الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ما زلنا نكافح التصحر

8 يوليو 2012
من أهم العوامل التي ساعدت على التصحر في المناطق العربية، وقوع جميع الأراضي ضمن منطقة المناخ الجاف وشبه الجاف، وأيضا انخفاض معدل الأمطار في المواسم الممطرة، كما أننا نعاني إلى جانب ذلك من ارتفاع درجة الحرارة، وطول الساعات المشمسة خلال فصل الصيف فضلا عن الجهل البيئي، وأولى مراحل التصحر تبدأ بفعل نشاط الإنسان وتعمده عن جهل عندما يلجأ لحرث أرضه الزراعية والري الدائم، ومن ثم إرهاق التربة ما يؤدي لملوحتها وموت الغطاء النباتي للأرض، ومن هنا تبدأ أولى خطوات التصحر. ويعد تدهور القدرة الإنتاجية للأراضي الزراعية التحدي الحاضر القادم لأغلب الدول العربية، وقد بدا نذير ذلك بالفعل في بعض الدول نتيجة عدم مقدرة الأراضي الزراعية على توفير حصة الفرد، حيث بدأت في الاستيراد.. ومن المسببات الأخرى التي رفعت نسبة التصحر في الدول العربية الرعي الجائر والعشوائي للحيوانات، مما يعمل على فقدان الأرض للحشائش التي تعمل على تماسك وتثبيت التربة، وهناك إهمال التخطيط السليم لبناء المشاريع، على حساب الغابات والحدائق العامة مما أدى لاضمحلال الغطاء النباتي، وزحف الرمال نحو المدن والأراضي الزراعية. نحن دائما بحاجة لتطبيق الدراسات البحثية على الأراضي المتضررة، أو المعرضة للتصحر، والبحث دوما عن إعادة تأهيل الغطاء النباتي، وهذا سيؤدي إلى زيادة فرص إعادة التنوع البيولوجي لتلك المناطق التي تعرضت للتدهور البيئي، حيث يؤدي انعدام الغطاء النباتي إلى هجرة أو انقراض الكائنات الحية، ونحن نفخر بالمبادرات والمشاريع التي تهدف للحد من التصحر، عن طريق التشجير لنباتات متأقلمة مع البيئة الصحراوية، ويأتي دور الجمعيات المناصرة للبيئة والبلديات عبر المشاتل والاستمرار في إقامة حملات محلية لزراعة أشجار مقاومة للتصحر ومن الطبيعي أن تختلف أنواع الأشجار بحسب طبيعة ومناخ كل دولة، ومن المهم إدراج مشكلة التصحر ضمن قضايا التغير المناخي أو الطبيعة. الدول الخليجية والدول العربية تستطيع تبني خطوات وأساليب ومشاريع علمية، من شأنها أن تثمر عن نتائج إيجابية، خاصة أن الأبحاث والدراسات العلمية أبرزت نتائج إيجابية، وأثبتت أن للفرد دورا كبيرا ومهما في معالجة أهم مشاكل العصر، وعلى الدول الخليجية العمل على وضع الخطط المستقبلية لمعالجة التصحر بشكل دائم ومتجدد حسب آخر النتائج، ومن المهم الوقوف على أهمية الزراعة بما توفره من فائدة كبيرة للإنسان، باعتبارها تمثل الأمن الغذائي، ولاحتوائها على التنوع الإحيائي المهم جدا في التوازن البيئي. إن مشاركة الفرد في المشاريع مهم جدا لتحقيق التنمية المستدامة، المطلوب تطبيق مشاريع عديدة لوقف التصحر، من خلال إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، والإنفاق عليها لأنها ستعود بعد مدة صالحة للزراعة، ويمكن من خلال التسويق أن تستعيد ما تم إنفاقه على إصلاحها، ومن المهم حماية وتنمية الحياة البرية وحماية الموارد الطبيعية. إن حفظ الماء هو وسائلنا للحد من التصحر وأيضا حفظ التربة من الانجراف وعوامل التعرية، ولأجل ذلك لا بد من صنع الوعي البيئي لدى المواطن والدفع به للمساهمة بالمحافظة على الأشجار، واتباع برامج التعليم والتدريب لاستعمال أساليب زراعية آمنة وصحية ومتطورة، ورغم كل الجهود من حكومة دولة الإمارات للحد من التصحر، إلا أن الحكومة بحاجة لتعاون كل الجهات التي من شأنها المساهمة في مشاريع مواجهة هذا التصحر. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©