الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

د.محمد أبوليلة:مفكر إنجليزي يبشر بانتشار الحضارة الإسلامية

د.محمد أبوليلة:مفكر إنجليزي يبشر بانتشار الحضارة الإسلامية
9 يوليو 2015 09:59
حسام محمد (القاهرة) الدكتور محمد أبو ليلة رئيس قسم الدراسات الإنجليزية بجامعة الأزهر وأحد العلماء الكبار الذين أخذوا على عاتقهم العمل في مجال حوار الأديان وكيفية إحداث التقارب بين أتباع الديانات السماوية وبشكل أكثر تحديداً بين الشرق المسلم والغرب المسيحي وقد بذل في ذلك جهوداً مضنية نجحت في كثير من الأحيان في تصحيح صورة الإسلام أمام قطاع كبير من الباحثين الغربيين الذين كانوا يهاجمون الدين الإسلامي لدراستهم إياه من خلال المصادر غير الإسلامية، ولكن حكمة الرجل وقدرته على الجدال بالحسنى نجحت في تغيير وجهة نظر الكثير من هؤلاء الباحثين. الظروف التاريخية يقول د.أبوليلة: اليوم أقرأ في كتاب «مستقبل الإسلام» لمفكر انجليزي رحل عن عالمنا قبل 93 عاماً هو سكاون بلنت وقد وضع الكتاب العام 1882، ولكن لم تتم ترجمته إلا في عصرنا الحالي رغم أهميته الشديدة ورغم تغير الظروف التاريخية التي صاغ فيها بلنت كتابه إلا أن الإسلام ما زال يواجه نفس التحديات ويتناول الكتاب في فصوله الخمسة واقع الإسلام ومستقبله في ظل إصرار الغرب المسيحي على السيطرة على الدول الإسلامية. ويقول المؤلف الإنجليزي في مقدمته إنه مدين للمسلمين باعتذار واجب لدراسته ويؤكد المؤلف أنه بكل تأكيد يثق في الإسلام ثقة لا حدود لها في أنه كدين سيصمد مهما كان حجم الضغوط المبذولة ضده ورغم كل المصائب والمكائد التي تحاك ضد المسلمين من أجل انتزاعهم من أصول دينهم فمن المؤكد وكل الشواهد تشير إلى ذلك أن المسلمين سيظلون على وفائهم وامتنانهم لدينهم وقيمه وتعاليمه مهما حدث لا لكون الإسلام منظومة روحية وإنما لأنه منظومة دنيوية أيضا قادرة على الوفاء بالقدر الأكبر من احتياجاتهم الأكثر تحضرا ولهذا فإنني - المؤلف - على ثقة بأن بعث المسلمين قادم لا محالة. العقل والمنطق يقول د. أبو ليلة: يؤكد المؤلف على معلومة في غاية الأهمية لكونه انجليزي الجنسية وهي أن انتشار الإسلام لم يحدث بحد السيف كما يروج الكثير من المستشرقين، بل إنه حقق انتصاراته الروحية وانتشاره بين الناس في العالم من خلال العقل والمنطق والإيمان ونحن إذا ما درسنا أصول الإسلام وقواعده في تاريخه المبكر يجب أن نعترف بهذه الحقيقة ونقرها ومن هذا المنطلق فمن المنصف أن نؤكد على أن الإسلام يثبت ويؤكد على كفاءته ومقدرته ليس فحسب في تفهم الفكر الأوروبي الأفضل، وإنما أيضاً في تعاطفه مع هذا الفكر باعتباره مشابها لفكره وعليه، فنحن لابد أن نتوقف عن التعامل مع الإسلام على أنه عدو فالدين الإسلامي ليس مجرد شيء يتحتم مقاتلته وتدميره، وإنما هو مقبول من منطلق أنه حقيقة ستظل موجودة شئنا أم أبينا في العالم كله شاء أو أبى. الفصل الأخير يقول أبو ليلة: في الفصل الأخير من الكتاب يؤكد المؤلف حقيقة أنه ليس من السهل على الذهن الأوروبي الصريح ونحن ندرس مستقبل الإسلام أن يهرب من الاعتراف بأنه على الرغم من أهداف الجدل كلها، فإن الدين الإسلامي يجب ألا يعامل كخرافة، وإنما كدين حقيقي من منطلق أنه شكل من أشكال العبادة لذلك الإله الواحد الحقيقي الذي لا تزال قطاعات من سكان أوروبا تؤمن به على الرغم من منطق أوروبا الحديث، من هنا يكون من حق الدين الإسلامي الحصول على الشرف والفضل الذي ننسبه للأديان الحقيقية طويلة الحيوية ولابد ونحن نرى العالم الإسلامي يعيش حالة من الضعف أن نؤكد أن ذلك ليس معناه أبداً الإحساس باليأس من جانب المسلمين ففجر حكمهم وعودة حضارتهم سيأتي، حيث أتوقع للعالم الإسلامي وللمنطقة العربية المسلمة بشكل خاص أن يكون لهم ميراثهم الروحي والأخلاقي في العالم، أعتقد أن نهضة المسلمين وتقدمهم في سلم الحضارة الإنسانية لن يتأخر طويلاً وعندما يحين موعد انتهاء التراجع الإسلامي وبدء مرحلة تقدم المسلمين سيكتشف العالم معنى الحضارة القائمة على دين حضاري مثل الدين الإسلامي. الكتاب يتناول واقع الإسلام والتحديات التي تواجهه
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©