الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرسائل النصية القصيرة تعزز التواصل الاجتماعي في المناسبات لكنها تفقده الحميمية

الرسائل النصية القصيرة تعزز التواصل الاجتماعي في المناسبات لكنها تفقده الحميمية
11 يوليو 2013 02:31
خلال الساعات القليلة الماضية، تدفق طوفان هائل من الرسائل النصية القصيرة (sms) عبر الهواتف المحمولة للتهنئة بحلول شهر رمضان الكريم، بجمل قصيرة موجزة من نوع «كل سنة وأنت طيب» أو «رمضان كريم»، وسط غياب واضح للتواصل الإنساني الحميم بطرقه التقليدية في تبادل التهاني بالمناسبات السعيدة. ويمثل ذلك ظاهرة جديدة بدأت تطفو على سطح الحياة الاجتماعية في العالم كله قبل سنوات قليلة، مع ظهور تكنولوجيا وسائل الاتصال الحديثة التي قضت على عصر البرقيات التقليدية أو حتى التلغرافات الكلاسيكية. وفيما يعتبر كثيرون أن هذا النوع من الرسائل أثر إيجابا على التواصل الاجتماعي، حيث زاد من وتيرته واتساع نطاقه، خاصة في المناسبات السعيدة مثل الأفراح والأعياد، يرى آخرون، على النقيض من ذلك، أنه أضر بالتواصل الحميم الحقيقي بين الناس، وحوله إلى مجرد تواصل افتراضي قد يشعر الإنسان بالغربة أحيانا. وهؤلاء على وجه التحديد، يقولون إن الـ sms تساهم في الحد من التواصل العائلي والاجتماعي المباشر، لأن أصحابها يعتبرون أنهم قد أدوا الواجب الاجتماعي المفترض بطريقة أسرع وأسهل، بمجرد إرسال نحو 15 كلمة مثلا عبر الهاتف أو الفيس بوك او من خلال «واتس اب» للتهنئة بهذه المناسبة أو تلك. وترى سعاد حمدان - أن رسائل التهاني القصيرة عبر التكنولوجيا الحديثة تعد سببا للتجافي بين الناس، خاصة عندما يستخدمونها مع أقرباء وأصدقاء. وتقول إن تلك الرسائل تؤدي إلى جفاء في العلاقات مع المقربين عموما لأن الجميع يعلم أنها شبه رسمية لا حميمية فيها. ولذا فإنها تحاول قدر المستطاع «الاتصال بالأصدقاء في مختلف المناسبات لتهنئتهم وسماع صوتهم والاطمئنان عليهم»، حسبما تقول. لكن ثمة رأيا آخر.. فمثلا، يرى جاسم عبد العزيز (موظف حكومي) أن رسالة نصية من كلمتين فقط تعد وسيلة دبلوماسية تديم التواصل بين الناس، لأنه «من الصعب الاتصال بجميع من نعرف لتهنئته بأي مناسبة سواء في شهر رمضان أو غيره، ليس لكسل أو تهاون، بل لأننا نعرف كيف أصبح الجميع في حالة انشغال». وبالتالي تصبح الـ (sms) عند البعض بمثابة أبسط الطرق للحفاظ على الحد الأدنى من التواصل الاجتماعي بي الناس. لكن في الوقت نفسه، هناك من يؤكد ضرورة عدم الاكتفاء بتلك الرسائل، للتملص من الواجبات الاجتماعية الحقيقية. يقول علي خليفة (موظف) إنه اعتاد عند حلول شهر رمضان المبارك تهنئة الأصدقاء والأهل عن طريق الرسائل النصية القصيرة باعتبارها «ضرورة فرضتها التقنية الحديثة». ومع ذلك فهو لا يعتبرها بديلا عن زيارة من يمكن زيارتهم. ويقول «أما من هم خارج الدولة، فلابد من الاتصال بهم هاتفيا للتهنئة، لأن المناسبة لا تأتي سوى مرة واحدة في العام». ويتمنى هشام المناعي (موظف إداري) أن ترجع عادة التزاور والتهاني التي كان يقدم عليها الأهل أيام زمان، قائلا: «كان لابد فيما مضى من زيارة الأقارب في المناسبات، خاصة في الشهر الفضيل، لتجديد أواصر المحبة. لكن وسائل الاتصال المتطورة تكاد تقضي على هذه العادات، بجمل قصيرة مثل «كل عام وأنتم بخير» و«رمضان كريم» يتم إرسالها عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني، ويعتقد صاحبها أنه بذلك قام بواجبه. ويرى ناصر الجابري أن للرسالة دورا جميلا، لأنها من وجهة نظره «تختصر الوقت والجهد». ويضيف: «كلنا نؤمن بالدور الذي تقوم به «الرسالة»، فهي تحمل الفرح والحب والتهنئة، أي أنها تحمل شعور الراسل، وتساعد في دوام التواصل بأي طريقة ووسيلة، وعلينا أن نتأقلم مع ما تقدمه لنا التكنولوجيا الحديثة والاستفادة منها».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©