الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اللاجئات.. من عذاب الحياة في بلادهــــــــــــن إلى جحيم اللجوء!

اللاجئات.. من عذاب الحياة في بلادهــــــــــــن إلى جحيم اللجوء!
23 ديسمبر 2016 00:18
بوجوفادا (د ب أ) ثمة طرق عديدة للموت لآلاف اللاجئين الذين يحاولون الهرب من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ويسعون للوصول إلى أوروبا. فالبعض منهم يواجه الموت نتيجة الارتجاف برداً والتجمد فوق جبل ما، والبعض الآخر يتعلق بأهداب الحياة على متن قارب صغير في وسط البحر، بينما يتعرض آخرون للشوي تحت أشعة الشمس الحارقة لأسابيع عند سور من الأسلاك الشائكة الحادة في مكان ما، ومن الطرق الأخرى التعرض للوفاة نتيجة الاختناق أو لحادث سير أثناء انتقالهم داخل عنبر الحقائب المكتظ بالمهاجرين بحافلة أحد مهربي البشر. وعند وضع كل هذه المخاطر في الاعتبار نجد أن النساء يواجهن ظروفاً أكثر صعوبة من الرجال عند السعي للهجرة، فهن يواجهن تهديدات بدنية وأيضاً مخاطر شخصية أشد قسوة. وتقول نيفين، وهي معلمة للغة الإنجليزية بمدرسة ثانوية تبلغ من العمر 34 عاماً، هربت من مدينة مزار الشريف في أفغانستان: «لقد اجتزت تجربة الهروب على أية حال، وأريد أن أوجه النصح لأي امرأة من أية دولة أن تفكر جيداً قبل أن تبدأ الخروج من بيتها في رحلة الهجرة، حيث ستعرض نفسها للمصاعب والمخاطر». وتضيف نيفين، من «بوجوفادا» وهي قرية تقع في وسط صربيا حيث تقيم في نزل للاجئين: «إن الطريق محفوف بالمصاعب والمخاطر الشديدة، وليس هناك أي شخص يمكنه التأكد من أنه سيبقى على قيد الحياة عند اجتيازه الحدود». وكانت نيفين تخشى أن تقتلها حركة «طالبان» بسبب تعليمها وأسلوبها المتحرر في الحياة، كما كان زوجها الذي يرافقها في رحلة الهرب مستهدفاً لأنه كان يعمل لدى شركة غربية. وبعد مسيرة لأيام وأسابيع وعبور بحر «إيجه» والتعرض لحالة من الإعياء في اليونان والتسلل عبر حدود مقدونيا وصربيا، تقطعت بها السبل هي وزجها في قرية «بوجوفادا» الصيف الماضي، وبحلول نوفمبر الماضي كانا لا يزالان ينتظران أن تتاح لهما طريقة قانونية للعبور إلى المجر. غير أن نيفين كان يرافقها على الأقل زوج يوفر الحماية لها. وتشير منظمات الإغاثة مثل «لجنة الإنقاذ الدولية»، التي تشارك بقوة في تقديم المساعدة في أزمة الهجرة منذ اندلاعها، إلى أن الأحوال في مراكز اللاجئين غالباً ما تكون «غير معدة بطريقة تكفل سلامة وحماية النساء والفتيات». وقالت اللجنة في تقرير لها صدر في نوفمبر الماضي: «إنه في معظم مراكز اللجوء لا يوجد لدى أطقم العاملين فيه وعي بحاجات النساء والفتيات، كما أنهم لم يتلقوا تدريباً للتعرف على الحوادث المرتبطة بالعنف ضد المرأة والتعامل معها عندما تقع، وكثير من المراكز مكدّسة بالنزلاء ويتشارك الرجال والنساء في عنابر النوم ودورات المياه، وهو ما يزيد من فرص تعرض النساء للعنف». وتقول «مارينا سيفيتش» من منظمة «أتينا» ومقرها بلجراد: «إننا نرى كل الأمور مثل الصفع ومراهقات صغيرات حوامل مع أزواج في عمر أجدادهن، والاغتصاب والابتزاز والنبذ والتهديدات، ويمكننا فقط تخمين ما لا نراه من وقائع». ومن المعتاد أن تبقى الشرطة في دول العبور خارج مراكز المهاجرين، وبالتالي تقع عمليات العنف من دون عوائق، لكن ليس بالضرورة أن يؤدي ترك البيت وقطع آلاف الكيلومترات هرباً من مرتكبي العنف إلى تحقيق التحرر. وهربت امرأة شابة من أفغانستان سبق تزويجها لرجل أكبر منها سناً بكثير اعتاد الإساءة إليها، ووصلت إلى صربيا لتجد هناك أن أسرتها زوجت أختها الصغرى لنفس الرجل بهدف تعويضه عن فرارها. وهربت سيدة إيرانية بمفردها لم تستطع أن تجري عملية إجهاض في بلجراد، رغم أنها أصرت على أنها حملت نتيجة تعرضها للاغتصاب داخل مخيم في اليونان. ووضعت مستشفى شروطاً مستحيلة للتدخل في حالتها مثل طلب وثائق غير متاحة، وفي النهاية دفعت إحدى منظمات الإغاثة تكاليف إجهاضها في مستشفى خاص. ولا تلقى طلبات تحسين الأوضاع سوى ردود فعل تتسم بعدم الاكتراث.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©