكل والمواد الأولية الأخرى مستمرة في الصعود بات من المحتمل ان يتجه أكبر مستخدمي السلع للبحث عن البدائل التي من الممكن ان تتضمن مادة البلاستيك على وجه الخصوص بالاضافة الى العديد من المواد الأخرى التي يمكن ان تستخدم بنفس كفاءة المعادن ولكن بتكلفة أقل بكثير· وكما ورد في صحيفة وول ستريت جورنال مؤخراً فإن شركات التشييد والمباني ربما يصبح بإمكانها توفير مبالغ ضخمة عبر اللجوء الى الأنابيب والمواسير البلاستيكية عوضاً عن التوصيلات النحاسية في مجال السباكة· كما سيصبح بإمكان مصنعي وحدات اجهزة التكييف استبدال الملفات النحاسية بالاجزاء المصنعة من المواد الاكثر رخصاً مثل الالمنيوم على ان هذه الاستراتيجية الخاصة بالاستبدال ليس من المتوقع ان تعمل على تخفيض أسعار المعادن في وقت قريب على الرغم من التراجع الكبير الذي شهدته اسعارها في الاشهر الاخيرة حيث تراجع سعر النحاس بحوالى 15 في المئة وسط مخاوف من ارتفاع أسعار الفائدة والتباطؤ في النمو العالمي· لذا فإن معظم المحللين ما زالوا يتوقعون ان تبقى تكاليف السلع فوق متوسط مستوياتها التاريخية لبعض الوقت في المستقبل ويعود هذا الامر بشكل رئيسي الى ان شركات التعدين ما زالت تناضل من أجل تطوير امدادات جديدة في الوقت الذي ما زال يتوقع فيه ان يظل الطلب من الصين والهند وسائر الدول النامية الاخرى في نمو متسارع الوتيرة· وفي ظل بقاء سعره بحوالى 7 آلاف دولار للطن فإن النحاس ما زال يباع بأكثر من أربعة أضعاف سعره في عام 2001 ويزيد بمعدل 60 في المئة عما كان عليه في بداية هذا العام· على أن أسعار البدائل مثل البلاستيك والالمنيوم شهدت ارتفاعات ايضا بسبب الصعود الهائل في أسعار الطاقة ولكن ليس بالمستوى الذي شهدته اسعار المعادن الاخرى· وعلى الرغم من ان البلاستيك يتم انتاجه في معظم الاحيان من النفط الا ان المواد الخام ما زالت تشكل نسبة مئوية صغيرة من المنتج النهائي وأقل بكثير مما تسهم فيه في انتاج اشياء مثل أنابيب النحاس· أما الألمنيوم فقد ارتفعت استخداماته بنسبة 65 في المئة منذ العام 2001 بسبب مواجهته للقليل من المعوقات في امداداته بخلاف معادن أخرى مثل النحاس· وعلى كل فإن المحللين باتوا يعتقدون انه وعلى المدى الطويل فإن تأثير ''المواد البديلة'' يمكن ان يؤدي الى احداث بعض التغيرات المستديمة في السوق والتي ستتمثل في انخفاض هائل في أسعار المعادن· وفي حال تحول المزيد من مستخدمي المواد الاولية عن استخدام معادن معينة مثل النحاس فإن هذا الأمر من شأنه ان يتمخض عن انخفاض اكثر مما هو متوقع في مستوى الطلب، مما يسمح لشركات التعدين بمقابلة الطلب بسرعة أكبر وربما يدشن بداية النهاية لعصر ازدهار السلع الذي بدأ انطلاقته منذ العام ·2002 وخلصت شركة سي آر يو المتخصصة في بحوث السلع في لندن مؤخراً الى ان استخدام أنابيب البلاستيك والمواد البديلة الأخرى خفض الطلب على النحاس بمقدار يصل الى 250 ألف طن متري في العام الماضي· أي بحوالي واحد في المئة من اجمالي الاستهلاك في جميع أنحاء العالم· وفي الوقت الذي لا تعتبر فيه هذه النسبة تمثل حجماً مقدراً الا ان بمقدورها ان تشكل فارقاً بين سوق يشهد طفرة في كميات النحاس وآخر يعاني من عجز في هذه السلعة· ويتنبأ مكتب سي آر يو بأن من الممكن ان يتم استخدام المزيد من البدائل في اعمال تجارية اخرى· وكمثال على ذلك فقد اشارت الى وحدات تكييف الهواء كمصدر هائل للطلب على ملفات النحاس التي تستخدم في نقل الحرارة· وفي الولايات المتحدة الاميركية بدأت شركة ميلواكي التابعة لمؤسسة جونسو كونترولز مؤخراً في تطوير نوع جديد من وحدات التكييف التي تستخدم الالمنيوم بدلا من النحاس وعلى الرغم من ان التحول الى الالمنيوم تقف خلفه عوامل أخرى بما فيها الرغبة في حجم وحدة التكييف نفسها الا انها ادت ايضا الى تخفيض التكلفة ويعتقد المحللون بأن المصنعين الصينيين يمكن ان يتبنوا هذه المبادرة بحيث يقل الطلب كثيرا على النحاس· ولكن بعض محللي المعادن الآخرين ظلوا يعتقدون على خلاف ذلك ان التهديد الذي يمكن ان يلحق بأسواق السلع من المواد البديلة مبالغ فيه اذ ان العديد من أفضل هذه البدائل غالية الثمن كما ان التحول الى مواد مختلفة من شأنه ان يتطلب استثمارات هائلة في المعدات الجديدة· بالاضافة لذلك فإن بعض المواد البديلة لا تعمل ببساطة بنفس الجودة التي تؤدي بها المعادن الاصلية· ولكن منتجي الفولاذ غير القابل للصدأ في الصين عندما اقتنعوا في العام الماضي بأن النيكل احد المواد الخام الأكثر أهمية أصبحت اسعاره باهظة عمدوا الى استخدام كميات أقل من النيكل والمزيد من معدن المنجنيز قبل ان تتراجع اسعار النيكل العالمية بأكثر من معدل 25 في المئة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©