الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«خليج تاروت» موئل للطيور المهاجرة والمهددة بالانقراض

«خليج تاروت» موئل للطيور المهاجرة والمهددة بالانقراض
8 يوليو 2012
دبي (الاتحاد) - كثير من المشاريع الصناعية والعمرانية على سواحل المملكة العربية السعودية، قد تؤثر على أماكن تعشيش الطيور، خاصة أن عدد الطيور المهاجرة الذي يمر بالمملكة يبلغ أكثر من نصف مليار طائر سنوياً. وبالنسبة للاتفاقيات الدولية التي وقعتها المملكة العربية السعودية، فقد ركزت على وجوب حماية مسارات الهجرة، ما يعني أن الدول الموقعة على هذه الاتفاقيات ملزمة بحماية الأنواع المهاجرة وموائلها، حتى لو كانت تستخدم المنطقة فقط للراحة أو المرور، ويمكن تقسيم الطيور المهاجرة للمملكة حسب أوقات وصولها إلى أربعة أقسام، وهي طيور عابرة وطيور زائرة صيفية وطيور زائرة شتوية، وأخيراً الطيور السائحة أو المتنقلة التي تقتصر حركتها داخل المملكة أو في الدول المجاورة. الطيور الخواضة والمائية ويقول الدكتور محمد يسلم شبراق عضو مجلس إدارة منظمة حماية الطيور العالمية، ورئيس قسم الأحياء في كلية العلوم بجامعة الطائف، إن المنطقة الشرقية تقع ضمن مسارات الهجرة للطيور على مدار العام، ويوجد بها مواقع مهمة للطيور على مستوى العالم، حسب التصنيف العالمي لمنظمة حماية الطيور العالمية، حيث السواحل والجزر التي تستخدمها الطيور، إما للتغذية خلال عبورها، أو لتلك التي تقضي الشتاء فيها، أو تلك التي تعيش على الطيور البحرية، وتعتبر منطقة خليج تاروت، حسبما ذكر الدكتور شبراق، من أهم المناطق للطيور الخواضة والمائية بالخليج العربي، حيث يقضي عدد من الطيور فترة الشتاء كزائر شتوي، وقد سجل بها خلال فصل شتاء واحد أكثر من 58 ألف طائر مائي. وأضاف شبراق أن الدراسات أيضاً تشير إلى أن هناك أكثر من 10 آلاف طائر يقضي الشتاء في منطقة خليج تاروت، في حين تقع محمية الجبيل للأحياء الفطرية على امتداد الساحل الشرقي شمال مدينة الجبيل الصناعية، على مساحة تقدر بحوالي 2000 كيلومتر مربع، وتضم المحمية عدداً من الخلجان والجزر، منها جانا وكاران، وتكثر بها الطيور المهاجرة لنحو 30 ألف نوع. ويوضح أن أهم الطيور المهاجرة التي سجلت بالمنطقة عمليات الهجرة عقاب السمك الآسيوي، وهو من الطيور المهددة بالانقراض عالمياً والنادرة أيضاً، إلى جانب الغاق السقطري الذي يطلق عليه خليجياً اللوهة، والذي يعتبر من الطيور المستوطنة لمنطقة الخليج، وهو مهدد بالانقراض على مستوى العالم كذلك، إلى جانب طيور الخرشنة بيضاء الخد، وتعد المنطقة الشرقية من أهم المناطق إقليمياً وعالمياً لتكاثر هذا النوع من الطيور، فيما تصل للمملكة خلال شهر سبتمبر مجموعات من الطيور المهاجرة، ومنها الطيور العابرة. وتلك الطيور تستخدم أجواء المملكة منطقة عبور بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، وهي تمر عبر أجواء المملكة خلال تحركها لمناطقها الشتوية في جنوب الكرة الأرضية، وتستخدم أراضي المملكة للتغذية خلال رحلتها، وتتراوح فترة توقفها بين ساعات عدة وثلاثة أسابيع، وهناك مجموعة تعود لمناطق تعشيشها خلال عودتها في الربيع خلال شهري مارس وأبريل، ومن هذه الطيور الرهو، والذي له مناطق معينة يمر بها جنوب جدة، ويتوقف خلال عودته ببعض المناطق الزراعية بمنطقة حائل. ويؤكد شبراق قائلاً: هناك أيضاً طيور الوروار والتي تعرف أيضاً بالخضري وهي معروفة بين مربي النحل جيداً لأنها تتغذى على النحل، وأيضاً هناك طيور المرزة وهي من الطيور الجوارح، وتسمى أيضاً في المملكة بممسح الريضان، وذلك لطريقة طيرانه، وهذه الهجرة تبدأ في نهاية شهر يونيو، حيث تبدأ الأعداد بالزيادة لتصل ذروتها في نهاية شهر سبتمبر وبداية شهر أكتوبر، وفيما يتعلق بالمجموعة الثانية من الطيور الزائرة الشتوية، والتي تتكاثر في المناطق الشمالية، فإنها تأتي للمملكة لتقضي فترة الشتاء فيها، وهذه الأنواع تأتي عادة في أواخر شهر أكتوبر وتغادرها في شهر فبراير أو مارس، ومنها العقاب الإمبراطوري والعقاب المنقط الكبير. الزائرة الصيفية ويشير الدكتور شبراق، إلى المجموعة الثالثة والتي تعرف بالزائرة الصيفية، والتي تصل للمملكة خلال فصل الربيع والصيف، وهي الطيور التي قضت الشتاء في القارة الأفريقية أو في مناطق أخرى، وتأتي لأراضي المملكة للتكاثر والتعشيش، ثم بعدها تغادرها مع نهاية الصيف وبداية الخريف إلى مناطقها الشتوية، ومن أشهرها الطيور البحرية التي تأتي للتكاثر في الصيف، وتهيم بعد ذلك في البحر مثل طيور الخرشنة، وبعض أنواع النوارس، مثل النورس أبيض العين. ويوضح شبراق: من الطيور ذات الأهمية العالمية والمهددة بالانقراض على مستوى العالم، والتي تصل إلى الجزر بالبحر الأحمر والخليج العربي بالمملكة للتكاثر، طائر الصقر الأسحم، والذي يعرف أيضاً بالبكاك، وتعتبر مناطق الجزر بمحمية جزر فرسان مهمة جداً لتعشيش هذه الطيور، والمجموعة الأخيرة هي الطيور السائحة أو المتنقلة، ويمكن أن نطلق عليها الهجرة الداخلية، وهي في الأصل طيور مقيمة في المملكة، ولكنها تقوم بتحركات موسمية داخل الجزيرة العربية ولا تغادرها إلا نادراً. التشريعات البيئية يقول الدكتور محمد يسلم شبراق، إن وجود التشريعات البيئية من خلال الأنظمة، وتطبيقها ووعي المواطن، لها دور كبير في تكامل منظومة الحماية للحياة الفطرية، ومنها الطيور المهاجرة، وتعمل الهيئة السعودية للحياة الفطرية على أداء دور جيد في حماية الحياة الفطرية بشكل عام، والطيور المهاجرة بشكل خاص، كما تعد منظومة حديثة للمناطق المحمية بصورة أشمل، لتغطي جميع البيئات والمناطق المهمة للطيور والتنوع الأحيائي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©