الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تسهيل إقامة اللاجئين في لبنان

18 يوليو 2006 01:57
بيروت - رفيق نصرالله: كل المؤشرات توحي بأن العد العكسي لوضع آلية خاصة لتوطين ثلثي الفلسطينيين اللاجئين في لبنان قد بدأ فعلاً وان هذا الامر من المتوقع ان يتحقق قبل نهاية العام ·2007 فجأة ··· استفاقت الاجراءات الحكومية اللبنانية على الوضع الانساني المأساوي لأكثر من ثلاثمائة ألف لاجيء وبدأت لجان حكومية مصغرة تقوم بجولات في بعض المخيمات، ثم ازيلت كل (الحساسيات) التي كانت تمنع عودة افتتاح ممثلية للسلطة الفلسطينية التي لم تكن الحكومة اللبنانية تعترف بها حتى منتصف العام 2005 فصار هناك ممثلية وصار (الدبلوماسيون) الفلسطينيون في لبنان يتحركون بحرية كاملة تماماً كما يفعل السفراء الاجانب والعرب· بل ان بعض القيادات الفلسطينية تنشط بشكل لافت وتسجل مواقف سياسية في سياق ما تشهده الساحة اللبنانية· وفجأة تقرر اسقاط عقوبة الاعدام غيابياً والتي سبق وان صدرت بحق امين سر حركة فتح في لبنان سلطان ابو العينين الذي بدأ يتنقل بحرية كاملة ويجتمع بكبار المسؤولين اللبنانيين· وفي مقلب آخر ثمة من يتحدث عن ان ملف التوطين صار جاهزاً وان بعض القيادات اللبنانية صارت على علم بذلك بعد ان جاءت كلمة السر التي تقول انه لا بد وكأمر واقع من قبول توطين حوالي 175 ألف فلسطيني في لبنان فيما ينقل الآخرون عبر اغراءات هجرة او تقديم تعويضات او نقل البعض بموجب تسهيلات الى قطاع غزة او اماكن اخرى· مقابل ذلك يتلقى لبنان وعوداً بمساعدات مالية هامة قد تطال بعض ديونه· ان جدية هذه الخطوة اكدتها طاولة الحوار التي يلتقي حولها المتحاورون في هذه المرحلة حيث تمت مناقشة هذه المعلومات وفق ما وصف احد المشاركين بالحوار بالجدية الكاملة·ويلاحظ اللبنانيون هذه الايام تبدلاً في لهجة بعض السياسيين اللبنانيين ممن كانوا يرفضون في السابق مجرد البحث في موضوع التوطين حيث تعكس التصريحات الجديدة كما لو ان قناعة تولدت او ان كلمة سر قد وصلت او ان التبدلات الطائفية والديموغرافية على ساحة الشرق الاوسط بكل ما تشهد وبكل ما تترك من انعكاسات ربما جعلت بعض الفرقاء يرون ان توطين الفلسطينيين في لبنان ربما سيساعد هذا الفريق او ذاك· لكن بالمقابل فإن اتفاق الطائف الذي تحول الى دستور لبناني ينص على رفض التوطين تحت اي صورة من الصور، فيما ترى قيادات مسيحية ان مثل هذا الخيار يعني انقلاباً في المعادلة اللبنانية بينما ترى قوى اخرى ان مجرد القبول بالتوطين هو خدمة لاسرائيل التي تريد الانتهاء من قضية اللاجئين في الشتات· شيء ما في المنطقة ان هناك من يربط بين ما يتم التداول به حول مشروع التوطين القادم وبين تداعيات الوضع الفلسطيني والذي يعتبر ما يجري في غزة انه يشكل بعض تجلياته من خلال العمل على تثبيت سلطة واحدة بعيداً عن حماس وتوفير مناخات تصب في النهاية بعدم اثارة قضية اللاجئين الا من نافذة توطين هؤلاء حيث هم حتى ان اوساطاً دبلوماسية غربية في بيروت تتحدث بصوت مرتفع على ان المرحلة القادمة ستشهد تكريس هذه المعادلة والتي ستؤدي الى الطلب من الدول التي يقيم فلسطينيون على ارضها العمل على تنظيم هذا الوجود ومن ثم تم تقديم كل التسهيلات كما لو ان هؤلاء هم مقيمون فعلاً على ارض هذه الدولة ومن ثم يملكون كل المميزات التي تسمح لهم بحرية العمل والتنقل والاستقرار· ان هذا المشروع ليس جديداً فقد تم الاعداد له منذ عدة سنوات ولم يأخذ طريقه الى العلن بسبب الرفض المتوقع له· لكن بعض الدوائر الغربية ترى ان المناخات باتت الآن شبه ملائمة للبحث جدياً في وضع آليات لمثل هذا المشروع باعتباره يشكل اطاراً واقعياً من منظور غربي لقضية اللاجئين في الشتات والذي تسعى اسرائيل لفرضه وتستفيد من الدعم الاميركي الكامل لها في هذا المشروع فيما هي تمكنت على الاقل حتى الآن من تفكيك ذلك الموقف الحديدي الذي كان يتعلق بملف القدس خاصة في سياق الاجراءات التي تنفذها ومنها استمرار تهويد المدينة واقامة السور العازل وغير ذلك من اجراءات بدأت تنفذ ايضاً في منطقة الغور وفي منطقة الجليل· نعم ولا ··· ان لبنان برأي بعض القوى سيكون اكثر المتضررين من مثل هكذا مشروع لاعتبارات عديدة من اهمها التركيبة الطائفية الشديدة الحساسية والتي ستجد في التوطين انه يشكل ارباكاً وخللاً لهذه التركيبة كما ان الوضع الاقتصادي في هذا البلد قد لا يسمح بمثل هكذا خطوة الى جانب ضيق المساحة· لكن بالمقابل هناك من ينظر بما يصفه بالواقعية حيال ما سيجري ويرى ان مسألة انضمام هذه الشريحة للمجتمع اللبناني سهلة في بلد مثل لبنان وهم اساساً جزء من نسيجه الاجتماعي منذ العام 1948 رغم ظروفهم الصعبة واقامة معظمهم في المخيمات بل على العكس من ذلك هناك من يرى ان بعض الرأسمال الفلسطيني من مرتبة وسطى وما فوق قد يصرف في لبنان اذا ما سمح للفلسطينيين بشراء العقارات والمنازل واقامة المؤسسات مما سيساعد على حلحلة بعض الاوضاع· ومهما يكن فإن القراءة السياسية لمثل هكذا خطوة تعني بالمطلق خدمة لاسرائيل بإنهاء قضية اللاجئين وتأكيد النظرة الجديدة للقضايا العربية في المنطقة التي تنطلق من ان مصلحة اسرائيل الاستراتيجية فوق اي اعتبار·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©