السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مزرعة الصحراء» في دبي موقع سياحي تثقيفي صديق للبيئة

«مزرعة الصحراء» في دبي موقع سياحي تثقيفي صديق للبيئة
12 يوليو 2011 20:31
الرحلات المميزة التي يتقاسم فيها الجميع الهوايات نفسها بقصد التواصل والاستمتاع، هي أكثر ما ينشده الكبار والصغار في فصل الصيف. فأجواء الاسترخاء التي تعيشها البيوت بعيداً عن الدراسة والامتحانات، تفتح المجال واسعاً للتفكير في استثمار وقت الفراغ لديهم، والقيام بفعاليات مسلية ومفيدة في آن. وتبحث العائلات خلال الإجازة الصيفية عن أماكن ترفيهية تخرجها من الروتين وتدفعها إلى استكشافات جديدة فيها أكثر من اختيار. (دبي) - قائمة الخيارات التي يمكن للعائلات الانتقاء منها للتنزه داخل البلاد طويلة ومتنوعة. ومن المواقع السياحية المميزة التي تحقق رغبات مختلف الأعمار، تعتبر “مزرعة الصحراء” وهي جزء من “دبي لاند”، وجهة مناسبة للتعرف على ما تقدمه لأفراد الأسرة من فرص تقربهم من الطبيعة حيث كل ما يحيط بهم صديق للبيئة. والمزرعة الترفيهية المغطاة بأشجار النخيل، والتي تضم مجموعة منوعة من الأنشطة الرياضية والترفيهية، تقع في قلب “منتجع الصحراء” على شارع الهباب - جبل علي. وهي بسكونها وبعدها عن صخب المدينة تشكل عنواناً لكسر التقليد وخوض تجربة يتشارك فيها الآباء والأبناء في هواياتهم. سحر الرمال أكثر ما يميز “مزرعة الصحراء” أنها تركز على الفعاليات التي تتماشى مع التراث الأصيل للبلاد بكل ما فيه من أوجه يؤكد الجميع على ضرورة توارثها. وهي تحرص على الالتزام بروح الثقافة العربية التي تدعو دوما إلى اختبار مفردات البيئة بما لا يضر بها، إضافة إلى عيش الحياة الصحراوية بطريقة آمنة وطبيعية. ولتحقيق هذا الشعور، توفر المزرعة للضيوف القادمين إليها من مختلف إمارات الدولة، فرصة المشاركة في رحلات صحراوية عند شروق الشمس أو غروبها لمشاهدة الأفق السماوي للمدينة. كما يحتضن المكان الكثير من الفعاليات الثتقيفية التي بقدر ما يستمتع بها أهل البلاد، تشكل تجربة مثيرة للجنسيات الأجنبية التي تهتم عادة بالتعرف إلى كل ما له علاقة بسحر الرمال الذهبية. وتكمن أهمية التواصل المباشر مع الصحراء، في التأقلم معها أكثر والخروج من الإطار التقليدي للحياة اليومية التي تبعدنا عن التأمل والتفكر بإرادة الطبيعة وثرائها. حفلات الباربكيو تتحدث كاري تنبل مديرة “مزرعة الصحراء” لـ”الاتحاد” عن أهمية توفير مثل هذه المواقع التي تخاطب بساطة الطبيعة وجمالياتها، قائلة: “فكرتنا الأساسية من إنشاء هذا الموقع هي جذب العائلات إلى اكتشاف أسرار الصحراء، والتقرب منها أكثر فأكثر عبر القيام بالرياضات التي تستهوي مختلف الفئات العمرية”. وتشير إلى أنه من ضمن باقة الأنشطة الترفيهية والتثقيفية التي توفرها “مزرعة الصحراء” على مدار الأسبوع، يتم تنظيم النزهات العائلية المفتوحة بحسب رغبة الضيوف والأوقات المناسبة لهم. مع إمكانية توفير دليل سياحي للمساعدة في تقديم الشرح الوافي خلال الرحلات التثقيفية، والإجابة على الأسئلة الواردة سواء المتعلق منها بالبيئة المحيطة أو بالحياة الحيوانية. ومن وسائل الترفيه الأخرى، ركوب الخيل والمشاركة في نوادي الأطفال، إضافة إلى فرصة القيام بالجولات التعريفية في أنحاء المزرعة والاطلاع على مزارع البدو واللعب مع صغار الإبل. وتذكر تنبل في حديثها أن أهم ما تتميز به “مزرعة الصحراء”، هو تخصيص ما يسمى بـ”مخيمات الجمعة”. وهي عبارة عن جلسات غير تقليدية تقام مرة في الشهر، أشبه باحتفالية تفوح منها رائحة العادات القديمة. وتقول: “تبدأ الاحتفالية العائلية بإطلاق شعلات النار عند المساء، كإشارة إلى دعوة الضيوف للدخول، ومن ثم يتم اصطحابهم إلى الداخل حيث تروى القصص على أنغام الآلات الموسيقية التقليدية”. وهنا يمكن للجميع أن يتوالوا على تقديم القصص التي يرغبون بروايتها بقصد إشراك الآخرين بها وفتح المجال للنقاش. كما يمكنهم إحضار اللحوم على أنواعها لإقامة حفلات “الباربكيو” التي يهتم فريق “المزرعة” بتحضيرها وشيّها على طريقة “مخيمات النار”. وتوضح تنبل أن “هذه المخيمات بكل ما تقدمه من أجواء مبهجة وحيوية، تلبي التواصل الاجتماعي الذي تفتقده بعض الأسر خلال أيام الأسبوع بسبب انشغالات العمل. وهي تحاكي دفء اللقاءات العائلية النادرة في الهواء الطلق”. ركوب الخيل من جهته يتحدث مدير “مخيم الأطفال” ومدرب الخيول في المزرعة مارك بارسبي عن أهمية تخصيص مثل هذه المواقع الترفيهية قائلاً: “نحن في المزرعة لا نعنى فقط بإطلاع الضيوف الصغار (من 5 أعوام حتى 14 عاماً) على الحيوانات الصحراوية بقصد اللعب معها، وإنما نشرح لهم كل ما يتعلق بها من معلومات منذ ولادتها. ونحيطهم علما بكيفية تأقلم هذه الحيوانات مع البيئة المحيطة بها، وكذلك بالأسلوب المناسب للتعامل معها وتجنب إزعاجها أو دفعها إلى الغضب”. ويشير إلى أنه من ضمن الفقرات التثقيفية، يتم تخصيص تدريبات عملية تتيح للأطفال الفرصة للتقرب بكافة حواسهم من هذه الحيوانات وإطعامها وملامستها بقصد التآلف معها. وكل ذلك يتم تحت إشراف متخصصين وأشخاص راشدين مهمتهم مساعدة الأطفال على الاستمتاع والإفادة من وقتهم في آن. ويضيف: “لكل من هذه الكائنات طريقة مختلفة في التعامل، ومن المفيد لصغار السن والمراهقين الاطلاع عليها. الأمر الذي يقوي شخصيتهم ويدفعهم إلى الاستفسار عن عالم الحيوانات الصحراوية أكثر فأكثر”. ويؤكد المدرب أن هواية ركوب الخيل بقدر ما تبدو للناس سهلة، غير أنها تحتاج إلى الكثير من التدريب والتركيز ويورد أنه كلما بدأ الطفل في سن مبكرة، تمكن من تطويع جسمه لممارسة هذه الرياضة بليونة وثقة. ويوضح بارسبي أن الضيوف من العائلات لا يشعرون ضمن أجواء المزرعة بالملل، لكثرة النشاطات التي يمكن القيام بها. و”كما يمكن للأبناء أن يجدوا ما يشغلون به وقتهم بالمرح، كذلك فإن الأهالي لديهم المتسع من الفعاليات التي يمكن الاستفادة منها”. كركوب الخيل، وممارسة الرياضات الصحراوية على أنواعها. طرد الروتين ضحكات الأطفال وأصوات المدربين تعلو في أرجاء المزرعة القابعة في منتصف الصحراء. وهناك، فإن رائحة الأرض تفوح من على بعد لتخبر أكثر من رواية عن حياة بيئية متكاملة. نتقدم خطوات إلى الأمام حيث ضيوف المزرعة من كل الأعمار ينتشرون في المكان. ونلتقي بأولاد وبنات ترتسم على وجوههم علامات الرضا والاستمتاع. تقول منال صخل (8 سنوات): “آتي إلى هنا للتعرف إلى حيوانات الصحراء التي لا تشبه الحيوانات الأخرى. وأنا أحاول إطعامها، وأتعلم كيف أكلمها من دون أن ألمسها”. وهي من قبل كانت تخشى التقرب إلى الحيوانات، بحسب ما تذكر أمها سناء. “لم يسبق أن رأيت ابنتي مهتمة بالتعامل مع الإبل والخيول كما هي اليوم، وهذا أمر مشجع ويزيد من ثقتها بنفسها ويقوي شخصيتها”. وتشير إلى أن الثقافة الصحراوية مفيدة جدا لتنشيط مدارك الصغار وتشجيعهم على التعرف إلى أمور جديدة وغير مألوفة لديهم. ويذكر مروان الإمام (9 سنوات) أنه يزور المزرعة باستمرار برفقة والده، وهو يتعلم ركوب الخيل. “لا أخاف من الصحراء حتى ولو زرتها في الليل، لأنها صديقة للانسان وهي مكان جميل جدا”. وعلى الرغم من أن مروان ينزعج من التدرب أثناء الحر، غير أنه لا يرضى بالتغيب عن أي موعد. ويوضح الوالد أحمد أنه فخور جداً بكون ابنه منسجم مع أدوات الصحراء. “فأنا أصطحبه معي في رحلات السفاري منذ كان عمره 3 سنوات، وأعتقد أن هذا الأمر جعله ينسجم شيئا فشيئا مع رمالها وحيواناتها والبيئة المحيطة بها”. ويرى أن هذا الموقع أضاف قيمة إيجابية إلى الرحلات العائلية الهادفة. من جهته يذكر سلطان العلوي الذي كان يزور الموقع برفقة أسرته، أنه يهوى اكتشاف الأماكن المليئة بمغامرات الحركة. ويقول: “أعشق الصحراء وكل مفرداتها، وأنا منذ افتتاح هذا المشروع، أواظب على المجيئ إليه بقصد التغيير وطرد الروتين”. ويشير إلى أن أكثر ما لفته هو حيز ركوب الخيل للهواة، حيث من المتاح تقديم دروس التدريب للأفراد والجماعات. “وهذا يشجع على تشكيل مجموعات متقاربة إما في السن وإما في الجنس، لخوض التجربة سويا وتعلم أساسيات التعامل مع الخيول”. الثعلب العربي تمتد “مزرعة الصحراء” بمفهومها السياحي الشامل، على طول 2,4 كيلومتر من المساحات الصحراوية الطبيعية، وهي تضم الكثير من النباتات المحمية والحيوانات التي تعيش في البيئة الحارة، مثل “الثعلب العربي” المهدد بالانقراض. وفيها عدة أقسام، كل منها مخصص لفاعلية معينة بحسب سن الضيوف ونوعية الفقرات المقدمة والفترة التي يتطلبها كل برنامج. مخيم الأطفال يخصص “مخيم الأطفال” بعض الفئات منها لإشراكها في الفقرات الترفيهية التثقيفية الموجهة لصغار السن. ومن هذه الحيوانات الأليفة: الخيول، الجمال، الحمير، الماعز، الكلاب والقطط. وكلها تدخل من ضمن البرنامج التدريبي الذي يستقبل ليس فقط الضيوف من الأفراد، وإنما كذلك رحلات المدارس التي تستغل وجود طلابها في مثل هذه البيئة مما ينمي مداركهم ويفتح أمامهم آفاقا جديدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©