إعداد - أيمن جمعة:
تتطلع ليبيا الى ''مستقبل مشرق'' حيث تؤكد ثقتها في رفع انتاجها الى ثلاثة ملايين برميل يوميا بحلول عام ·2010 ويقول الخبراء إن الدولة تتمتع بمزايا فريدة في مقدمتها أن غالبية انتاجها من النفط الحلو الخفيف، اضافة الى الموقع الجغرافي الاستراتيجي القريب من اوروبا·
وتشير مجلة ''بايبلاين'' الى أن رمال ليبيا الشاسعة تقبع على واحة من الاحتياطيات الهيدروكربونية الهائلة· وتضيف ''رغم ان اتناج ليبيا البالغ 1,7 مليون برميل يوميا صغير نسبيا مقارنة مع السعودية وهي أكبر دولة منتجة للنفط بطاقة 11 مليون برميل، فان ليبيا التي تسيطر على تاسع أكبر احتياطيات عالمية، تمتلك شيئا لا تملكه السعودية وغالبية دول الشرق الاوسط الا وهو النفط الحلو والخفيف الذي تتوق اليه الاسواق بشدة''· وبعد أكثر من عقد من المعاناة بسبب العقوبات الاميركية والتي انتهت باعلان طرابلس الرسمي نبذها للارهاب ودفع تعويضات لاسر ضحايا كارثة طائرة لوكربي واعلان تخليها عن برامج أسلحة الدمار الشامل، حصلت ليبيا على أمرين مهمين للغاية لتطوير قطاع الطاقة·· التكنولوجيا والاستثمارات الاجنبية·
مستويات قياسية
ويقول محلل ''أسعار النفط والغاز وصلت الى مستويات قياسية لكن البنية التحتية الليبية لم تكن لتستطيع المنافسة بسبب قدمها النسبي حيث أنها تعمل منذ الثمانينيات دون ان تخضع لعمليات تطوير· ليبيا تحتاج لاستثمارات بقيمة 30 مليار دولار لتطوير منشآتها وتدريب مزيد من الناس على استخدام التقنيات الجديدة· ولن يقدم هذه الاستثمارات وهذا التدريب سوى الغرب·· وليبيا تدرك ذلك جيدا''· وقد ضاعفت ليبيا من برامجها وخططها لتأمين رفع طاقاتها الإنتاجية من النفط عن طريق التوسع فى منح امتيازات التنقيب عن النفط وزيادة احتياطاتها ومعدلات إنتاجها من النفط والغاز الطبيعي· ويشكل النفط نحو 90 % من موارد ليبيا·
ورغم ان ليبيا تتوقع مشاريع استكشاف غاز عملاقة في عام 2006 فان هذا القطاع لا يزال الى حد كبير ''قصة نجاح ضعيفة''· وبمعنى آخر فان احتياطيات الغاز لم تستغل الى حد كبير· وتقول ''مجلة بايبلاين'' انه بعدما افتتحت ليبيا بنجاح أحد أكبر حقولها للغاز الطبيعي العام الماضي، والذي يتوجه غالبية انتاجه الى اوروبا، فان طرابلس تستعد لادارة ثالث جولة تراخيص تنقيب بحلول اكتوبر المقبل· وتسعى ليبيا لزيادة الصادرات من خلال خط انابيب تحت الماء الى ايطاليا ومن خلال استخدام صهاريج الغاز الطبيعي المسال· وأرست العام الماضي توسعة منشأة لتسييل الغاز على شركة شل لرفع انتاج الغاز الطبيعي المسال·
حقل التحدي
ومؤخرا أعلنت ليبيا عن تدشين حقل جديد لانتاج الغاز الطبيعى والمكثفات بمنطقة حوض سرت شرق العاصمة طرابلس نفذته شركة ''هيونداي'' الكورية وأطلق عليه ''حقل التحدي''· تم تطوير الحقل بتكلفة 566 مليون دولار وهو يدر ايرادات للحكومة بقيمة تزيد على مليار دولار منذ ان بدأ الانتاج·
وتقول ليبيا إنها مستمرة فى فتح الأبواب أمام الشركات العالمية النفطية للاستثمار والمشاركة فى عمليات الاستكشاف والتنقيب، وإنها وضعت سياسة جديدة للنفط أدت لعودة العديد من الشركات العالمية النفطية الكبيرة خاصة بعد تسوية الكثير من المشاكل العالقة بين ليبيا وبين بعض الدول· وقد سجلت مجموعة من كبريات الشركات الأمريكية وفى مقدمتها اوكسدنتال وشيفرون عودة قوية إلى السوق الليبى بعد انقطاع استمر أكثر من 20 عاما· كما تجري الحكومة مناقشات العديد من الشركات العالمية لتطوير معامل التكرير ومواصلة عمليات الاستكشافات الغازية والنفطية· وتشير الابحاث الجيولوجية الى أن 70% من المساحات الواعدة فى اليابسة والمغمورة غير مستكشفة حتى الآن· ويتوقع بعض خبراء الجيولوجيا أن احتياطيات ليبيا النفطية قد تصل إلى أكثر من 100 مليار برميل استنادا إلى مخططات الأحواض الرسوبية، مما يعني أنها تمتلك مخزونا يوازي 10% من احتياطي العالم النفطي· ويقول الخبراء إن ليبيا تستطيع بالفعل تحقيق هدفها برفع الانتاج الى ثلاثة ملايين برميل يوميا أي تقريبا نفس انتاج فنزويلا بحلول عام ·2010
ويؤكد خبير الطاقة أنس الحاجي ''الهدف ممكن تحقيقه عمليا· فالاحتياطيات موجودة والاستثمارات تتزايد بشكل مطرد منذ العام الماضي''· ويمضي قائلا ''أعتقد ان الجميع لديه وجهة نظر ايجابية تجاه ليبيا خاصة فيما يتعلق بقطاعها للطاقة الذي يتسم بجودة عالية اضافة الى قربها من الاسواق الاوروبية''·
عدد اليوم
