الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الناجون من النار»تنظيم إرهابي.. تخصص في الاغتيالات

«الناجون من النار»تنظيم إرهابي.. تخصص في الاغتيالات
8 يوليو 2015 19:25
أحمد محمد (القاهرة) في منتصف الثمانينيات من القرن العشرين تخلى الطبيب الشاب «مجدي الصفتي» عن انتمائه لفكر تنظيم الجهاد وتبنى فكر «التوقف والتبيّن»، وسرعان ما كوّن جماعة خاصة به مزج فيها بين فكر الجهاد في العمل المسلح وبين عقيدة جماعات التوقف والتبين المنتشرة، وقرر أن الطريق الأقصر لنشر فكره بين الحركات الإسلامية هو إثبات أن معتنقي هذا الفكر هم أهل جهاد وعمل وليس أهل كلام فقط، كما كان يرميهم خصومهم، خاصة من تنظيم الجهاد المصري الذي كان يضم جماعات توصف بأنها لا همّ لها سوى تكفير الناس دون القيام بأي عمل إسلامي فعلي، وهذا الإثبات دفع مجدي الصفتي إلى القيام بتأسيس تنظيم جديد أطلق عليه اسم «الناجون من النار»، وضم إليه مجموعة من الأشخاص من معتنقي فكر التوقف والتبيّن الذين وافقوا على فكرته في وجوب القيام بتحرك مسلح لإثبات أن فكرهم ليس كلاماً فقط، وإنما كلام وعمل وجهاد أيضاً. الطبقات المهمشة من بين من انضموا له في تنظيمه الجديد متعاطفون سابقون مع تنظيم الجهاد، وساعد ذلك كله على مضي الصفتي في طريقه الذي رسمه لنفسه وتأثر فيه بانتمائه السابق لتنظيم الجهاد، وكان فكر هذه الجماعة ينتشر بين الطبقات المهمشة والفقيرة في الفترات التي كان يشهد فيها المشهد السياسي أزمات واضحة. وتنظيم «الناجون من النار» واحد من أكثر التنظيمات الإسلامية تطرفاً، تقوم أفكاره على تكفير الحاكم والمجتمع وكل المواطنين غير الأعضاء في التنظيم، ويُعد امتداداً لتنظيم «التكفير والهجرة» الذي قاده في منتصف السبعينيات شكري مصطفى الذي أعدم مع ثلاثة آخرين في 1987. العمل السري ويقوم فكر «الناجون من النار»، على العمل السري، واللجوء إلى التمويه قبل ارتكاب الجرائم القذرة، واستباحة القتل بدم بارد، والتغرير بالشباب بإقناعهم بأن موعدهم الجنة. خطط تنظيم «الناجون من النار» للوصول إلى السلطة وإقامة الدولة الإسلامية عن طريق الثورة المسلحة وتحريك الجماهير لقلب نظام الحكم، وبدأ قادة التنظيم، بتوجيه الأعضاء إلى قراءة كتب معينة تخدم أفكارهم المتطرفة، وتم تكوين الجناح العسكري للتنظيم وضم مجدي الصفتي، ويسري عبد المنعم نوفل، ومحمد كاظم عبد القوي وآخرين وتم تدريبهم على استخدام السلاح وعمليات الاغتيال السياسي. ثأر خاص ويحمل مجدي الصفتي ثأراً سابقاً خاصاً بتعرض عديد من قادة وأعضاء تنظيم الجهاد للتعذيب - كما يقولون- عندما كان اللواء «النبوي إسماعيل» وزيراً للداخلية واللواء «حسن أبو باشا» مديراً لجهاز مباحث أمن الدولة في مصر، ثم وزيراً للداخلية، فقام التنظيم بثلاث عمليات مسلحة، في يوم 5 مايو 1987 شرع في اغتيال حسن أبو باشا، لكنه أفلت من الموت وأصيب بإصابات بالغة، ويوم 3 يونيو 1987 حاولوا اغتيال مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين حينذاك، وفي 13 أغسطس من نفس العام حاول قتل وزير الداخلية الأسبق اللواء النبوي إسماعيل في شرفة منزله ونجا من الموت. مستندات التنظيم تم تعقب الجناة حتى قرية الخرقانية بالقناطر الخيرية، ومهاجمة وكر «الناجون من النار»، لكن هرب محمد كاظم إلى منزل صيدلي صديقه بقرية سنتريس بمحافظة المنوفية وحاصرته قوات الأمن وبعد مقاومة عنيفة تمكنت من قتله، وتم القبض على يسري عبد المنعم نوفل الذي كان يحتفظ بمستندات التنظيم فاستطاعت قوات الأمن القبض على عناصر أخرى بلغ عددهم 33 فرداً وهرب مجدي الصفتي مؤسس التنظيم ومسؤول الاتصالات عبدالله أبو العلا، إلى أن ألقي القبض عليهما عام 1993، وتم معاقبتهما بالأشغال الشاقة المؤبدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©