واشنطن (رويترز) - خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي وذلك للمرة الخامسة منذ أوائل العام الماضي، نظرا لتباطؤ الاقتصادات الناشئة والمشاكل في أوروبا التي تعاني الركود.
وحذر الصندوق، ومقره واشنطن، في مراجعته نصف السنوية لسلامة الاقتصاد العالمي من أن النمو العالمي يمكن أن يشهد مزيدا من التباطؤ إذا أدى تقليص التحفيز النقدي الضخم في الولايات المتحدة إلى انتكاسات في تدفقات رؤوس الأموال وتراجع النمو في الدول النامية.
وخفض صندوق النقد توقعاته للنمو العالمي في 2013 إلى 3,1% وهو مثل المستوى الذي تحقق في العام الماضي لكن أقل من توقع سابق في أبريل بنمو نسبته 3,3?. وخفض أيضا توقعاته للنمو في 2014 إلى 3,8? من 4% في وقت سابق.
وقلص الصندوق توقعاته للنمو في الدول النامية في 2013 إلى 5%، وشمل ذلك خفض التوقعات للصين والبرازيل وروسيا والهند وجنوب أفريقيا المعروفة بدول مجموعة بريكس. وقال الصندوق إن التباطؤ في الصين على وجه الخصوص يشكل مخاطر كبيرة مع تحول ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى النمو القائم على الاستهلاك. وأي تباطؤ يمكن أن يضر مصدري السلع الأولية إذ إن الصين واحدة من أكبر الدول المستهلكة للطاقة في العالم. وخفض الصندوق أيضا توقعاته للنمو في الولايات المتحدة هذا العام إلى 1,7? في نظرة أكثر تشاؤما عما توقعه البيت الأبيض الاثنين نظرا لاستمرار آثار التخفيضات الحادة في الإنفاق الحكومي. ورغم ذلك زاد الصندوق توقعاته لليابان حيث يتوقع الآن أن ينمو الاقتصاد الياباني 2% هذا العام بدعم من التحفيز النقدي الذي عزز الثقة والطلب من جانب القطاع الخاص.
كما عدل الصندوق توقعاته الخاصة بانكماش اقتصاد منطقة اليورو خلال العام الحالي من 0,4% إلى 0,6% خلال العام الحالي وذلك بسبب ضعف الاقتصاد في ألمانيا. كما يتوقع عودة المنطقة إلى النمو العام المقبل بمعدل 0,9% من إجمالي الناتج المحلي.
وتعزز هذه التوقعات تقديرات البنك المركزي الأوروبي التي تشير إلى نمو الاقتصاد بمعدل 1,1% العام المقبل. وخفض صندوق النقد الدولي توقعاته بالنسبة لنمو الاقتصاد الألماني خلال العام الحالي بمقدار النصف من 0,6% إلى 0,3% ومن 1,4% إلى 1,3% خلال العام المقبل.
وقال صندوق النقد الدولي إن عودة التشاؤم هذه تعود بشكل رئيس إلى حالة التعب التي باتت تشعر بها الدول الناشئة الكبرى التي دفعت النمو العالمي في السنوات الأخيرة بقوة وحلت محل الدول الصناعية التي طاولتها الأزمة.
والبرازيل التي كانت مسرحا لحشد غير مسبوق ضد التفاوت الاجتماعي، قلص صندوق النقد الدولي من توقعاتها الاقتصادية، فالنمو الاقتصادي لأكبر اقتصاد في أميركا الجنوبية لن يفوق هذه السنة نسبة 2,5?، وفي 2014 نسبة 3,2? أي بتراجع 0,5 و0,8 نقطة على التوالي مقارنة بتوقعات أبريل.
وبالنسبة الى هذه السنة، يعيد صندوق النقد الدولي النظر بتوقعاته ويرى أن النمو الاقتصادي في روسيا سينخفض بشكل كبير الى 2,5?.
ولفت كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي اوليفييه بلانشار في مؤتمر صحفي الى انه “بعد سنوات النمو المتين، تبدأ دول بريكس بالاصطدام بعوامل تدفع الى التباطؤ”. وحذر الصندوق من أن تدفق الرساميل التي ساعدت بعض هذه الأسواق قد تضعف من جهة اخرى مع نهاية خطة مكافحة الأزمة التي وضعها البنك المركزي الاميركي (الاحتياطي الفدرالي).
وبحسب صندوق النقد الدولي، فإن غالبية الدول الصناعية ليست مع ذلك في وضع يمكنها من الحلول محلها. وعلق بلانشار قائلا “هناك شكوك حيال سلامة المصارف (الأوروبية) ويتعين أن تكون هناك عمليات تقييم لنوعية المحصلات لنرى ما اذا كانت هذه الشكوك مبررة”. وأضاف “إذا تبين أن بعض المصارف ليست صلبة كما هو منشود, فإن الأمر يتطلب أموالا لإعادة رسملتها”.
عدد اليوم
