تكتظ مستشفيات البرازيل بآلاف الأطفال الذين ولدوا خلال الأشهر الأخيرة مصابين بفيروس «زيكا»، وسط حالات ذهول من الأهالي.
ويجري أطباء الأعصاب في مستشفى بيدرو الأول في كامبينا بالبرازيل، عشرات الآلاف من الفحوصات، يومياً، لأولئك الأطفال، بعدما أكد الباحثون في علوم الفيروسات أن «زيكا» يصيب الحوامل بشكل خاص، وهناك احتمالات كبيرة بانتقاله عن طريق ممارسة العلاقة الجنسية.
واتسعت دائرة النسوة المطالبات بحقهن في الإجهاض بعد الإصابات الفيروسية الكثيرة التي شهدتها البرازيل ودول أخرى في أميركا اللاتينية، بل ورصدت مصادر صحية محلية زيادة كبيرة في عمليات الإجهاض خلال الأشهر الأخيرة بسبب الفيروس.
وباشرت مجموعة من الناشطات والمحامين والأطباء، مؤخراً، معركة قضائية أمام المحكمة العليا للسماح للنساء بإنهاء الحمل في حال إصابة الأجنة بتشوه «زيكا»، كذلك في حال أرادت النساء الحوامل المصابات بالفيروس التخلص من الجنين.
وطالب مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد رعد الحسين، في وقت سابق، الدول التي ينتشر فيها فيروس «زيكا»، بتوفير الاستشارات المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية ودعم حق النساء في التخلص من حملهن.
وقال في بيان له: «يجب إعادة النظر بشكل عاجل في القوانين والسياسات التي تقيّد حصولهن على هذه الخدمات بحيث تتماشى مع الالتزامات الخاصة بحقوق الإنسان بغية ضمان حق التمتع بالصحة للجميع».
من جهتها، رفضت الكنيسة الكاثوليكية البرازيلية السماح للنساء في البرازيل بالإجهاض حتى اللواتي يتم التأكد من أنهن حوامل بأطفال مصابين بفيروس «زيكا»، معتبرة أن إعادة فتح هذا الجدل ينطوي على استغلالية.
وبرر الأمين العام للمؤتمر الوطني لأساقفة البرازيل ليوناردو أولريش لصحيفة «إيستادو»، إن المرض موجود في البرازيل منذ سنوات، وهم يستغلونه اليوم في إعادة طرح موضوع الإجهاض.
ويحظر القانون البرازيلي الاجهاض الا في حالات الاغتصاب او عندما تكون حياة الوالدة في خطر، ومنذ العام 2012 باتت هذه العمليات مسموحة في حال تكون الجنين من دون دماغ.
وتعتبر البرازيل أكثر البلدان تضرراً جراء وباء «زيكا»ة مع 1,5 مليون شخص مصاب منذ مطلع 2015، ويشهد هذا البلد منذ أكتوبر ازدياداً خطيراً في عدد ولادات الأطفال المصابين بالفيروس مع 404 حالات مؤكدة و3670 اخرى قيد الدراسة.
وأعلنت الحكومة البرازيلية عن خطة للحد من انتشار فيروس «زيكا&rdquo» خلال الفترة المقبلة التى تشهد تنظيم البلاد للأولمبياد الصيفية في أغسطس المقبل، خاصة وأن مخاوف انتقال عدوى هذا الفيروس أصبحت سريعة للغاية في أميركا اللاتينية وبدأت في الانتقال إلى الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا.
عدد اليوم
