الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تركيا تضيق الخناق على الأكراد في دياربكر

23 ديسمبر 2016 00:17
دياربكر (أ ف ب) كانت المدرسة الابتدائية في مدينة دياربكر حيث الغالبية الكردية في تركيا، تمثل عندما فتحت أبوابها قبل ثلاث سنوات نوعاً من الانفتاح من قبل أنقرة للتعليم باللغة الكردية. لكن في أكتوبر أغلقت مدرسة «فرزد كمنغار بامر» من المحافظ ما يعكس تشدد السياسة التركية حيال الأكراد. وأغلقت أيضا أربع مدارس أخرى تدرس بالكردية في مناطق أخرى. ومنذ الانقلاب الفاشل في يوليو الماضي، أطلقت السلطات حملة تطهير واسعة استهدفت إضافة إلى الانقلابيين المفترضين، الأوساط الموالية للأكراد بدءاً بالأحزاب السياسية إلى المنظمات غير الحكومية إلى الإعلام. وكان التعليم يتم بالكردية في هذه المدرسة التي تحمل اسم شاعر وناشط كردي أعدم في إيران عام 2010. حتى أن سجلات العلامات التي تسلم للأهالي كانت بالكردية. وكانت الأجواء هادئة في حينها مع السلطات التي كانت تغض الطرف عن هذه المؤسسة التربوية، رغم عدم حصولها على ترخيص رسمي للعمل. وكانت الهدنة معلنة في حينها بين الدولة التركية ومتمردي حزب العمال الكردستاني وتجري مفاوضات بين الطرفين. لكن وقف إطلاق النار لم يصمد أكثر من عامين واستؤنفت المعارك في صيف 2015. وتبلغ الأساتذة وأهالي التلاميذ بقرار الإغلاق الذي علق على باب المدرسة والذريعة هي عدم احترام القوانين التركية. وحصل ذلك مع بدء العام الدراسي وأصبح 238 تلميذاً تراوح أعمارهم بين 5 و11 عاماً بدون مدرسة. ويحظر التعليم بالكردية في تركيا بحسب الدستور الذي ينص على «أنه لا يمكن تعليم غير التركية للمواطنين الأتراك كاللغة الأم أو كلغة التعليم في المؤسسات التربوية في البلاد». لكن المدافعين عن المدرسة يؤكدون أن أنشطتها كانت تزاول خارج إطار هذه المادة الدستورية، وذلك بعلم السلطات وموافقتها الضمنية. وقالت مصادر في مكتب محافظ دياربكر: «إن المدرسة أقفلت لأنشطة غير مشروعة». وقبل أيام على إغلاقها في التاسع من أكتوبر زار المدرسة مفتشون من القطاع التربوي ووضعوا تقريراً ذكروا فيه أن البرنامج التعليمي «مخالف لقواعد التربية الوطنية والقانون». وأكد عادل أرجان أحد الأساتذة أن المفتشين لم يتطرقوا إلى أي شيء غير مناسب أو غير ملائم خلال زيارتهم. وتبلغت الإدارة بقرار إغلاق المدرسة في السابع من أكتوبر مع إمكانية الاستئناف خلال مهلة 15 يوماً. لكن بعد يومين فوجئ الأهالي والأساتذة لدى وصولهم إلى المدرسة بقرار الإغلاق معلق على الباب ومختوم بالشمع الأحمر. وقال أرجان «وصلنا صباحاً إلى المدرسة ووجدناها مغلقة من دون تقديم أي تفسير». وبات الأهالي والتلاميذ ينتظرون ويأملون في إعادة فتح المدرسة. وقالت التلميذة «ساريا اليجي» البالغة من العمر سبع سنوات، «أنتظر أن يُعاد فتح المدرسة لأعود إليها، وفي الأثناء أبقى في المنزل». وأضافت زميلتها «جيهان كويون»: «مهما حصل يجب أن يُعاد فتح المدرسة». إلى جانب المدارس تم إغلاق وسائل إعلام مؤيدة للأكراد بعد الانقلاب الفاشل في يوليو واعتقال نواب ورؤساء بلديات بينهم زعيما حزب «الشعوب الديمقراطي»، الحزب الرئيسي الموالي للأكراد في البلاد. وغالباً ما توجه السلطات إليهم تهمة إقامة علاقات بحزب العمال الكردستاني الذي أطلق في 1984 تمرداً ضد الدولة التركية أو بالترويج له.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©