السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قراصنة الصومال يقتحمون السينما المصرية

قراصنة الصومال يقتحمون السينما المصرية
3 فبراير 2010 22:38
استطاع الكاتب الساخر والسيناريست يوسف معاطي اقتحام عالم جديد على السينما المصرية في فيلمه الجديد “أمير البحار” إخراج وائل إحسان وبطولة محمد هنيدي وشيرين عادل وياسر جلال وهناء الشوربجي ولطفي لبيب وغسان مطر ومها أبو عوف وأمينة مطربة الحنطور وعدد كبير من الوجوه الجديدة. وقدم رؤية كوميدية ساخرة عن القراصنة بعد أن فرضت ظاهرة القراصنة الصوماليين نفسها على الواقع واحتلت اهتمام العالم بسبب الحوادث المتكررة وآخرها أختطاف إحدى سفن الصيد المصرية واحتجاز طاقمها كرهائن. صاغ معاطي بمهارة معالجة سينمائية تحمل العديد من الرسائل التي تمزج بين مرارة الواقع الذي دفع حفنة من القراصنة من أفقر بقاع العالم كما جاء على لسان زعيمهم بحثاً عن فرص الحياة وسط عالم شديد القسوة وقرر أن يدينهم من دون أن ينظر إلى حقيقة أحوالهم وأشار إلى أن أوضاع المصريين ليست أفضل حالاً منهم ولولا انتماء “هنيدي” إلى أسرة ميسورة ما نجا ومن معه من قبضة القراصنة بعد أن تمكن والده من إرسال قيمة الفدية المطلوبة. وقاد “هنيدي” جمهوره إلى عرض البحر وأعاده بعد أن نجح في تقديم وجبة فنية ثرية بالتفاصيل الممتعة والمضحكة في فيلم تحدث عن مشاكل واقعية وقدم لها حلولاً خيالية ضاحكة. وتدور أحداث الفيلم حول “أمير” محمد هنيدي طالب الأكاديمية البحرية المتعثر في دراسته والذي يحب جارته “سلوى” شيرين عادل ابنة مدير الأكاديمية غسان مطر بينما هي تعتبره بمثابة أخ لها بحكم نشأتهما معاً ولأن “أمير” هو الابن الوحيد مع عدة شقيقات جميعهن عوانس فهو المدلل خاصة من والدته هناء الشوربجي بينما والده لطفي لبيب يشعر بالإحباط من كل تصرفات ابنه غير المسؤولة وفي الأكاديمية نجد “أمير” يرتبط بصداقة مع زميله الذي تخرج وأصبح نقيبا ويعمل مدرساً في الأكاديمية ياسر جلال. ويكشف “هنيدي” لصديقه تجاهل حبيبته “شيرين عادل” لمشاعره ويقترح “ياسر جلال” أن يتوسط لكي يقرب بين الحبيبين لكنه يستغل الموقف ويخطب “سلوى” لنفسه ويصاب “أمير” بصدمة ويقرر السهر مع مجموعة من طلبة الأكاديمية على ظهر السفينة التي يمتلكها والده هرباً من أجواء الاحتفال بخطبة حبيبته وصديقه. وتتوالى الأحداث في إطار كوميدي لا يخلو من مفارقات ويفاجأ “هنيدي” بحضور والدته وشقيقاته إلى المركب لمواساته وتلحق بهم “سلوى” (شيرين عادل) وهي باكية وتصارح “هنيدي” بأنها اكتشفت زيف مشاعر خطيبها وأنها ترفض الارتباط به ويقرر “هنيدي” أن يأخذها بعيداً ويأمر بتحرك السفينة إلى عرض البحر من دون أن يحدد الجهة التي يقصدها وتمنح الأجواء الرائعة بين البحر والسماء فرصة ليقترب من حبيبته والتي تبدأ رؤيته بنظرة جديدة. يواجه “أمير” هنيدي عدة مأزق في البحر لكنه يتغلب عليها بروحه المرحة وأدائه الذي يفجر الضحكات، ويصاب الجميع بالذعر من الهجوم المفاجئ لمجموعة من القراصنة الذين يستولون على السفينة ويعلنون أن كل من على ظهرها أصبحوا رهائن حتى يتم دفع فدية قدرها 7 ملايين جنيه وفي هذه الأثناء يتجه “ياسر جلال” إلى عرض البحر بعد أن حدد موقع السفينة ليستعيد خطيبته المخطوفة ويتم أسره إلى جانب بقية الرهائن ولأن المهلة التي حددها القراصنة انتهت من دون دفع مبلغ الفدية يقرر زعيمهم أن يضغط على أسر الرهائن ويعلن أنه سيتم قتل أحد الرهائن في الساعة التاسعة صباح الغد ويبلغ “هنيدي” والده بضرورة الإسراع بإحضار الفدية. وفي مشهد ممزوج بالسخرية يكشف “هنيدي” عن براعته كممثل تراجيدي ويقرر أن يضحي بنفسه لإنقاذ الجميع وفي اللحظة التي يتم فيها ألقاؤه في البحر تصل الفدية ويتم إنقاذه ولكنه ينجح في الوقيعة بين القراصنة وزعيمهم ويحدث انقلاب وينجح في إنقاذ الجميع وأسر القراصنة ويعود الجميع سالمين في نهاية سعيدة تذكرنا بأفلام الخمسينات من القرن الماضي بعد أن اكتشف كل منهم ذاته في هذه الرحلة المثيرة. واستطاع المخرج وائل إحسان أن يستعرض قدراته في تقديم صورة سينمائية شديدة الإتقان تميزت فيها زوايا التصوير وبرزت براعته في قيادة فريق الممثلين خاصة الوجوه الجديدة مثل حسام داغر وأمينة مطربة الحنطور واستغل التقنيات الفنية ليعبر عن التحولات الدرامية التي تضمنها السيناريو ومنها المشهد الذي يتخيل فيه هنيدي سمكة قرش ضخمة تبتلع غريمة “ياسر جلال” ومشهد الفلاش باك المنقول عن فيلم “تايتنيك” ليقدم مفارقة بين “هنيدي” والنجم الوسيم “ليوناردو دي كابريو”. وعكس أداء “هنيدي” حالة النضج في الأداء واحساسه العالي في التعبير بلا كلمات أثناء تعرضه للوم والتوبيخ من كل المختطفين كذلك قدرته الخاصة في التنقل سريعاً من الكوميديا إلى التراجيديا والأهم أنه استطاع أن يؤكد ثقة جمهوره في اختياراته. شيرين عادل موهبة متميزة تملك قبولاً وملامح رقيقة تجعلها قريبة من الجمهور بأدائها الهادئ وبذل ياسر جلال جهداً ليقدم نفسه بصورة مختلفة من خلال أداء يجمع بين خفة الظل والرومانسية وتميزت الموسيقى التصويرية لوعد خلف وكاميرا مدير التصوير إيهاب محمد علي ومونتاج مها رشدي بالتوافق والانسجام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©