السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سواعد وطنية تستنبت الشعير بمواصفات عالمية وفق طريقة اقتصادية

سواعد وطنية تستنبت الشعير بمواصفات عالمية وفق طريقة اقتصادية
8 يوليو 2012

تمكن ثلاثة مواطنين من إنتاج 3 أطنان من الشعير المستنبت يومياً، وفق مواصفات عالمية وبطريقة اقتصادية، وأكدوا أن في استطاعتهم مضاعفة الكمية في حال احتياج السوق لذلك، وعبر أعضاء المشروع الدكتور سيف سعيد جروان الشامسي، جلال سالم البادي وعلي عبد الله البلوشي، عن بالغ سعادتهم بوصلهم إلى هذه المرحلة. واستمرت أبحاث أعضاء المشروع سنوات عدة، يدفعهم خلالها الشعور بضرورة رد الجميل، بتقديم خدمة لبلدهم المعطاء، يداً في يد بدأوا البناء، حتى بدأ اليوم مشروعهم يرى النور ويعلن عنه، بعد أن تأكدوا أن في استطاعته المنافسة عالميا نظرا لما يحمله من مواصفات دقيقة عن استنبات الشعير كعلف للحيوانات.

للمزيد من الصور اضغط هنا

اختار أعضاء المشروع عملية استنبات الشعير لما لها من مردود عال في تأمين أعلاف الحيوانات وإنتاجها محليا دون الحاجة لاستيرادها من الخارج بتكلفة قليلة، موضحين أنها عملية اقتصادية مفيدة، حيث تحول كيلو واحد من حبوب الشعير الى ستة كيلو جرامات من المنتج الأخضر المفعم بالمواد المفيدة والغنية بالبروتين والكالسيوم، لعلف المواشي والخيول، والأغنام والأبقار، وذلك خلال 7 أيام في بيئة تتوفر بها مجموعة من المعطيات التي تساعد على تحقيق هذا المردود، بحيث ينتج في مساحة بسيطة كميات هائلة من هذا المنتج مما يصنفه ضمن المنتجات الاقتصادية التي يمكن اعتمادها في الدولة.
وعن فكرة مشروع استنبات الشعير أوضح الدكتور سيف سعيد جروان الشامسي أحد المشاركين في المشروع، أن الحاجة له باتت ملحة خاصة أن تأمين علف المواشي «الحلال» بتكلفة بسيطة وبسواعد محلية أصبح ممكنا وبطريقة تنافس الدول المنتجة لهذه المادة الغذائية الغنية بكل ما يحتاجه الحيوان وتغنيه عما سواها.
وقال، فكرنا في هذا المشروع بعدما قرأنا الواقع الحالي، بحيث أصبح العالم يعرف تغيرات كبيرة مما يهدد قضية الأمن الغذائي، والاستيراد من الخارج قد يصبح في يوم من الأيام صعباً، إن لم يكن مستحيلا، نظرا للمخاطر التي تتعرض لها مختلف المناطق، مما جعلنا نبحث عن منتج يسد حاجة مزارع الأبقار والخيول والجمال والغنم، ويخفف العبء على الحكومة، في دعمها الكبير لمن يملكون المواشي.
الحلم الكبير
كما أوضح الدكتور الشامسي أن الفكرة في البداية جاءت لتخفف العبء عن أعضاء المشروع لعدم حصولهم على بطاقة الثروة الحيوانية، التي تمنحها الدولة لملاك المواشي، لكن تحولت الفكرة فيما بعد إلى تحقيق حلم كبير قد يغني عن استيراد الأعلاف من الخارج، فبدأت تجارب كيفية استنبات الشعير داخل غرفة صغيرة في المزرعة، أكثر من 3 سنوات، كان يشغلهم خلال تلك الفترة حلم توفير العلف بجودة عالية وبتكلفة قليلة، مما يعمل على إيجاد ثروة حيوانية منافسة في السوق، مبيناً أن الشعير من أنواع الحبوب الكاملة، حيث يمكن الاعتماد عليه كلياً سواء بالنسبة للحيوان أو الانسان، وأصبح يوصى به عالميا، وتدعو أبحاث ودراسات على الرجوع إليه نظرا لمقاومته لأنواع من السرطانات وغناه بالمواد الضرورية للجسم.
وأكد الشامسي، إمكانية استغناء ملاك المواشي بالشعير عما سواه من أنواع العلف، مشيراً إلى أن منتجات الأعلاف الأخرى يدخل فيها الشعير نظرا لغناه من جهة، وقلة تكلفته من جهة ثانية، فالكيلو الجاف يقدر بدرهم ونصف الدرهم بينما الكيلو الواحد من الشعير المستنبت أقل بكثير من هذا السعر بحيث لا يتجاوز 80 فلساً.
عملية الاستنبات
من جهته قال جلال البادي إن الشعير الذي يتم استنباته في المزرعة، يتم جلبه من شركة المطاحن الكبرى في أبوظبي، والشركة الوطنية للأعلاف، ويعتبر شعيرهما من أجود الأنواع، في حين تعتبر أستراليا هي بلد المنشأ، بالإضافة إلى باكستان وأوكرانيا وسوريا.
وفي ما يخص عملية الاستنبات ففسرها البادي بأنها عبارة عن عملية ري للبذور في درجة حرارة معينة ورطوبة مناسبة لإنبات البذرة في 7 أيام، موضحاً أن هذه العملية تسبقها عملية تنظيف الشعير من الأحجار والشوائب، والأشياء التي لا تصلح للاستنبات، ثم نقعها في الماء خارج القوالب أو الصواني المخصصة للاستنبات، وتستغرق عملية النقع من ساعتين إلى 5 ساعات في بيئة الغرفة المخصصة للاستنبات.
ونبه البادي إلى أن عملية النقع خارج الغرفة، يجب أن تستغرق وقتاً أقل، لا يتجاوز أحيانا الساعة الواحدة، مؤكداً أن أهم عنصر في عملية النقع عدم موت الجنين في البذرة، إذا تعرضت للشمس، مبيناً أنه لا يمكن استنباتها أحياناً إذا كانت معالجة كيماوياً، مما يتطلب الأخذ بعين الاعتبار مجموعة من العناصر، لتتم عملية الاستنبات بشكل جيد، وتثمر محصولاً يتمتع بمواصفات عالمية.
وأشار إلى أن غرفة الاستنبات، يطلق عليها أهل الاختصاص «الساندويش بنيل»، حيث الخضرة التي تريح العين، ودرجة البرودة الموزعة بطريقة تشعره بالبرودة الطبيعية، مما يفصله تماماً عن الحرارة المرتفعة، في مساحة صممت وفق مواصفات عالمية.
وعن كيفية تصميم وتجهيز الغرفة قال علي عبدالله البلوشي في البداية صممنا غرفة مختبر صغيرة، وبدأنا نجري فيها التجارب، لننقل التجربة للغرفة الكبيرة التي تصل مساحتها لـ 120 متراً مربعاً، واستمرت ابحاثنا سنوات عدة، حيث كنا نلجأ للبحث خلال المواقع الإلكترونية دائما ونقرأ ونجرب، وكل ذلك قمنا به بأنفسنا ولم نستعن بأي مهندس أو أخصائي، حيث كنا نقضي إجازتنا وأيام العطلات بين المزرعة وبين المدن لجلب كل ما نحتاجه لتجهيز هذه الغرفة، وكنا نقطع مسافات كبيرة لجلب جزئية صغيرة للغرفة لنكتشف أنها لا تصلح ثم نقطع المسافة نفسها لاستبدالها، وكل ذلك لأننا رغبنا بحب في إنجاز هذا المشروع، واليوم نحن نعرف كل تفاصيله وكل جزئياته، والغرفة اليوم مبرمجة أوتوماتيكياً، حيث لا يسهر العامل إلا على وضع الشعير في الصواني فقط، والباقي يعمل أتوماتيكيا سواء من ناحية الري أو درجة الحرارة.
طريقة الاستنبات
وبين البلوشي أن غرفة الاستنبات تتكون من أرفف كثيرة تحمل صواني، وكل صينية أو قالب يستوعب 2 كيلو من الشعير، وهنا يجب موازنة الري على كمية الشعير، لذلك يعتمدون على الري الضبابي، من 3 إلى أربع مرات يومياً، ويسـتمر 5 دقائق تقريبا في كل مرة، لأن الشعير نبات شــتوي، بالإضافة إلى الاعتماد الآلي على الري المتكامل والتحكم في درجة الحرارة والرطوبة، حيث لا يتدخل العامل إلا بالإشراف فقط، موضحاً أن عملية الاسـتنبات تتم بوضــع 2 كيلو في القوالب، تمر بسبعة مراحل، بمعدل مرحلة يومياً، وهو يوم الإخراج والتنشيف من الماء، ليكون الشعير جاهزا للاستهلاك الحيواني، مشيرين إلى أن وزن الـ 2 كيلو جرام الذي وضع في اليوم الأول في الصينية يصبح في اليوم السابع 12 كيلو جراماً، اعتماداً على أن وزن الكيلو جرام من الشعير الجاف يعطي 6 كيلو من المستنبت.
تكلفة المشروع
وفي سياق آخر قال أصحاب مشروع استنبات الشعير إن تكلفة الغرفة المجهزة لاستنبات الشعير 120 ألف درهم، حيث تصل مساحتها إلى 120 متراً مربعاً، وتحتوي على 450 قالباً أو صينية، وذلك دون احتساب مدة البحث والتجريب التي تجاوزت 3 سنوات، بالإضافة إلى ساعات العمل، بجانب التجهيزات وتنقلات أصحاب المشروع.
أما عن قدرة المجموعة على الإنتاج فأكدوا أنهم ينتجون اليوم طناً ونصف الطن يوميا من الشعير المستنبت، موضحين أنهم لا يشغلون كل طاقة الغرفة الاستيعابية، بحيث يمكنهم حاليا إنتاج 3 أطنان يوميا، وذلك وفق ما يحتاجونه فقط من منتوج، حيث يعملون حسب الطلب، موضحين أن السوق لا يستوعب كل هذه الكميات.
ويضيف أصحاب المشروع، لا زلنا ننتج حسب حاجتنا من هذه المادة، وحسب بعض الطلبات، ولا يمكن المغامرة في الإنتاج لأن ذلك له مخاطر كبيرة، إذا تبين أن الشعير الذي يتم استنباته ويكمل يومه السابع يجب إخراجه من القوالب وتنشيفه، أما إذا ظل بها فإن عملية تكلتل الساق مع التكلتل الجذري مع وجود الماء في الوسط يسبب زيادة الرطوبة مما يؤدي إلى تعفن وإصابة الجذور بالبكتيريا ومن الممكن انتقال ذلك مباشرة إلى باقي الصواني.
وفيما يخص قدرتهم على الإنتاج أكدوا أن بإمكانهم مضاعفة الإنتاج، إذا استوعب السوق هذه الكميات التي يتم إنتاجها، خاصة أنهم عملوا على المشروع بأنفسهم ويعرفون كل تفاصيله وجزئياته المعقدة والبسيطة، موضحين أن الفكرة ليست جديدة، وهي معروفة في استراليا وكندا، وروسيا وكل البلدان المعروفة بإنتاجها للثروات الحيوانية الكبيرة، وأبدوا عزمهم الأكيد على السير في اتجاه تحويل الصحراء إلى واحة خضراء، من خلال عملية الاستنبات، مبدين استعدادهم لإنتاج كميات كبيرة من هذه المادة الغنية بالكالسيوم لاعتمادها علفا أساسيا، كونها تغني عن باقي المواد التي يستهلكها الحيوان، وذلك لمردودها الجيد على جودة اللحوم المحلية، لافتين إلى أن الإنتاج العضوي بنسبة 100% بحيث لا يتم تعقيم الماء المسقي به، كما أن الحبوب التي يتم استنباتها غير معالجة كيمياوياً، وإلى أن المقاييس العالمية هي أن يكون مستنبت الشعير طول الساق مع البذرة والجذر يساوي 25 سنتمترا.



من الاستنبات إلى الإنتاج


يقوم العمل في المشروع على جوانب اقتصادية، حيث يتم الاستنبات على مساحة صغيرة على الرغم من وفرة الإنتاج، بالإضافة إلى استخدام كمية قليلة من المياه في الري.
وتتم العملية عادة في غرفة مقسمة لعدة أرفف تستخدم لرص الصواني أو القوالب عليها وتكون هناك إضاءة معينة وحرارة ورطوبة مناسبتين، كما يتم نظام الري بطريقة اتوماتيكية.
وتصل مساحة الغرفة إلى 120 متراً مربعاً، تحتوي على 450 قالباً من الممكن أن يصل إنتاجها في اليوم السابع إلى 3000 كيلو جرام من الشعير المستنبت يوميا في حال تشغيلها بالكامل.
ويعتمد الإنتاج على مواصفات عالمية لشعير غني بالكالسيوم والفيتامينات بطريقة طبيعة 100% بأقل تكلفة، بحيث تصل كلفة الكيلو الواحد من الشعير الجاف إلى درهم ونصف الدرهم وعندما يتم استنباته فإنه يباع بـ 80 فلساً للكيلو.
وتستنبت البذور مدة 7 أيام لتصل في اليوم السابع إلى 25 سنتيمترا، وتنقع في الماء بالغمر في داخل حوض في بيئة الغرفة نفسها التي يتم فيها الاستنبات، ثم تصفى، وتوضع في الصواني، والغرض من عملية النقع هو تسريع عملية الإنبات.
صف الصواني داخل البيئة المعدة لهذا الغرض ثم ريها لمدة 7 أيام، ثم تسحب لتنشيف المحصول من الماء القديمة لتقديمها للماشية أو عرضها للبيع، ولا تترك داخل الغرفة نظرا لمخاطرها، بحيث يمكن أن تنتج بكتيريا تعفنية تنتقل إلى باقي الصواني.


الاستهلاك الآدمي

قال الدكتور سيف سعيد جروان الشامسي إن إنتاج كميات من الشعير المستنبت تصلح للاستهلاك الآدمي ممكناً، لكن يلزمه جهد وبحث، موضحاً أنه بالنسبة للاستنبات لفائدة الإنسان فإن العملية تتم في صناديق تشبه إلى حد ما تلك المستعملة لتفقيس الصيصان، وفق درجة حرارة معينة ورطوبة مناسبة، أما مراحل الاستنبات فتستغرق فقط ثلاثة أيام.
وأشار إلى أن نسبة امتصاص الجسم للشعير المستنبت عالية جدا، حيث تصل إلى نسبة 95% بينما درجة امتصاص الشعير الجاف لا تصل إلى 35%.

المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©