الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ظهيرة عاقلة

22 يناير 2014 21:30
كيف لهذا الصباح الخائف أن يضع مفاتيحه مجدداً في يدي؟ لم يعد مبرراً كل هذا الموت الذي ترسمه لنا تلك الأكف الغامضة كان الأفضل أن تقترب أصابعكِ البعيدة إلى جسد البيانو بينما حديقتكِ البتول ما زالت تغفو على نظرة طائر اكتمل جناحه بعد ظهيرة الأمس الظهيرة ذاتها التي تستمعين فيها لفيروز ربما هو الجرح نفسه الجرح المفتوح إلى السماء أصابعي تبتعد مرة أخرى عن القوارب الحبلى بأخبار المسرة الفناء الخلفي لحنجرتي لم يعد يكترث بالموتى الجدد فقط بهجة على التلفاز تخبرني بحلاوتكِ حين أسمع اسمكِ بصورة عازفة أخرى اسمكِ على الدكاكين والتاريخ وغطاء رأس السيدات بهجة تقترب من مظلة المرأة التي تخشى الشمس في معدة المدينة الصديقان المعذبان كانا يبتسمان لها في الأوقات العصيبة مع حفنة من الحظ قد تفتح الحكمة نوافذها مخافة انقراض المحبة فلندع أرواحنا تمارس بعضاً من العبث ربما يسقط المطر مجدداً على البيانو على مظلة المرأة الوحيدة على المفاتيح الخائفة والقوارب والأصابع والأشقياء لم يعد مبرراً كل ... هذا الموت لم يعد مبرراً كل ... هذا الحب لم يعد مبرراً النقاء كمطلب بعيد الثرثرة كداء فاتن كم هي رائعة هذه الحياة! لابد أن تقول هذا كي يصل البريد باسماً هذه المرة افتح ذراعيك مصحوباً بالبشائر المغادرة دون سبب بقطرات ماء ذرفتها أمك من طاسة الخطوات بكل الذي يأتي ولا يأتي ذراعاك فقط افتحهما أكثر احضن الهواء من رأسه لعلك تصطاد شيئاً يصلح لك ما أفسده الباب والأكف الخفية والطائر الذي لم تكتمل ابتسامته بعد. ? ? ? صنائع النافذة كذبة بعد كذبة أنام بنافذة مفتوحة أصحو بلا نافذة ? ? ? ليوم صادق جديد الأمر أشبه بمتجر حافل بالأناناس هذا وجهكِ حين تفرغين من الحب ها أنتِ تقطعين الشارع مجدداً دون أثر الشارع الذي أوصلنا ذات فجر للمطار رغم حقائبنا الفارغة لسرير أبيض طويل حياة أخرى دون أحزمة حمراء دون أطفال يسألون عن المرأة التي تخفي وجهها في الشارع في مدن ستضيع دون أحلام قصيرة دون هدأة مستباحة أو كائنات فظة أو حتى فؤوس عمياء لكنها دون رائحة الأصحاب ونكهة الألم الشهي إنه شهي حتماً دكان الزهور الذي لم يصله عطرك بعد أغلق أبوابه مبكراً كذبة بعد كذبة الطائرات تصافح الناس من أسطح المنازل دون أن تحمل قلوبهم التالفة في منظر عام للدهشة وحدكِ فقط من يقطع الفراغ على ساعتي المتوقفة ترشين ثيابي بالماء قيلولتي المطفأة بالوصايا والقهوة السريعة وجهكِ الشهي كبصلة مدورة بعيد عن الأناناس هذه المرة وحدهم فقط من يتبادل قبلات العيد دون مكر مسبق الفقراء ونحن حين نتقاسم الكرسي ذاته الحديقة الميتة نفسها أجنحتنا القصيرة والسرير الذي يئن قرب النافذة المفتوحة قليلاً خيول كبيرة تعبر الغرفة ربما تمنيت أن أكون معها لبرهة واحدة أعبر النهار لمدن أخرى لا تأكلني دون أن أنسى قلبي في حقيبة جندي لم يعد من المعركة في عربة حلوى تختصر الأزقة بحثاً عن سبب للعيش في حذاء طفل يتخطى مسامير الأيام أو حتى في حاشية ثوب زهري لامرأة تجيد القبل المباغتة دون أن تخشى شهيتي المفتوحة للشجار آه ما أقسى هذه الحوافر الذكية لحظة ما تأتي به غرفة إنعاش القلب من كلام عذب قصير ساعتي معطلة بريدي مغلق ونافذتي مفتوحة طوال العمر على أبدية عاقلة لطيفة لا تكترث لأمر أحد كذبة بعد كذبة.
المصدر: العراق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©