السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الاستثمارات الصينية تبحث عن الفرص في أوروبا

7 يوليو 2012
أصبحت أوروبا وفي ظل معاناتها من الأزمة الاقتصادية واحـدة من أكــثر المناطق الجاذبة لاستثمارات الصين الخارجيـة المباشــرة التي بلغـت نحو 10 ملـيار دولار خـلال 2011. وبهذا الانتعاش ربما تسجل هذه الاستثمارات رقماً قياسياً يصل إلى 500 مليار دولار بحـلول عـام 2020. ووفقاً لدراسة جديدة لمجموعة “روديوم” للاستشارات الاقتصادية بالاشتراك مع بنك “سي آي سي سي” الاستثماري الصيني، تُعتبر الشركات الصينية في المراحل الأولى من حالة التسوق العالمية التي ربما تشهد معدل إنفاق يتراوح بين 250 إلى 500 مليار دولار في القارة بحلول 2020. وعلى الرغم من أن استثمارات الصين الخارجية لا تزال قليلة مقارنة مع اقتصاد البلاد الضخم، إلا أن معظم المحللين يعتقدون أن البلاد على وشك زيادة معدل إنفاقها في الخارج مع الوضع في الاعتبار أن أوروبا التي تعاني أزماتها الاقتصادية، ستكون واحدة من أكثر الوجهات التي تؤمها هذه الاستثمارات. وتقول الدراسة: “تشهد أوروبا بداية في زيادة العمليات التنظيمية الخاصة بالاستثمارات الخارجية في اقتصادات الدول المتقدمة القادمة من الصين”. وتتوقع الدراسة بلوغ استثمارات الصين الخارجية المباشرة بين تريليون إلى تريليوني دولار خلال الفترة بين 2010 إلى 2020، ليكون نصيب أوروبا الربع منها من خلال عمليات الاستحواذ والاندماج والاستثمارات المرتبطة بالطاقة النظيفة. وأكثر ما ترغب فيه الشركات الصينية هو شراء التقنيات والعلامات التجارية والصناعات المتطورة الراقية المتوفرة في أوروبا. وشجعت بكين شركاتها على زيادة معدل استثماراتها الخارجية حتى تكون أكثر منافسة على الصعيد العالمي وأيضاً كوسيلة يتم من خلالها تأمين الموارد الطبيعية والتقنيات والخبرات للصين. وتهدف الاستراتيجية الصينية التي ترمي نحو التوجه للخارج، للتنوع في احتياطي الصين النقدي البالغ قوامه نحو 3?2 تريليون دولار بعيداً عن الاستثمارات ذات الفوائد القليلة مثل سندات الخزينة الأميركية، والعمل في أصول ملموسة أكثر. وكما هي الحال في اليابان عند مراحلها الأولى، تحاول الصين بنشاط ملحوظ تحويل الأوراق النقدية إلى أصول ثابتة. وتتفق دراسات أخرى منفصلة أعدتها مؤسسة “أيه كابيتال” للأسهم الخاصة التي تعمل على مساعدة الشركات الصينية في الاستثمارات الخارجية، مع التقديرات التي توصلت إليها “روديوم”. ويقول أندريه لويس كروج، مدير “روديوم”: “في ظل معدلات النمو الحالية ودون أن تطرأ أي تغييرات على سياسة الحكومة الصينية، من المتوقع أن تضيف استثمارات الصين الخارجية نحو 800 مليار دولار أخرى في غضون خمس سنوات في الفترة بين 2011 إلى 2016”. وعندما كانت الأزمة الأوروبية في أوجها، حلت أوروبا في المرتبة الثانية بعد جنوب أفريقيا بالنسبة لاستثمارات الصين الخارجية في الربع الأول من العام الحالي. وبلغت هذه الاستثمارات في ذلك الربع نحو 1?7 مليار دولار، حيث شكلت نسبة قدرها 83% من جملة استثمارات الصين الخارجية في الصفقات غير المرتبطة بالموارد. وفي حالة تضمين هذه الموارد التي توجه في الغالب نحو جنوب أفريقيا ودول أفريقية أخرى، بلغت الاستثمارات الخارجية المباشرة نحو 21?4 مليار دولار في الربع الأول من 2012. ويقول ثيلو هانيمان، مدير قسم البحوث في “روديوم”: “تشير البيانات المتوافرة لدينا إلى زيادة كبيرة في استثمارات الصين الخارجية المباشرة إلى أوروبا في الفترة التي أعقبت 2008، وهي الفترة المفقودة في البيانات الرسمية. وتظل القيم النهائية صغيرة، مقارنة مع حجم الاستثمارات الخارجية المباشرة القادمة إلى أوروبا”. ويقدر التقرير أن معدل استثمارات الصين الخارجية المباشرة السنوي في الفترة بين 2004 إلى 2008 أقل من واحد مليار دولار، لكنه زاد إلى ثلاثة أضعاف بعد ذلك لنحو 3 مليار دولار في كل من عامي 2009 و2010، قبل أن يزيد بالنسبة نفسها إلى أكثر من 10 مليار دولار في العام الماضي. ترجمة: حسونة الطيب نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©