الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوء الخاتمة دليل على فساد العقيدة وحب المعصية

10 يوليو 2013 22:38
أحمد شعبان (القاهرة) - حسن الخاتمة هو أن يوفق العبد قبل موته للبعد عمَّا يغضب الله سبحانه والتوبة من الذنوب والمعاصي والإقبال على الطاعات وأعمال الخير، ثم تكون ميتته سوية على هذه الحال الحسنة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله» قالوا: كيف يستعمله؟ قال: «يوفقه لعمل صالح قبل موته»، وهذه الحالة على عكس سوء الخاتمة، ولذلك من الأدعية المستحبة للمسلم: اللهم ارزقني حسن الخاتمة. ويقول الدكتور خالد أبو جندية - أستاذ اللغة العربية بجامعة الأزهر - اهتمت الشريعة الإسلامية بخاتمة المسلم حتى يلقى ربه على أحسن حال قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «إن العبد ليعمل فيما يرى الناس عمل أهل الجنة وإنه لمن أهل النار ويعمل فيما يرى الناس عمل أهل النار، وهو من أهل الجنة وإنما الأعمال بخواتيمها»، وقال بعض العلماء، وإن كان هالكاً ازداد عتوا فحجب عنه ذلك ليكون بين الخوف والرجاء ولأجل ذلك كان خوف الصالحين من سوء الخاتمة عند كل حركة، ولذلك لما حضرت الوفاة سفيان الثوري جعل يبكي، فقال له رجل: يا أبا عبد الله أمن كثرة الذنوب؟ فقال لا ولكن أخاف أن أسلب الإيمان قبل الموت ولذلك خاف السلف الصالح من الذنوب أن تكون حجابا بينهم وبين الخاتمة الحسنة. فساد العقيدة وأضاف: وسوء الخاتمة يكون لمن له فساد في العقيدة أو إصرار على الكبيرة ومن أسباب سوء الخاتمة الانكباب على الدنيا وطلبها والحرص عليها والإعراض عن الآخرة والإقدام والجرأة على المعاصي والتسويف بالتوبة والاستمرار في المعاصي والتهاون في فعل الواجبات على أمل أن يتوب الإنسان قبل الموت، ولكن من يضمن بلوغ هذه الآمال؟ فقد يصيبه الموت قبل وصولها وحتى لو وصل إليها هل يضمن أن يوفق العبد للتوبة، وقد قضى عمره في الغواية والضلال والشهوات المحرمة التي غالبا ما تكون سبباً لانقلاب القلوب وانتكاسها؟ قال تعالى: (يا أيها الذين أمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون)، «سورة الأنفال، الآية 24»، وقال تعالى: (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم)، «سورة الأنعام»، ثم بين الله تعالى سبب هذا الانقلاب، فقال: «كما لم تؤمنوا به أول مرة»، أي بسبب رد الحق أول ما جاءهم، ثم قال تعالى: (ونذرهم في طغيانهم يعمهون)، وقد ذم الله قوما طالت آمالهم حتى ألهتهم عن العمل للدار الآخرة ففاجأهم الأجل وهم غافلون قال تعالى: (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين * ذرهم يأكلون ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون)، «سورة الحجر الآيتان 2 - 3». حب المعصية وأشار الدكتور خالد إلى أن من الأسباب التي ينشأ عنها سوء الخاتمة حب المعصية لأن الإنسان إذا داوم على المعاصي ولم يسارع إلى التوبة منها تعود عليها وألفها قلبه واستولت على تفكيره حتى يموت عليها ويبعث عليها قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «يبعث كل عبد على ما مات عليه». وعلى الإنسان أن يلزم نفسه بالطاعة والتقوى وأن ينأى بنفسه عمَّا حرم الله وأن يبادر بالتوبة من المعاصي وأن يلح في دعاء الله أن يختم له بالخاتمة الحسنى وأن يحسن الظن بربه عز وجل وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث شاء»، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك». ، ولذلك فإن الله عز وجل يوصي عباده بالثبات على الدين والموت على الإسلام لأنه من حصل له ذلك فاز الفوز العظيم الذي لا فوز أكبر منه وسعد السعادة التي لا شقاوة معها، فإن من علامات سعادة الإنسان حسن خاتمته ولا أحسن ولا أفضل من أن يموت العبد مؤمنا بربه راضياً بدينه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنما الأعمال بخواتيمها»، وقال تعالى: (يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)، «سورة آل عمران، الآية 102».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©