الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«إنتل» تعزز طفرة الأجهزة اللوحية في الصين

«إنتل» تعزز طفرة الأجهزة اللوحية في الصين
26 يوليو 2014 20:20
فوجئت شركة شينزين هامبو للعلوم والتقنية الصغيرة والواقعة في مدينة شينزين في جنوب الصين، والمتخصصة في صناعة الأجهزة اللوحية ولوحات الدوائر الكهربائية المطبوعة، برغبة إنتل أكبر شركة لصناعة الرقاقات في العالم من حيث العائدات، في التفاوض معها من أجل التعاون التجاري بينهما. وتعمل هذه الشركة على إدارة مصنع يقوم بتصدير إنتاجه للسوق المحلية ولجنوب أميركا. ورغم عدم شهرة الشركة، إلا أنها تتفق تماماً مع ما تبحث عنه إنتل. ووجدت إنتل التي ظلت لوقت طويل تسيطر على مجال صناعة معالجات الكمبيوتر الشخصي، صعوبة في تسويق منتجاتها لشركات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، نظراً لاستخدام منافسيها لتقنية الرقاقات التي تقوم بتصنيعها شركة أيه آر أم القابضة. كما أنها لا تأمل كثيراً في مجاراة الشركات الرائدة في السوق مثل، آبل وسامسونج، التي تعمل على تصميم رقاقاتها الخاصة حسب مواصفات أيه آر أم. لذا، تسعى الشركة المتخصصة في صناعة الرقاقات، لجذب رواد الأعمال مثل، شركة هامبو وصغار الموردين، الذين أصبح لديهم تأثير قوي على سوق الأجهزة اللوحية في الآونة الأخيرة. وتقول ريني جيمس، رئيسة إنتل: «نحاول التفكير بطريقة مختلفة وواقعية، مثل ماذا يترتب علينا القيام به لو كنا في بداية مشوارنا العملي». منتجات مقلدة ويعني ذلك، ضرورة الحضور إلى مدينة شينزين القريبة من هونج كونج الواقعة على دلتا نهر اللؤلؤ، والمشهورة بتقليد هواتف الآي فون والمصانع الرخيصة مثل، وانليدا جروب وشينزين راموس للتقنية الرقمية وتكلاست إلكترونيكس وغيرها. ومن ضمن هذه الآثار، ما ينعكس على الأسعار، حيث يبدأ سعر جهاز آبل اللوحي الأقل تكلفة من 299 دولاراً، بينما تقوم الشركات الصينية ببيع هذه الأجهزة بتكلفة زهيدة تصل إلى 299 يوان (48 دولاراً). وتبيع أحياناً الأجهزة تحت اسمها، لكنها تقوم بتصدير أجزاء صغيرة منها لشركات في الأسواق الناشئة تضع عليها علاماتها التجارية الخاصة. وأصبح في مقدور بعض شركات البيع مثل إي فن، اختراق بعض قنوات البيع الأميركية التي تضمنت وول مارت، لتسويق أجهزة لوحية بأسعار لا تتجاوز 70 دولاراً. لكن تفتقر مثل هذه الأجهزة لبعض المميزات رغم أنها تجد إقبالاً كبيراً. وتشير تقديرات مؤسسة آي دي سي، إلى أن 44% من جملة 245 مليون جهاز لوحي من المنتظر تصديرها خلال العام الحالي، تتم صناعتها في شينزين، الرقم الذي يتضمن منتجات تُباع تحت اسم علامات تجارية لشركات كبيرة مثل لينوفو وهيولت باكارد، كما شكلت المبيعات التي جرت تحت أسماء شركات صغيرة دون الخمسة الكبار، 34% من جملة السوق خلال الربع الأول. الشركات الصغيرة ويبدو أن هذه الشركات الصغيرة التي يطلق عليها اسم شركات بيع «الصندوق الأبيض»، نظراً إلى أنها تبيع منتجات لا تحمل علامات تجارية لمؤسسات أخرى لتقوم هي الأخرى بوضع علامتها التجارية الخاصة عليها لإعادة بيعها، تعمل على تفادي تشبع السوق الذي يؤدي إلى تراجع مبيعات بعض العلامات التجارية الكبيرة في الدول الصناعية. وأشارت آي دي سي، إلى زيادة الصادرات العالمية الكلية خلال الربع الأول بنسبة قدرها 3%، بينما ارتفعت في الشركات الصغيرة بنحو 13%. ومن ضمن أسباب قلة تكلفة الأجهزة اللوحية، التنافس بين منتجي رقاقات أيه آر أم، التي تضمنت شركات مثل، ميديا تك التايوانية وفوزو روكشيب إلكترونيكس الصينية. لذا، عقدت إنتل مؤخراً اتفاقية مع روكشيب لتطوير وبيع رقاقات تعتمد على تقنية إنتل. وبإبعادها من قبل آبل وسامسونج من ساحة المنافسة، تسعى إنتل لإغراء المصانع الصغيرة في الصين التي تقوم بصناعة الأجهزة التي لا تحمل علامات تجارية. وتخطط إنتل التي التزمت بوضع تقنيتها في 40 مليون جهاز لوحي خلال العام الحالي، لخفض التكلفة الجزائية للمؤسسات التي تتخلى عن استخدام رقاقات أيه آر أم. مساعدات مالية وبموجب خطة وصفتها الشركة بالعائدات المضادة، طرحت إنتل تخفيضات على الرقاقات، بجانب تقديم مساعدات مالية لعمليات المرة الواحدة الهندسية المرتبطة بصناعة الأجهزة اللوحية اعتماداً على تصميم إنتل. لكن توصل عملاء جدد مثل، شركة هامبو التي دأبت مؤخراً على استخدام رقاقات تعتمد على تقنية إنتل من شركة تكساس للأجهزة، إلى فوائد أخرى متمثلة في خدمات جديدة. ويقول ستار وانج، المدير التنفيذي للشركة: «عندما واجهنا بعض المشاكل الفنية، أرسلت إنتل مهندساً مكث معنا لمدة شهر ونصف الشهر لحل تلك المشاكل. وعند نقص المكونات، خاطبت إنتل الموردين لضمان حصولنا على المكونات التي نحتاجها في الوقت المناسب». وأكد وانج الذي تقوم شركته بإنتاج الأجهزة اللوحية التي تستخدم عدداً من العلامات التجارية الصينية، على تحولهم لشراء كافة الرقاقات من إنتل خلال العام الجاري. وربما تحدث قصة مشابهة في شركة راموس، واحدة من العلامات التجارية الصينية الواعدة والتي تشهد نمواً مطرداً في الوقت الحالي. وذكر مدير الشركة وان كيويانج، أن إنتل ساعدتهم في الحصول على عملاء في الخارج، بجانب توفير الدعم لعمليات الترويج الداخلي. وأعلنت الشركة عن أن أكثر من 70% من الأجهزة اللوحية المقدر عددها بنحو 1,2 مليون التي تخطط لبيعها خلال العام الجاري، مزودة برقاقات إنتل، بينما البقية من شركة ميديا تك. ومن بين الطرق الأخرى التي تبنتها إنتل، الإشارة التي تلقتها في السنة الماضية من قبل الشركات الصينية العاملة في مجال صناعة الرقاقات، لتبدأ على إثرها في تقديم تصميمات إرشادية في شكل تصميمات جاهزة لأجهزة لوحية تسمح للشركات بصناعة منتج في فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز شهراً واحداً. كما سارعت إنتل أيضاً في عمليات تطوير الرقاقات، بغرض مجاراة دورة الإنتاج السريعة في الصين. وإنتل ليست هي الشركة الوحيدة التي توجه أنظارها صوب مدينة شينزين الصينية، حيث قامت مايكروسوفت التي تتطلع لولوج قطاع هيمن عليه برنامج أندرويد من جوجل، بزيارات عدة للمدينة لمناقشة إمكانية عقد شراكات هناك. واقنع العرض الذي قدمته مايكروسوفت هذا العام بتوفير برنامج مجاني للأجهزة اللوحية أقل من 9 بوصات، وان كيويانج مدير شركة راموس، لإطلاق أول نموذجين لأجهزة تعمل بنظام ويندوز 8، مع وعود بإطلاق المزيد في المستقبل القريب. وذكر نك باركر، الذي يشرف على علاقات مايكروسوفت بالشركات التي تنتج أجهزة تعمل بنظام ويندوز، أن الشركة بذلت جهوداً خلال مؤتمر كومبيوتيكس الأخير في تايبيه، للوصول إلى شركاء جدد في شينزين ومدن صينية أخرى. ومن الأسئلة التي تقض مضجع الموردين الصغار، ما إذا كانت الشركات العالمية الكبيرة ستتصدى لهذه المنافسة عبر خفض الأسعار وإغراءات أخرى تتضمن تقديم خدمات أفضل للعملاء. وفي حالة حدوث ذلك، ربما تقع سوق «الصندوق الأبيض» أو الأجهزة التي لا تحمل علامة تجارية في الصين، تحت ضغوط كبيرة. نقلاً عن: وول ستريت جورنال
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©