الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العثور على بصمات أنيس عماري على باب شاحنة اعتداء برلين

العثور على بصمات أنيس عماري على باب شاحنة اعتداء برلين
23 ديسمبر 2016 00:17
برلين (وكالات) أعلن وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير أمس العثور على بصمات المشتبه به التونسي أنيس العماري في الشاحنة التي استخدمت في الهجوم على سوق للميلاد في برلين. وقال الوزير إن الأدلة تشير إلى «احتمال كبير أن يكون المشتبه به هو منفذ الهجوم» الذي وقع الاثنين الماضي، مضيفا أنه «تم العثور على بصمات العماري في مقصورة القيادة في الشاحنة». من جهتها، أبدت المستشارة انجيلا ميركل «اعتزازها الكبير» بالهدوء الذي أظهره الألمان بعد الاعتداء، وهو الأول بهذا الحجم في ألمانيا يتبناه تنظيم (داعش) الإرهابي. وقالت ميركل بعد زيارتها مركز الشرطة القضائية في برلين للاطلاع على التحقيقات «أنا واثقة بأننا سنتجاوز المحنة التي نعيشها». وأصدر المحققون مذكرة توقيف أوروبية بحق أنيس العماري المعروف لدى الشرطة، علما بأنه تم العثور على وثيقة هوية تعود إليه في مقصورة القيادة داخل الشاحنة التي تحمل لوحة بولندية ويرجح أنها سرقت وأنه قتل سائقها وأبقاه داخل قمرة قياد الشاحنة. وأضاف دي ميزيير «نستطيع الإعلان أن هناك مؤشرات إضافية ترجح ان المشتبه به هو فعلا منفذ» الهجوم الذي خلف 12 قتيلا وعشرات الجرحى. وإضافة إلى البصمات التي عثر عليها، هناك عناصر إضافية تعزز فرضية أن العماري اقتحم بالشاحنة الأكشاك الخشبية للسوق في برلين. وكان المشتبه به قد أمضى أربع سنوات في السجن بإيطاليا بين 2011 و2015 بعد إدانته بحرق مدرسة، حسبما أفادت أمس الخميس وسائل إعلام ايطالية. وكان العمري التونسي الجنسية وصل الى جزيرة لامبيدوزا الايطالية الأقرب الى سواحل شمال افريقيا، في ربيع 2011 «وأعلن أنه قاصر في حين أن عمره كان 18 عاما»، حسب صحيفة ستامبا. وتم ارساله إلى مركز استقبال للقاصرين في بيلباسو بكاتاني شرق صقلية حيث سريعا ما لفت الانتباه. ففي 24 أكتوبر 2011 أُوقف مع ثلاثة من مواطنيه بعد حرقهم مدرسة وحكم عليه بالسجن أربع سنوات، بحسب صحيفة كوريرا دي لا سيرا. وأمضى العامري عقوبته في كاتاني ثم بين عدة سجون في صقلية قبل بالارمو. ولانه لم يكن من المساجين المنضبطين فإنه لم ينل أي خفض لمدة عقوبته. ولدى خروجه من السجن في 2015 أُرسل الى مركز تحديد هوية في كالتانيسيتا بوسط إيطاليا حيث صدر بحقه قرار طرد. وقالت صحيفة ميلانو «لكن تونس لم تكن تنوي استقبال مواطن عرف بإثارة المشاكل في قريته». واضافت أن إجراءات تحديد الهوية الضرورية لترحيله «لم تقم بها السلطات التونسية ضمن المهل القانونية» ما يفسر اضطرار إيطاليا «للافراج عنه». وختمت الصحيفة «إذا كان صحيحا أن العماري أصبح متطرفا في سجوننا، فذلك يعني أن لدينا مشكلة غير خافية». إلى ذلك، ذكرت صحيفة هيلبرونر شتيم في نسختها الإلكترونية أمس أن الشرطة الألمانية فتشت حافلة في بلدة هيلبرون في جنوب غرب البلاد مضيفة أن التفتيش يتصل فيما يبدو بالبحث عن المشتبه. وفي وقت لاحق ذكرت الصحيفة على تويتر أن التفتيش لم يؤد إلى شيء وسمح للحافلة بمواصلة رحلتها. وكان تنظيم (داعش) الإرهابي قد أعلن مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف أكواخا خشبية كانت تباع فيها الهدايا والخمور والنقانق مساء الاثنين. وهذا هو أكثر الهجمات دموية على الأراضي الألمانية منذ عام 1980. وأثار الهجوم مخاوف في أنحاء أوروبا مع حلول موسم احتفالات عيد الميلاد خاصة أن أسواق فرنسا كانت هدفا لهجمات المتشددين العام الماضي. وتم تكثيف الإجراءات الأمنية التي تضمنت وضع حواجز خرسانية. كما تم نشر القوات عند الكنائس. وأفادت تقارير إعلامية بأن الشرطة في دورتموند غربي ألمانيا اعتقلت أربعة أشخاص كانوا على صلة بعماري لكن متحدثا باسم رئيس الادعاء الاتحادي نفى ذلك. ونقلت صحيفة بيلد عن محقق في شؤون مكافحة الإرهاب قوله إنه كان واضحا خلال فصل الربيع أن المشتبه به (24 عاما) كان يسعى لإيجاد شركاء له في تنفيذ هجوم وكان مهتما بالأسلحة. وذكر التقرير أن إجراءات أولية اتخذت ضد عماري في مارس استنادا إلى معلومات عن أنه يخطط لعملية سطو للحصول على أموال لشراء أسلحة أوتوماتيكية «وربما ينفذ هجوما». وفي منتصف العام الحالي تحدث عماري إلى اثنين من إرهابيي (داعش) ورصدت السلطات التونسية تلك المحادثة وأبلغت بها نظيرتها الألمانية.وذكرت بيلد أن عماري أيضا سجل نفسه على مواقع للمحادثة معروف استخدامها من جانب متشددين على أنه انتحاري. من جهة أخرى، تحدث شقيقا أنيس عامري لوسائل الإعلام مؤكدين أن فترة السجن التي قضاها في إيطاليا حولته إلى متطرف. وكشف عبد القادر عامري أن شقيقه غادر تونس نحو أوروبا قبل ست سنوات في عملية هجرة غير شرعية، هروبا من حكم بالسجن صادر بحقه في قضية سرقة وعنف. ومن جانبه، قال شقيقه الآخر وليد إن أخاه لم يكن ملتزما دينيا ولم يكن يؤدي الفرائض. وأوضح أن أنيس كان في ألمانيا عندما جرى آخر تواصل بينه وبين أفراد العائلة منذ نحو أسبوع. وينحدر أنيس عماري من عائلة فقيرة جدا، تصنف في تونس على أنها تعيش تحت عتبة الفقر، والده معاق كان يعمل»حمالا»، ووالدته مطلقة وتقيم غالبا في نفس المنزل بحي شاكر بالوسلاتية من محافظة القيروان. ونقلت قناة «نسمة» التونسية، أن أنيس اتصل بوالدته يوم الجمعة قبل 3 أيام من الهجوم. وأشارت إلى أنه سأل والدته عن أحوال الطقس في تونس دون أن يبدي عليه أي تغيير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©