الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهند.. ومن الفساد ما قتل!

8 يوليو 2015 23:55
لا أحد يعرف على وجه التحديد متى ولماذا بدأ يموت شهود ومحتالون صغار في واحدة من أكبر فضائح الفساد في الهند في ظل ظروف غامضة، لكن في العامين الماضيين هذا هو ما حدث لأكثر من 20 شخصاً ضالعين في مخطط لتزوير الاختبارات. وحتى بمعايير الفساد الهندي الذي يعد زاداً يومياً، فإن حجم الفضيحة في ولاية «ماديا براديش» في وسط البلاد أذهل العقول، وذكرت الشرطة أنه منذ عام 2007، دفع آلاف الطلاب والساعون للحصول على عمل رشى كبيرة لوسطاء وموظفين بيروقراطيين وسياسيين لتزوير نتائج الاختبارات في كليات الطب وفي وظائف حكومية. وحتى الآن، اعتقل 1930 شخصاً وهناك أكثر من 500 شخص مطلوب، ويقبع في السجن حالياً مئات من طلاب الطب وعدد من الموظفين البيروقراطيين ووزير التعليم في الولاية. وحتى حاكم الولاية يشتبه في أنه ضالع في القضية، والشرطة تصارع الزمن حتى تنتهي من التحقيق الجنائي لكنها تواجه حالياً وفاة المزيد من الشهود والمشتبه بهم، والأسبوع الماضي ذكرت الشرطة أن أحد المتهمين لقي حتفه بعد أن عانى من آلام في الصدر في السجن ومات آخر غرقاً. ويوم السبت الماضي توفي الصحفي التليفزيوني «أكشاي سينج» أثناء تحقيقه في وفاة مشتبه به وذكر أطباء أنه عانى من أزمة قلبية، وذكرت الشرطة أن الفحص المبدئي لم يكشف ما «يثير الريبة». وذكرت حكومة الولاية التي يديرها حزب «بهاراتيا جاناتا» الحاكم أنه لم يتم العثور على مؤامرة في الوفيات التي وقعت في الآونة الأخيرة، لكن آخرين يرتابون في هذا. وذكر «شيفراج سينج تشوهان» رئيس وزراء الولاية يوم الأحد الماضي أن ضميره يعاني من «العذاب والألم» ووعد بالتحقيق في كل الوفيات، والغش في اختبارات المدارس والجامعات شائع في الهند، لكن في «ماديا براديش»، أصبح الغش في الاختبارات عملاً ابتزازياً معقداً يستخدم وسائل مختلفة.. وتشير الشرطة إلى أن المخطط تديره عصابة من الوكلاء والأطباء والمسؤولين والسياسيين عبر خمس ولايات وليس هناك زعيم واحد. ويؤكد «اشيش تشاتورفيدي» أحد الأشخاص الذين كشفوا عن الفساد أن المحققين لديهم معلومات تكفي لإسقاط الحكومة، وتعرض «تشاتورفيدي» لـ 14 هجوماً مختلفاً، ووقعت ست هجمات منها أمام ضابط الشرطة الذي كلفته المحكمة بحمايته العام الماضي، لكن «تشاتورفيدي» يرى أن الشرطة مازالت تتعقب التلاميذ والوسطاء وصغار المسؤولين ولا تحقق مع كبار المسؤولين في الولاية. ووصفت بوابة «واير» الإخبارية المخطط بأنه «واحد من أعقد الفضائح متعددة الطبقات.. يكتسب سريعاً شكل فيلم جريمة مروع». وكثير من الذين توفوا في ظروف غامضة صغار السن سواء من الطلاب الذين دفعوا رشى ودخلوا مدارس الطب أو الطامحين للحصول على وظيفة في الشرطة أو في مجال التعليم أو كمفتشي أغذية، وبعض المتهمين ويطلق عليهم «المبتزين» في ملفات الشرطة ماتوا بالسم، وآخرون ماتوا في حوادث سير غريبة أو باستهلاك كميات كبيرة من الكحول أو مشنوقين. ولقي عميد إحدى كليات الطب حتفه في حريق، وعثر على طالب طب ميتا على قضبان السكة الحديد. وعثر على ابن حاكم الولاية ميتا في منزل والده في مارس الماضي بسبب ما يفترض أنه نزيف في المخ، وذكرت الشرطة أن طبيبا بيطريا كان معتقلا لضلوعه في اتهامات بشأن ترتيب الأمور لدخول طلاب محل آخرين في اختبارات مدارس الطب، شكا الأسبوع الماضي من ألم في الصدر وتوفي بعد فترة قصيرة في المستشفى، وبعدها بيوم توفي أستاذ مساعد في كلية طب خرج من السجن بكفالة بعد اتهامه في القضية في أزمة قلبية. وأوضح فيفيك تانخا المحامي الذي يمثل الأشخاص الذين كشفوا عن الفساد في المحكمة العليا أن «الجميع كانوا يجنون المال... ولا عجب أن نشهد الآن واحدة من أكبر عمليات التغطية في تاريخ الفساد الهندي». راما لاكشمي - نيودلهي ينشر بترتيب خاص مع خدمة واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©