الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إيران تقدم «حلولا» في المحادثات النووية.. والغرب: لا جديد

إيران تقدم «حلولا» في المحادثات النووية.. والغرب: لا جديد
9 يوليو 2015 02:43
فيينا (وكالات) تواصلت المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى الهادفة لابرام اتفاق حول البرنامج النووي الايراني أمس بعد تمديدها حتى يوم غد الجمعة ولا تزال تتعثر حول قضايا «بالغة الصعوبة» بحسب ما وصفها دبلوماسي غربي. ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن دبلوماسي إيراني كبير قوله أمس إن إيران قدمت «حلولا بناءة» لحل الخلافات في المحادثات النووية مع القوى الست الكبرى إلا أن مسؤولين غربيين قالوا إنهم لم يسمعوا شيئا جديدا من طهران. وعبر الرئيس الايراني حسن روحاني أمس عن تفاؤله بشأن نتيجة المفاوضات مؤكدا أن طهران بدأت تتحضر لـ«ما بعد المفاوضات». وقال قبل مغادرته إلى روسيا للمشاركة اليوم في قمة لمنظمة تعاون شنغهاي إن المحادثات «دخلت في مرحلة دقيقة وإيران تتحضر لما بعد المفاوضات وبعد العقوبات»، كما نقل عنه التلفزيون الرسمي. واضاف روحاني الذي اجتمع مع بوتين أمس، انه من المتوقع ان تدرج المفاوضات النووية على جدول اعمال قمة شنغهاي لأن بلدين من مجموعة 5+1، هما الصين وروسيا، سيشاركان في قمة اوفا على بعد 1100 كلم الى شرق موسكو. وتجري إيران والقوى الكبرى جولة أخيرة من المحادثات للتوصل إلى اتفاق نهائي لإنهاء خلاف مستمر منذ أكثر من 12 عاما بشأن البرنامج النووي الإيراني المتنازع عليه. والهدف هو اتفاق يرفع العقوبات عن طهران مقابل فرض قيود على البرنامج النووي لمدة عشر سنوات على الأقل. وقال الدبلوماسي الذي لم تذكر الوكالة الإيرانية اسمه «إيران قدمت حلولا بناءة للتغلب على الخلافات المتبقية. لن نبدي مرونة إزاء خطوطنا الحمراء». لكن مسؤولين غربيين أشاروا إلى أنهم لم يسمعوا مقترحات جديدة من إيران يمكن أن تكسر الجمود. ومن بين أكبر القضايا العالقة حظر الأسلحة وعقوبات أخرى شملت الصواريخ فرضتها الأمم المتحدة ووتيرة تخفيف العقوبات والأبحاث وأعمال تطوير أجهزة الطرد المركزي المتقدمة. وقال دبلوماسي غربي مقرب من المحادثات لرويترز طالبا عدم ذكر اسمه «لم أر أي شيء جديد من إيران». وأدلى مسؤول غربي آخر بتصريحات مماثلة. وتتهم الدول الغربية إيران بالسعي لامتلاك قدرة تسلح نووي فيما تقول طهران إن برنامجها النووي سلمي. وقد يغير التوصل لاتفاق من ميزان القوى في الشرق الأوسط ويمثل أكبر علامة فارقة منذ عقود في سبيل انحسار العداء بين إيران والولايات المتحدة منذ أن دبت الخصومة بين البلدين حين اقتحم ثوريون إيرانيون السفارة الأميركية في طهران عام 1979. وأمهلت إيران والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين نفسها حتى يوم غد الجمعة على الأقل للتفاوض بشأن اتفاق لكن مصدرا من إحدى القوى الكبرى قال أمس الأول إنه ينبغي عليهم الانتهاء خلال الثماني والأربعين ساعة المقبلة. وفي تصريحات للصحفيين في وقت متأخر أمس الأول ذكر مسؤول أميركي كبير أن المفاوضات تقترب من لحظة الحقيقة. وتابع «أرى أننا في المدى القريب إما أن نتوصل إلى هذا الاتفاق أو نوقن بأنه لا يمكننا ذلك». وتوصلت إيران والقوى الست إلى مسودة اتفاق لها خمسة ملحقات فنية يقول الدبلوماسيون إنها تقع في نحو 80 صفحة. لكن النص يحتوي على العديد من الأقواس التي تشير إلى نقاط الخلاف. وقال مسؤولون إن الخلافات بشأن عقوبات مجلس الأمن التابع للامم المتحدة من بين أصعب القضايا العالقة. وقال دبلوماسي غربي كبير للصحفيين «إزالة الأقواس المتبقية.. يبدو هذا صعبا جدا جدا». وأشارت الصين وروسيا اللتان لم تخفيا قط استياءهما من العقوبات إلى أنهما ستدعمان رفع حظر الأسلحة عن إيران وعقوبات الصواريخ التي فرضتها الأمم المتحدة وكلاهما يعود إلى عام 2006. لكن موسكو وبكين قررتا في نهاية الأمر تبني الموقف الغربي ببقاء حظر الأسلحة والصواريخ في ضوء انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط. وقال مسؤول غربي كبير «في السياق الحالي ستكون الرسالة السياسية مخجلة إذا حللنا القضية النووية ثم أعطيناهم المال والقدرة على استيراد وتصدير الأسلحة». ويقول مسؤولون غربيون إن روسيا لديها حساسية خاصة تجاه العقوبات لأنها هي نفسها تقع تحت طائلة عقوبات فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب مزاعم دعمها لمتمردين موالين لها في شرق أوكرانيا. وبقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف في فيينا في محاولة لكسر الجمود فيما عاد معظم وزراء الخارجية الآخرين إلى بلادهم. وظلت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني، والتي تتولى تنسيق المحادثات أيضا للمساعدة على التوصل لتسوية. وقال دبلوماسيون إن كيري وظريف دخلا في نقاش محتدم بشأن عقوبات الأمم المتحدة ليل الاثنين. وتقول إيران إن الأسلحة التقليدية والصواريخ لا علاقة لها بالقضية النووية لذا يجب رفع قرارات الحظر. وعاد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ووزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إلى فيينا مساء أمس الأربعاء. وأشار مسؤولون أميركيون وأوروبيون إلى إنهم مستعدون لترك المفاوضات إذا لم يتم التوصل لاتفاق قريبا فيما قال الإيرانيون إنهم سعداء بمواصلة التفاوض. واستبعد الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الشهر الماضي تجميد النشاط النووي الحساس لفترة طويلة أو السماح للمفتشين بدخول مواقع عسكرية. ولخامنئي القول الفصل من أي اتفاق نووي. ويقول مسؤولون غربيون إن «الخطوط الحمراء» التي وضعها خامنئي جعلت الأمور أصعب بالنسبة للوفد الإيراني. وقال مسؤول غربي «يتعرض ظريف للكثير من الضغط». وإذا تم إرسال اتفاق إلى الكونجرس بين 10 يوليو تموز و7 سبتمبر فسيكون أمامه 60 يوما لمراجعته. ويخشى مسؤولون في إدارة أوباما أن يضر طول الفترة الزمنية بالاتفاق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©