الصوم وقاية من الأمراض

أحمد محمد (القاهرة) شرع الصوم في الإسلام إيقاظا للأرواح، وتصحيحاً للأجساد، وتقوية للإرادة، وتعويداً على الصبر وتربية لمشاعر الرحمة وتدريباً لكمال التسليم لله، ورغم الآثار المفيدة والأسرار العظيمة للصوم فإنها ليست الغرض من التشريع والمقصود من التكليف، وإنما هي آثار تابعة للمقصد الأصلي وهو العبادة والتقوى. وطاعة المسلم لربه تنبثق من عقيدته، وإيمانه العميق بالله، فلا يشرع أمراً إلا وفيه المصلحة لعباده، ومما شرع الصيام، والوصول إلى التقوى غايته العظمى، وهدفه الأسمى، ولذا اهتم الأطباء في البحث عن حكم الصوم من الناحية الطبية، إذ يجهل العديد من الأشخاص الفوائد الصحية المذهلة للصيام، إذ يعمل كمنظف للشرايين والأوردة خاصة الصغيرة والتي تكون عرضة للانسداد بالكوليستيرول والشحوم، وتتاح للجسم فرصة ذهبية كي يسترد حيويته ونشاطه، ووقاية من الزيادات الضارة مثل الحصوة والرواسب الكلسية والزوائد اللحمية والأكياس الدهنية. عناء العمل وتوسع الأطباء في ذكر فوائد الصوم قالوا إنه ينفي الفضلات المتعفنة من المعدة والأمعاء، ويريح الجهاز الهضمي من عناء العمل، فليس لبعض الأمراض من علاج إلا الحمية والصوم نوع من الحمية، بل فوقها، فالمصاب بالتهاب الأمعاء والقولون المزمن يستفيد منه كثيراً، وكذلك المصاب بقصور كبدي إذا اعتدل في إفطاره، من أغرب الأشياء في الصوم قدرته على علاج الاضطرابات النفسية القوية مثل الفصام، حيث يقدم للدماغ وخلايا المخ استراحة جيدة، ويقوم بتطهير الخلايا من السموم، وهذا ينعكس على استقرار الوضع النفسي لدى الصائم. أفضل طريقة ويؤكد كثير من العلماء أن الصوم أفضل طريقة للسيطرة على جسم صحيح ومعافى، ويساعد على شفاء آلام الظهر والعمود الفقري والرقبة، وعلاج ناجع لالتهاب المفاصل، ويعتبر السلاح الأول في الطب الوقائي، وما يقدمه الدواء في سنوات، يقدمه الصيام في أيام معدودات وبدون آثار سلبية، ولذلك، فإن الصيام يحسن أداء أجهزة الدفاع لدى الجسم ويقوي المناعة، سلاح يحمي من هجمات الفيروسات ويقي من مختلف الأمراض. والصيام عن الطعام والشراب يريح أجهزة الجسم، كالمعدة والأمعاء والكبد والمرارة والبنكرياس، فإراحة الكبد من قيامه بالعمليات اللازمة لهضم الغذاء يدعه يتفرغ لعملية تنقية الجهاز الدموي من المواد الضارة، ويعين على استهلاك المحزون من الأغذية والدهون وسكر الجلوكوز، مما يؤدي إلى نقص معتدل في الوزن في حالة اتباع السنة في الإفطار، وعدم الإكثار من الطعام، كما أرشد الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه». المواد الضارة والصيام يزيل من الجسد المواد الضارة من خلال القولون والكليتين والمثانة والجلد والرئتين، والجيوب الأنفية، وله تأثير على تقوية الجهاز المناعي من خلال زيادة خلايا الدم البيضاء، وتحسين المؤشر الوظيفي للخلايا الليمفاوية بمعدل عشرة أضعاف، وينقي الجسم من الخلايا الورمية. والصوم يفيض من صفاء النفس، وتهذيب الروح، والصبر على احتمال المشاق، والعطف على الفقراء والمحتاجين، والبعد عن الشهوات، وتـزكية النفس بالأخلاق الفاضلة، وأمانة في العمل، والبعد عن الغضب، والنقاء من الحقد والحسد. رمضان موسم للطاعة، جعله للقلب والروح فلا نجعله للبطن والمعدة، وجعله للسكينة والوقار فلا نجعله للسباب والشجار، ولا معرضا للأطعمة والأشربة تزداد فيه تخمة الغني وحسرة الفقير. الصيام يزيل من الجسد المواد الضارة ويقوي الجهاز المناعي