السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الفرنسيون يحتفلون برأس السنة بإضرام النيران في السيارات

1 يناير 2010 00:48
إنها ألعاب نارية من نوع خاص، تلك التي تؤذن بمطلع عام جديد في فرنسا، إنها السيارات المشتعلة حيث تتحسب الشرطة الفرنسية لاشتعال النيران في عدة مئات من السيارات مساء أمس احتفالا برأس السنة الميلادية. تعددت الأسباب والدوافع وراء هذا النوع الجديد من طقوس استقبال العام الميلادي الجديد. من هذه الأسباب التعبير عن استياء الشعب وسخطه على حكومته جراء تزايد البطالة والرغبة في التخريب، وأسباب أخرى. أصبح حرق السيارات في ليلة رأس السنة الميلادية أحد طقوس الاحتفال بهذه الليلة في فرنسا منذ تسعينيات القرن الماضي. وأصبح هذا الطقس مؤلما جداً للشرطة في فرنسا مما جعلها تحاول كل عام التكتم على الحجم الحقيقي للسيارات المحترقة ولكنها لا تفلح أيضاً في منع الشباب من ذلك. يتم في فرنسا حرق نحو 40 ألف سيارة سنويا وهو رقم قياسي على المستوى الأوروبي. وإلى جانب السيارات التي تضرم فيها النيران ليلة رأس السنة فإن عددا آخر منها يحرق يوم الاحتفال بالعيد الوطني في الرابع عشر من يوليو من كل عام. ويختلف سبب الاحتجاج بحرق هذه السيارات في كل مناسبة حسب الأحداث الجارية. بدأ إحراق السيارات ليلة رأس السنة في فرنسا منذ عام 1997عندما أحرقت عشرات منها. وفي مدينة تولوز احتج مشعلو النيران في السيارات بهذه الطريقة على مقتل شاب عندما فر من الشرطة بسيارة مسروقة وطارده رجال الأمن حتى الموت في حين تنافست العصابات المتناحرة في مدينة ستراسبورج الفرنسية على أكبر عدد يتم إحراقه من السيارات. وارتفع عدد السيارات المحترقة العام الماضي من 880 عام 2007 إلى 1150 سيارة وهو نفس عدد السيارات التي أحرقت في أحداث الشغب التي وقعت في الضواحي الفرنسية عام 2005 تقريبا. وسجلت جميع أقسام الشرطة في فرنسا تقريبا حوادث من هذا النوع، بل لقد سجلت المناطق التي قلما شهدت أحداث شغب وقوع مثل هذه الحوادث. وتعتقد الشرطة بأن الكثير من هذه الحوادث تحايل على شركات التأمين للحصول على قيمة السيارات المحترقة لأن هذه الشركات أصبحت ملزمة بدفع تعويض عن السيارات المحترقة إذا كان صاحبها لا يملك إلا دخله المنخفض وكانت سيارته غير مؤمنة ضد الحريق. واعتمد هذا الإجراء من أجل مساعدة الضحايا من أصحاب الدخل المتدني الذين لا يستطيع الكثير منهم الوصول لأماكن عملهم إلا بسيارة. وبذلك أصبح باستطاعة كل من يقل دخله الشهري عن ألفي يورو الحصول على أربعة آلاف يورو من صندوق ضمان خاص في حالة احتراق سيارته. وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي العام الماضي عزمه التعامل بحزم مع الجناة الذين يقدمون على حرق السيارات ليلة رأس السنة. ومن بين الإجراءات التي يعتزم ساركوزي تنفيذها حرمان الشباب الذين يحرقون سيارات غيرهم من الحصول على رخصة قيادة قبل تعويض أصحاب هذه السيارات. ولكن هذه الفكرة لم تطبق حتى الآن. واتهم النائب البرلماني الاشتراكي جان جاك أورفوا الحكومة بإخفاء الحجم الحقيقي للسيارات التي يتم حرقها خوفا على سمعة الحكومة. وأمرت وزارة الداخلية بالفعل مسؤوليها بعدم الإجابة على استفسارات الصحفيين بشأن عدد السيارات التي أحرقت أثناء الاحتفال بالعيد الوطني في الرابع عشر من يوليو الماضي. وأكدت مصادر إعلامية فيما بعد أن الأرقام المعلن عنها كانت منخفضة بشكل واضح عن الأرقام الحقيقية. وقال النائب أورفوا إن الحكومة لا تريد الإفصاح عن هذه الأرقام الحقيقية لأن هذه الأرقام محرجة لها. وما زال علينا أن ننتظر الآن ترقبا لإعلان الحكومة عن أعداد السيارات التي ستكون قد أحرقت مساء أمس الخميس احتفالا برأس السنة الميلادية وشكل هذا الإعلان وحجم هذه السيارات.
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©