أطلق اثنان من خطوط الطيران الأوروبية الكبيرة التي تواجه صعوبة في تسيير الرحلات القصيرة القادرة على منافسة شركات الطيران الاقتصادي، مبادرات جديدة تهدف إلى إيجاد وسيلة تمكنها من استعادة حصصها المفقودة.
وفي محاولة لجذب المسافرين على الرحلات المتوسطة، طرحت مجموعة “الخطوط الفرنسية والهولندية”، تذاكر اتجاه واحد بقيمة لا تتجاوز 49 يورو (64 دولاراً)، تقتصر على الخدمات الأساسية. وتغطي هذه التذاكر التي من المتوقع توفرها بداية فبراير المقبل، نحو 58 وجهة من بينها باريس ومرسيليا ونيس وتولوز.
وتشكل الأسعار الجديدة جزءاً من خطة الانتعاش التي تهدف إلى استعادة الخطوط الفرنسية لرحلاتها القصيرة والمتوسطة بحلول 2014. وفي غضون ذلك، ذكرت شركة “أير برلين”،، أنها عينت مديراً جديداً ليساعدها على تغيير خريطة عائداتها المالية، في حين عملها في برنامج جديد لخفض التكاليف، خاصة أنها فشلت في تحقيق الأرباح منذ العام 2007.
وكغيرها من شركات الطيران الكبيرة في أوروبا، تلقت “أير برلين”، ضربات عنيفة خلال العام المنصرم، نتيجة ارتفاع أسعار الوقود والمنافسة الحادة من قبل شركات الطيران الاقتصادي والنمو الاقتصادي الضعيف الذي ساد معظم دول أوروبا.
ويقول ولفجانج بروك، الذي يعمل في الوقت الحالي كمدير لاستراتيجية الشركة وسيخلف في ما بعد هارتموت ميهدورن كمدير تنفيذي، :”تواجه “أير برلين”، تحديات كبيرة، وعلينا الاستمرار في برنامج التغيير بسرعة، حتى يتسنى لنا خفض التكلفة ومن ثم النجاح على صعيد بيئة المنافسة العالمية”.
وطرحت “الخطوط الفرنسية”، مؤخراً خطة جديدة لخفض التكلفة بما في ذلك تسريح نحو 5 آلاف من موظفيها، بينما خصصت “لوفتهانزا” المنافس الرئيسي لشركة “أير برلين” في الرحلات الداخلية، برنامجاً للكفاءة يدعمها في استعادة عملياتها الداخلية لتحقيق الأرباح المرجوة. كما دخلت “مجموعة الخطوط الجوية الدولية الموحدة” الشركة الأم لـ “الخطوط البريطانية، في مفاوضات مع منسوبيها تتعلق بتوفير التكاليف للطوارئ، بغرض إنقاذ شركة “أيبيريا”، الفرع التابع لها في إسبانيا.
ويقول هينريك جروسبونجارد، المدير الإداري لشركة “إكسبيرتايز” الاستشارية في ألمانيا :”يعتمد قرار معظم المسافرين على السعر الذي تقدمه شركات الطيران، لذا ينبغي على شركات الطيران الكبيرة التأقلم على بيئة السوق الحالية للمحافظة على حصصها السوقية وتقديم الأسعار المناسبة”.
وذكر أليكساندر دو جونياك، المدير التنفيذي لشركة “الخطوط الفرنسية”، أنه ووفقاً لتقرير أصدرته شركته، أن الأسعار هي العامل الرئيسي لنحو 60% من المسافرين عند اتخاذ قرارات السفر للوجهات متوسطة المدى. كما من المتوقع أن تسير هيكلة الأسعار الجديدة، جنباً إلى جنب مع أسعار الشركة الحالية للدرجة السياحية وأن يستفيد الركاب من الخدمات المقدمة على متن الرحلة، مثل الوجبات الخفيفة المجانية والصحف. لكن على المسافرين الذين يرغبون في الحصول على الأسعار المخفضة، الدفع مقابل الأمتعة وليس في مقدورهم تحديد مقاعدهم من خلال الإنترنت.
وتزامنت برامج الهيكلة في شبكات خطوط الطيران، مع ارتفاع الحصة السوقية لبعض شركات الطيران الاقتصادي في المنطقة مثل “ريان أير” الأيرلندية و”إيزي جت” البريطانية وأير شتل النرويجية “ناس”، واستفادتها من حالة الانهيار التي تعاني منها عدد من الشركات الصغيرة في السنة الماضية. ويعتمد عدد آخر من الشركات مثل “ساس” الاسكندينافية و”لوت” البولندية، على الدعم الحكومي للاستمرار في نشاطاتها.
وتؤكد آخر البيانات الواردة عن الحركة الجوية، الفرق الكبير بين ثروات شركات الطيران الاقتصادي التي تسير العديد من الرحلات بين المدن الأوروبية المختلفة، وشركات الطيران الكبيرة التي تعتمد على الرحلات الداخلية لتوصيل المسافرين على الرحلات الطويلة من خلال مطاراتها في مدن مثل لندن وباريس وفرانكفورت وبرلين. وذكرت “ريان أير”، أن عدد ركابها شهد زيادة قدرها 4% خلال العام الماضي إلى 79,6 مليون مسافر، بينما بلغ عدد المسافرين على متن “إيزي جت” نحو 59,2 مليون راكب في 2012، بزيادة تقدر بنسبة 6,7% عن العام السابق. كما أعلنت “أير لينجاس” الناقل الوطني لأيرلندا والمملوكة جزئياً من قبل “ريان أير”، ارتفاع عدد المسافرين عليها بنحو 1,5% إلى 9,7 مليون راكب خلال العام الماضي.
نقلاً عن: «وول ستريت جورنال»
ترجمة: حسونة الطيب
عدد اليوم
