الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صدامات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين في السودان

صدامات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين في السودان
7 يوليو 2012
سناء شاهين، وكالات (الخرطوم) - تواصلت التظاهرات الاحتجاجية في السودان أمس للأسبوع الرابع على التوالي، تجاوباً مع دعوات أطلقها ناشطون عبر مواقع التواصل الإلكتروني، حثوا عبرها الشعب السوداني للخروج إلى الشارع في تظاهرات تحت شعار “جمعة شذاذ الآفاق”، مطالبين بإسقاط النظام في رد على حديث سابق للرئيس عمر البشير وصف فيه المتظاهرين بـ”شذاذ الآفاق”. واندلعت مصادمات عنيفة أمس، في مدينة أم درمان (الضلع الثالث في العاصمة المثلثة) الخرطوم، بين متظاهرين وعناصر من الشرطة، عقب الانتهاء من صلاة الجمعة مباشرة، حيث استخدمت عناصر الأمن القوة والغاز المسيل للدموع في محاولة منها لتفريق المتظاهرين. وقالت وكالة “رويترز” إن مئات المحتجين غادروا مسجد الإمام عبد الرحمن في حي الهجرة بأم درمان، إلا أنهم سرعان ما عادوا إلى الداخل بعد أن واجهوا القنابل المسيلة للدموع. ومسجد الإمام عبد الرحمن من أكبر المساجد في السودان وأشهرها، وهو بؤرة للاحتجاجات المتكررة. وللمسجد صلة بحزب الأمة المعارض، والذي أيد إلى جانب أحزاب معارضة أخرى، مظاهرات في وقت سابق من الأسبوع، لكنه يحجم حتى الآن عن الدفع بأعداد كبيرة من اتباعه. وقال شهود عيان “لم يتمكنوا من ترديد الهتافات سوى دقيقة. ومن لحظة مغادرتهم المسجد أطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع. فروا الآن إلى الداخل والشرطة تطوق ساحة المسجد”. وقالت ناشطة لـ”رويترز” إنها كانت بالمسجد وإن الشرطة كانت تطلق الغاز المسيل للدموع كلما هتف المحتجون مطالبين بالحرية والسلام والعدالة. وأضافت الناشطة التي طلبت عدم ذكر اسمها لأسباب أمنية عبر الهاتف “ساد الذعر. أصيب بعض الناس بالاختناق”. وتابعت تقول “ساحة المسجد مليئة بأكوام من الحجارة والعصي ليدافع المحتجون بها عن أنفسهم. يحرس الشبان الأبواب الرئيسية للمسجد في حين سدت الشرطة بعض المداخل”. وقبل اندلاع المواجهات، كان رجال الشرطة المدججون بالأسلحة ظهروا في زي غير مألوف يغطي أجسادهم من الرأس حتى الأقدام. ودخل رجال الأمن في مطاردات في أزقة ود نوباوي مع شباب يصورون التظاهرات بكاميرات الموبايل وتم اعتقال عدد منهم، كما ترصدوا مصوري وسائل الأعلام ومنعوهم من التصوير، واعتقلوا مصور ومراسل قناة العربية في الخرطوم، وكذلك طاقم قناة “الجزيرة” وتم إطلاق سراحهم لاحقاً. وفي مسجد السيد علي في ضاحية بحري بالخرطوم، أجبر المحتجون أيضاً على التراجع بعد أن استخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع فور خروج المحتجين من المسجد للتظاهر. وفيما ركزت خطب الجمعة في بعض المساجد على تعظيم قيم الصبر والجلد والتسامح وإعلاء الرضا بالقضاء والقدر، نحى أئمة آخرون إلى انتقاد النظام وارتفاع الأسعار. وقال ناشطون معارضون في مداخلات إلكترونية إن التظاهرات خرجت من أحياء أخرى في أم درمان، والخرطوم بحري، وفي السوق الشعبي بالخرطوم وفي الكلاكلات، كما خرجت في مدن الأبيض، سنار، الحصاحيصا، حلفا الجديدة، وفي الطريق القومي شارع الخرطوم – مدني، ومدينة دنقلا في أقصى شمال البلاد، لكن لم يتسن تأكيد ذلك من مصادر مستقلة، غير أن قناة “سكاي نيوز - عربية” الإخبارية نقلت عن مراسلها في الخرطوم أن الشرطة في مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان اعتقلت عدداً من المتظاهرين عقب صلاة الجمعة في حي الصفاء بالمدينة . وقالت القناة إن الشرطة فرقت تظاهرة ثانية في جامع السوق واعتقلت عدداً من المتظاهرين. وأعلن السودان عن إجراءات تقشف للحيلولة دون انهيار اقتصاد البلاد، بعد أن فقد عائداته النفطية بعد استقلال جنوب السودان. وتفجرت الاحتجاجات في الجامعات، لكنها سرعان ما امتدت إلى مناطق أخرى من العاصمة وأماكن أخرى، لكنها نادراً ما تجتذب أكثر من بضع مئات. وشهدت الأسابيع الثلاثة الماضية احتجاجات محدودة في أنحاء السودان، طالبت بإقالة حكومة الرئيس عمر حسن البشير الذي يحكم البلاد منذ 23 عاماً. ويستخدم ناشطون يستلهم بعضهم انتفاضات بعض الدول العربية وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية للدعوة لمظاهرات أكبر، لكن الشرطة السودانية وقوات الأمن تسارع دوماً بالقضاء على أي بادرة للاحتجاج. ويقول ناشطون سودانيون إن المئات اعتقلوا واحتجزوا كما تم ترحيل صحفيتين مصريتين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©