الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شاعر إماراتي يقلب القصيد وعمانية تنتصر للأنثى وبوعزيزي يعود

شاعر إماراتي يقلب القصيد وعمانية تنتصر للأنثى وبوعزيزي يعود
20 يناير 2012
مرة أخرى يتوهج الشعر ويتعطر الليل بعبق القوافي، مرة أخرى يفرد مسرح شاطئ الراحة ذراعيه مستقبلاً أصحاب الكلمة فتكون الحياة شعراً يُتلى، وعيوناً تبرق تحت هاجس الإصغاء. أمسية الثلاثاء الفائت كان بالوسع التأريخ لها كموعد للحلقة الثالثة من الدورة الخامسة في مسابقة برنامج شاعر المليون، هكذا يمنح الزمن قياده للإبداع، وهكذا ينسحب العادي من خانة الفعل مخلياً المكان للروعة الاستثنائية، وهكذا تصير القصيدة مشروع تذكار موشى بحكايا الأماسي المورقات أنساً. شعراً بدأت الحلقة، وبالشعر رحّب مقدم البرنامج حسين العامري بالحضور من أعضاء لجنة تحكيم، وشعراء متبارون وجمهور ذواق متشوق لما ينتظره من إعجاز كلامي يعيد صياغة الواقع. كان الجميع ينتظرون بشغف ما ستكون عليه نتيجة تصويت الجمهور لشعراء الحلقة السابقة، وسرعان ما أعلن الخبر: جمهور شاعر المليون ينقذ الشاعرين السعوديين عبدالله البقمي وعلى الأكلبي من براثن النسيان: حاز البقمي نسبة 75? من الأصوات، في حين كان نصيب الأكلبي 52? منها. المقدمة حصة الفلاسي تهدىء الحماس بمزيد من الكلام العذب، وتعلن بداية المرحلة الثالثة من الرحلة نحو بيرق الشعر الموشى بأطايب الكلام، وفي الحلقة شعراء يشغلهم أن يحسن الشعر وفادتهم، ويكرمهم بجرعات غير مسبوقة من القدرة على نثر الدهشة في فضاء العيون. المنصوري يقلب الشعر الشاعر الإماراتي أحمد المنصوري كان أول المتقدمين نحو المسرح، نصه الشعري تناول مسابقة “شاعر المليون” وتطرق إلى لجنة التحكيم، التي جاءت آراء أعضائها بشعره إيجابية، حيث أشار د. غسان الحسن إلى أن القصيدة انقسمت إلى ثلاثة أقسام، فجاء القسم الأول شرحاً للموقف، فيما جاء القسم الثاني رمزياً بشكل كلي، أما القسم الثالث فقد تميز بالانكشاف والتنوير. وعن القسم الثاني أي “قلب القصيدة” أكد د. غسان أن الرمز كان الأسلوب الأمثل الذي استخدمه الشاعر في نصه، فلم يأتِ بصورة مباشرة إنما بصورة معادلة، وهنا يمكن القول بأن الرمز في قصيدته ينطبق على الحالة التجريدية، كما أن الشاعر أحسن بتطريز العبارات بصور شعرية جميلة، وبمحسنات بديعية، وخلاصة القول: إن النص مشرق للغاية. ومن جهته وصف سلطان العميمي القصيدة بالتميز من ناحية موضوعها، وقد تحول الشاعر من متسابق إلى طائر، مع ارتباطه بهوية المكان، وما يرتبط به من هوايات، واللافت في النص تسلسل الأفكار الجميل من خلال التحدث في عدة موضوعات، كما تميز حضور الشاعر في قصيدته التي يمكن القول بأنها سهلة ممتنعة. وقد بدأ حمد السعيد بتقييم الشاعر قبل تقييم النص، فقال للشاعر: أنت بطل شعر، وأضاف: لقد عيّشني النص في جو حماسي، ثم إنك شاعر متزن لم تقلل من قدر الشعراء الذين شاركوا في الدورات الأربع السابقة من “شاعر المليون”، وقدمت نصاً مترابطاً. أصيلة العمانية أضفت الشاعرة العمانية أصيلة المعمري لمسة أنثوية على الأمسية، وهي أولى الفارسات اللائي صعدن إلى مسرح شاطئ الراحة، كانت قصيدتها بعنوان: “أنا كل السحاب الجاي”، رأى فيها سلطان العميمي قصيدة جميلة، وهي تستحضر الأنثى الشاعرة، وصراعاتها كي تكون شاعرة أو أديبة، معتبراً أنه يوجد في النص ثلاثة أطراف، أولها الشاعرة، وثانيها ذات الشاعرة محور الصراع، وثالثها المجتمع. منبهاً إلى أن ذات المتحدثة طغت على القصيدة، ومن الناحية الفنية وجد العميمي أن النص متقن البناء، وجاءت صوره مكثفة، ولهذا فإن بعض تلك الصور يحتاج إلى وقفة تأمل، كما أشار إلى عدة مفردات وردت في القصيدة تشير إلى فعلي الكتابة والقراءة اللذين يبرزان الصراع بين الشاعرة والمجتمع، وعقّب العميمي على الخاتمة التي اعتبرها لافتة، والتي تعلن الشاعرة فيها انتصارها. بدوره حمد السعيد عبّر في تعليقه عن مدى إعجابه بحضور الشاعرة، وألمح إلى عنوان القصيدة التي اعتبرها جميلة جداً، والتي أمطرت المساء شعراً. من جهته وصف د. غسان القصيدة بالجمال، وأشار إلى امتلاك الشاعرة إبداعاً راقياً قادها إلى قصيدة رائعة لم تحرمها من التحليق، حيث إن الموضوع برأيه بحاجة إلى صور شعرية لأنه شائك، ولولا الصور التي جاءت في النص ما وصل إلى التألق الذي وصل إليه، كما عبّر عن مدى إعجابه بمفردة “ يَـ يمّه” التي تؤكد وجود الأنثى بكل ما تحتاجه من حنان وحب. بوعزيزي يحضر مرة أخرى يطل بوعزيزي، رمز الثورة التونسية، بطلاً ليس في ثورة تونس فقط، إنما في الشعر أيضاً، وهذا ما لفت إليه الشاعر بدر سعود الوسمي في قصيدته التي تناولت الرمز التونسي، وعنها قال عضو اللجنة حمد السعيد: لكأن بدر الوسمي تطرق من خلال القصيدة إلى مقارنة بين الحكام العرب. كما أعجبه توظيف الوسمي للكلمات التي قالها رؤساء تونس ومصر وليبيا السابقون، “فهمتكم، من أنتم، فات القطار”، مؤكداً أن تناول موضوع البوعزيزي كان جميلاً جداً، كما هو الحال بالنسبة للنص. د. غسان الحسن رأى أن مفردة “لو” في مطلع البيت “لو استبدوا أهل الظلم وتجبّر زعيم” مستعارة، وقد جاءت في غير مكانها. سلطان العميمي رأى أن القصيدة جيدة بشكل عام، وهي مكتوبة بلسان شاعر رأى نفسه جزءاً من التغيير، لكن كمراقب، كما تحمل القصيدة ثلاثة شخوص هم الشاعر والشعب والحكام، وقد أبرز الشاعر من خلالها تنوعاً في الحديث وفي الأدوار، ومع ذلك لم يعتبر عضو لجنة التحكيم القصيدة صرخة كبيرة، لكنها موفقة. السوداني: مفاجأة مؤلمة كانت الكلمة للشاعر السوداني حامد الرشيدي، فألقى نصاً شعرياً بعنوان “بقاع الشقاوات”، مثل صدمة بالمعنى السلبي للكلمة بالنسبة لأعضاء لجنة التحكيم، حيث اعتبر د. غسان الحسن أن القصيدة أضعف من المستوى المتوقع من الشاعر، وكلها تدور حول ذات الفكرة من خلال مفردات معينة، فكان الشاعر يجتر القتل مرة وراء أخرى، والقصيدة بمجملها أضعف من مستوى الشاعر في الجولات. وهو الأمر الذي أشار إليه سلطان العميمي إذ قال للشاعر: إنك شاعر جميل، لكنك وقعت في فخ سوء الاختيار، فجاءت المعاني والصور تراوح في نفس المكان، ولم تتطور الفكرة، بل وقعت في الصياغات التقليدية التي لم تقدم مستوى الشاعر الحقيقي. العنزي: الفقر ملهماً الشاعر السعودي صالح الخمشي العنزي ألقى نصاً بعنوان: “باردو الفقير”، استثار إعجاب حمد السعيد بالمعادلات التي طرحها الشاعر في نصه، وكأنه يعيد السبب فيما تعانيه الأمة إلى الشعوب، معتبراً أن القصيدة بمجملها جميلة جداً، وقد جاءت على وزن الطرق المميز أصلاً، كما أبرز الشاعر جمالية النص من خلال عدة مفردات. د. غسان الحسن رأى أن الفكرة طُرحت من قبل لأكثر من شاعر منذ بداية المسابقة، لكن الفارق يبدو دائماً من خلال أسلوب التناول والطرح، مقدماً قصيدة تنم عن تجربة شعرية ناضجة. واعتبر الحسن أن الشاعر ذهب بعد الطرح الوصفي إلى الطرح القصصي، ليتوغل في الرمزية المعادلة وهي كانت واجبة برأي الناقد، حيث إن الموضوع يتطلب ذلك. أما سلطان العميمي فقد رأى أن القصيدة واضحة، وقد اعتمد الشاعر من خلالها على المراوحة بين الترميز والتورية والمباشرة، وبرزت في النص دلالات الصور، ثم ألغى الشاعر الرمزية، مستخدماً أساليب بلاغية لإضافة المزيد من الجمال على النص، فأخذ المتلقي إلى موضوعه. من جهة أخرى ركز العميمي على مدخل النص الذي وجد فيه استحضاراً للقيامة، ورأى في ذلك قوة وصدمة، أما البيت التاسع، فقد انتقل من الحديث عن الآخر إلى تقمص صوت الشعب، مما شكل انعطافة ذكية، الأمر الذي أعطى للقصيدة صفة الجميلة. العجمي يقارب الجوع الشاعر الكويتي فالح بن علوان العجمي اختار موضوع “الجوع” لكي يقاربه شعراً من خلال نص حمل العنوان ذاته، وقد أجاد السبك بما دفع سلطان العميمي للقول إن القصيدة جميلة وإن كانت مغرقة في الحزن، وفيها توازن ووضوح في التصوير. فيما أكد حمد السعيد أن طرح هكذا موضوع بذات الطريقة لم يحدث في المسابقة، ولم يسبق له مثيل، فالحزن هيج الجروح لكن بحبكة شعرية جميلة، وبصور شعرية متميزة. بدوره أشار د. غسان إلى البناء الموضوعي لنص الشاعر الذي انتقل إلى الحديث عن الجماعة متمثلة بالضمير نحن، ثم انتقل للحديث عن الآخرين المتمثلين بجميع الناس، وقد حشد في نصه الكثير من المفردات التي توصل معنى الهم وآلامه،. بوهناد تقيم الأداء قبل إعلان نتائج اللجنة كان الحضور والمشاهدون على موعد مع مجلس المعد والمقدِّم عارف عمر، حيث تولت د. ناديا بوهنّاد تقييم أداء الشعراء بعد الانتهاء من إلقاء قصائدهم، ومما قالته: كان فالح جيداً، وجاءت حركاته معبرة عن التفاعل مع النص، كما اتسم بالهدوء أثناء تقييم اللجنة نصه، فيما جذب أحمد المنصوري الجمهور الذي اعتبره أحد نجوم الليلة، أما الشاعر العصيمي فقد كان حضوره جيداً وحماسياً، لكنه ارتبك قليلاً. فيما بدا صالح العنزي خجولاً، حيث إنه لم يظهر المرح إلا في آخر بيت، وقد كان مستعداً للجنة، غير أن إمساكه الساعة مرتين أظهره وكأنه يريد الخلاص من اللجنة، ومن جهة أخرى بدا حامد بن بركي جيداً، فكسر الأبيات بشيء من المرح، لكنه كان يهز رأسه للجنة دليل أنه كان يريد الخلاص، أما بدر فقد كان حضوره جيداً، وهادئاً ومتقبلاً رأي اللجنة، وأخيراً كان حضور أصيلة جيداً، وثقتها عالية بذاتها، لكنها كانت خجولة وقد اتضح ذلك من خلال حركة الجسد. الإعلان عن الشاعرين المتأهلين قبل ختام الحلقة الثالثة من “شاعر المليون” تم الإعلان عن الشاعرين المتأهلين من قبل لجنة التحكيم وهما الشاعر الإماراتي أحمد المنصوري الذي منحته اللجنة 48 درجة من أصل 50، كما حصل على 11% من ترشيح الإنترنت، فيما منحت بطاقة التأهل الثانية للشاعرة أصيلة المعمري التي حصلت على 46 درجة، والتي فازت أيضاً بترشيح جمهور الإنترنت بدرجة 29 %. فيما حصل بقية الشعراء على الدرجات التالية من لجنة التحكيم، ومن جمهور المسرح: الشاعر الكويتي بدر سعود الوسمي: اللجنة 41 درجة، جمهور المسرح7%. الشاعر السوداني حامد مبارك بن بركي الرشيدي: اللجنة 29 درجة، جمهور المسرح 41%. الشاعر السعودي سيف مهنا السهلي: اللجنة 41 درجة/ جمهور المسرح 9%. الشاعر السعودي صالح الخمشي العنزي: اللجنة 45 درجة/ جمهور المسرح 20%. الشاعر السعودي عبدالله سمران العصيمي: اللجنة 44 درجة/ جمهور المسرح 7%. الشاعر الكويتي فالح بن علوان العجمي: اللجنة 44 درجة/ جمهور المسرح 16%.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©