الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تصاعد التوتر على المحور الاستراتيجي الأميركي الباكستاني

9 أكتوبر 2010 00:10
تؤشر الحوادث الخطرة التي وقعت مؤخرا على الحدود الأفغانية الباكستانية إلى التوتر القائم بين الولايات المتحدة وباكستان اللتين يقوم بينهما تحالف هام لا يخلو من لبس، في التصدي لتمرد حركة طالبان. وتسعى واشنطن جاهدة لمراعاة إسلام آباد، مؤكدة أن حكومتيهما تقاتلان القاعدة “جنبا إلى جنب” على الرغم من بروز عدد من المؤشرات المعاكسة منذ أسبوع. وعمدت باكستان في البداية إلى إقفال نقطة العبور الرئيسية إلى أفغانستان أمام قوافل الإمدادات العسكرية الأميركية بعد مقتل ثلاثة جنود باكستانيين في 30 سبتمبر بنيران مروحية أميركية تابعة لقوات الحلف الأطلسي. وصاحبت هذا الاختراق الأميركي للأجواء الباكستانية حملة هجمات صواريخ غير مسبوقة بواسطة طائرات من دون طيار على المناطق القبلية ، اعتبرت باكستان أنه “لا مبرر” لها. في المقابل، أحرقت حركة طالبان خلال أسبوع 120 شاحنة نقل معدات أو وقود تابعة للقوات الدولية العاملة في أفغانستان. من جهتها، قدمت القيادة الاميركية لقوات الحلف الأطلسي اعتذارا عن الغارة التي نفذتها مروحية أميركية، في وقت اتهم البيت الأبيض في تقرير أمام الكونجرس الجيش الباكستاني بتفادي “المواجهات المباشرة” مع متمردي حركة طالبان الأفغان وتنظيم القاعدة. وبحسب آشلي تيليس من مركز كارنجي “فإن الولايات المتحدة صعدت من هجماتها ضد التمرد لأنها تعتقد إن باكستان لن تنخرط في المواجهة”. من جهة أخرى، يزيد تصعيد الغارات بواسطة طائرات من دون طيار من المشاعر العدائية تجاه الأميركيين لدى الشعب الباكستاني، ما يصعب موقف إسلام آباد. ويرى محللون أن باكستان تحارب مجموعات من حركة طالبان متمركزة على أراضيها، وتحمي مجموعات أخرى، من بينها تلك التي تواجه قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان. ويشكل اقتراب موعد بدء انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بحلول صيف 2011 جوهر اللعبة المعقدة التي يديرها بعض كبار المسؤولين الباكستانيين. بالنسبة لهؤلاء فإن بعض مجموعات طالبان “ستشكل الأدوات الفضلى لإعادة النفوذ الباكستاني إلى أفغانستان”، في مواجهة الهند ، العدو التاريخي لباكستان، بحسب الدبلوماسي الأميركي السابق دان ماركي. وتعارض المصالح والأولويات بين واشنطن وإسلام آباد ليس بجديد. وبهدف تذليل هذه العقبات قرنت إدارة أوباما التعزيزات العسكرية إلى أفغانستان بحملة دبلوماسية باتجاه باكستان، عبر زيارتين لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وخصوصا بالتصويت على تقديم مساعدة أميركية قياسية بقيمة 7,5 مليار دولار. كما قادت الولايات المتحدة الجهود الدولية لمواجهة تداعيات الفيضانات التي ضربت باكستان الصيف الماضي. وثمن الناطق باسم البيت الأبيض روبرت جيبس الخميس “الضغط” الذي يمارسه الجيش الباكستاني على تنظيم القاعدة في المناطق القبيلة. فمن إحدى هذه المناطق، وتحديدا من وزيرستان الجنوبية، أطلقت التهديدات بتنفيذ اعتداءات في فرنسا وبريطانيا وألمانيا. ويشير ميكا زنكو من مجلس العلاقات الخارجية أن الهند والولايات المتحدة مهددتان أيضا. وتساءل زنكو “لا أدري كم من الوقت تستطيع إدارة اوباما تحمل هذا المستوى من التهديد”. وفي كل الأحوال فإن “هجوما على الأراضي الأميركية سيجبر الإدارة على تغيير مقاربتها” حيال باكستان.
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©