الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«السكري» الجانب المظلم للازدهار بمنطقة الخليج

7 يوليو 2012
دبي (رويترز) - يعتبر ضاري الفضلي الذي يعالج من مرض السكري بمستوصف في الكويت ضحية للجانب المظلم للازدهار الاقتصادي بالبلاد. فبعد أن وصل وزنه إلى 123 كيلوجراماً أصيب الفضلي بالسكري وأصبح يحتاج لحقن نفسه بالأنسولين قبل كل وجبة. وبعد عملية لتصغير المعدة فقد ما يكفي من وزنه لاستبدال الأنسولين بأقراص للسكري. وقال الفضلي “49 عاماً”، وهو أب لخمسة أبناء “كلنا نعاني الوزن الزائد في عائلتي، لدينا قول مأثور يقول إذا لم تكن مصاباً بالسكري فإنك لست كويتياً”. ويعاني أكثر من واحد من كل 5 كويتيين من هذا المرض. وقال خبراء، إنه نتيجة للثروة النفطية أصبح بالكويت ودول الخليج بعضاً من أعلى معدلات دخل الفرد في العالم. لكن هذا أيضاً أدى لنمط حياة ينطوي على الإسراف في تناول الطعام وتناول وجبات نسب السكر فيها عالية ووظائف مريحة، علاوة على الاعتماد الشديد على السيارات في التنقل، ما أدى لتفشي مرض السكري بالمنطقة. وقال الاتحاد الدولي للسكري، إن 5 من الدول الـ10 التي توجد بها أعلى معدلات لانتشار السكري هي من دول مجلس التعاون الخليجي الست. وتحتل الكويت المركز الثالث، بينما تحتل قطر المركز السادس والسعودية السابع والبحرين الثامن والإمارات العاشر. وبقية الدول العشر من دول جزر المحيط الهادي ذات أعداد السكان الصغيرة بخلاف لبنان الذي يحتل المركز الخامس. ويعاني 21.1% من سكان الكويت من السكري بينما تبلغ معدلات انتشاره نحو 20% في دول مجلس التعاون، حسب إحصاءات الاتحاد الدولي لمرض السكري. فيما يبلغ المعدل في الولايات المتحدة 9.6% وعلى مستوى العالم 8.5%. وقال عبد المحسن الشمري استشاري الغدد الصماء بمستشفى مبارك الكبير بالكويت، إنه “من الطبيعي الآن أن يكون نصف الحاضرين بحفل عشاء مصابين بالسكري، وان يسألوا بعضهم بعضا عن الأدوية التي يتناولونها بعد أن يأكلوا”. وقال علماء، إن عوامل وراثية فيما يبدو تسهم في انتشار السكري بالخليج. وهو مرض يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في القلب والأوعية الدموية والعمى وجلطات المخ وأمراض الكلى. وقالت مها تيسير المتخصصة في الغدد الصماء بمركز امبريال كوليدج لندن للسكري “تشير الأبحاث إلى أن المستوى الذي يؤدي فيه مؤشر كتلة الجسم (في الخليج) للإصابة بالسكري أقل”. لكن حتى المغتربين في الخليج يواجهون معدلات للإصابة بالسكري أعلى من الموجودة في بلادهم. ويشير هذا إلى أن نمط الحياة من الأسباب الرئيسية لمشكلة المنطقة. وأضافت تيسير “الرياضة هي أهم عامل في خفض السكري، لكن إقناع المرضى هنا باتباع نمط حياة لا يريدونه يحتاج إلى جهد كبير”. ويعتقد بعض سكان الخليج أن حرب الخليج الأولى ضد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين (1990 و1991) ربما أسهمت بشكل غير مباشر في انتشار السمنة من خلال نشر ثقافة الوجبات السريعة. وازدهرت متاجر الوجبات السريعة في الكويت والسعودية وغيرها من الدول حيث تمركز الآلاف من الجنود الأميركيين وظلت جزءاً من ثقافة الحياة اليومية بعد انسحابهم. وقال الفضلي “نمط الحياة والرفاهية التي نعيشها وقلة ممارسة الحركة وثقافة الوجبات السريعة كلها عوامل تسهم.. الطعام يتم توصيله والأطفال يلعبون وهم جالسون أمام أجهزة الكمبيوتر حتى امتحان التربية الرياضية تحريري”. وتتمتع الرعاية الصحية في الخليج بدعم كبير. وتنفق الإمارات العربية المتحدة 272 مليون دولار على علاج السكري سنوياً. وأظهرت دراسة أجرتها هيئة الصحة في أبوظبي أن إجمالي التكلفة الاجتماعية للمرض تقدر بنحو 1?9 مليار دولار. وقال آندرو مايلز المدير الإقليمي لشركة “إم. إس. دي” للمنتجات والخدمات الطبية بالخليج “وصل الناس لمرحلة متقدمة من المرض، حيث يكلف علاجه مالاً بالفعل، لذا تسعى الحكومات الآن إلى الوقاية والتدخل المبكر”. وبخلاف التكاليف المالية، فإن السكري يهدد خطط التنمية على المدى الطويل لدول الخليج”. وتدرك هذه الدول أن اعتمادها على النفط يجعلها عرضة للتأثر بالأسواق العالمية لذا تسعى لتنويع اقتصاداتها وضم المزيد من شبابها إلى قوة العمل. وتسائل مايلز “كيف تستطيع أن تطور اقتصادك إذا كان خمس شعبك مريضاً؟”. وأضاف “هناك مزيد من الوعي بالحاجة إلى التنسيق بين الوزارات المختلفة والمخططين”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©