لا يجادل أحد في أنه أفضل من يستحق لقب الامبراطور من بين كل رجال الاعمال· فهذا الرجل القادم من أقاصي الهند والحاصل على بكالوريوس العلوم من كالكتا لم يقنع بمنصب رئيس شركة ''ميتال ستيل'' وهي الكبرى في مجال الصلب والحديد على مستوى العالم، بل وفرض نفوذه هذا العام على أقرب منافسيه وهي ''ارسيلور'' الاوروبية في اطار صفقة اندماج بقيمة 32,2 مليار دولار ليظهر عملاق للصلب يحمل اسم ''ميتال ارسيلور'' الذي من المتوقع ان يحقق إيرادات سنوية تصل الى 69 مليار دولار وأرباحا لا تقل عن 12,5 مليار دولار·
تنحدر عائلة ميتال من ولاية راجستان في غرب الهند وعمل في تجارة والده الثري· وبدأت رحلة ميتال مع صناعة الحديد بالصدفة عام 1975 عندما اشترى منزلا في اندونيسيا، يطل على احد مصانع الحديد فاختمرت في عقله شراء ذلك المصنع ومن هذه اللحظة بدأت رحلة الامبراطور مع الحديد والصلب· وفي عام 1995 قرر ميتال الانفصال عن شركة عائلته والاتجاه بطريقه الخاص، واستقر في لندن·
وفي العام الماضي حققت شركته ''ميتال ستيل'' ايرادات بلغت 28,1 مليار دولار، لكن هذا لم يكن ليشبع نهم الامبراطور الهندي فقرر الاستحواذ على ''ارسيلور'' وهي ثاني اكبر شركة للحديد والصلب في العالم· ويقول المراقبون إن الشركة الجديدة تجعل ميتال يسيطر على حوالي 120 مليون طن من انتاج الحديد والصلب في العالم، أو ما يعادل عشرة في المائة من انتاج الحديد والصلب في العالم، وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف اقرب المنافسين له وهي شركة ''نيبون'' اليابانية·
لم يكن صعود نجم ميتال مفاجئا، حيث برهن على مدى سنوات انه صاحب حس اقتصادي رائع حيث تكمن مهارته في قدرته على رصد صفقات مربحة في أماكن لا يتجرأ أحد على التحرك نحوها، فقد اشترى شركات كان يعتقد كثيرون أنها حالات ميؤوس منها، ولا تستحق المجازفة، وحقق من ورائها أرباحا طائلة· ويقول مراقبون إن هذا لا يعني ان ميتال شخص مغامر، بل انه رجل اعمال يحسب خطواته بدقة·
ويتوقع ميتال ان تصبح صناعة الحديد والصلب خلال السنوات العشر المقبلة خاضعة لسيطرة مجموعة محدودة من الشركات·
وخلال مسيرته جمع ميتال (55 عاما) وهو متزوج وله ولد وبنت، ثروة تقدر بنحو 23,5 مليار دولار ليصبح بذلك أغنى خامس رجل في العالم·
ولا تخلو حياة ميتال من الجدل ففي يونيو عام 2004 احتفل ''الامبراطور'' في باريس لعدة أيام بحفل زواج ابنته الوحيدة ''فانيشا''، حيث حول المناسبة الى ما يشبه ألف ليلة وليلة، حيث بلغت تكاليف الحفل نحو 55 مليون دولار، الا ان هذه الانتقادات لا تقلل أبدا من مهاراته التجارية الكبيرة، فحتى أشد منتقديه يعترفون أنه رجل أعمال قدير يتمتع بأفق ونظرة مستقبلية يحسده عليها الكثيرون·
عدد اليوم
