أنظمة القطر «الذكية».. طفرة في عالم السيارات

يحيى أبوسالم (دبي) يبدو أن الذكاء الصناعي، بدأ يلعب دورا واضحا في حل مشاكل القطر للمركبات، وذلك من خلال ما كشفته اليابانية العريقة نيسان من خلال نظام قطر المركبات الذكية «IVT»، الحصري والخاص بها، والذي يعمل بشكل تلقائي من دون تدخل بشري. حيث يوظف المشروع الجديد الخرائط المعلوماتية وتقنيات الاتصال المختلفة، لتعزيز العلاقة بين السيارة الكهربائية الذكية والبنية التحتية، ما يشكل خطوةً إضافيةً نحو تحقيق رؤية الشركة للتكامل الذكي. ورغم أن تقنية «القطر» الذكية هذه، مازالت محصورة على الشركة اليابانية، إلا أنه من المتوقع أن يتم تعميمها لتصبح الوسيلة الأكثر أماناً ونجاحاً وسهولة في قطر المركبات. آلية العمل يعمل نظام قطر المركبات الذكي من خلال سيارة «نيسان ليف»، التي تم تعديلها لتتمكن من قطر عربات نقل السيارات بين نقاط التحميل والتفريغ داخل مصنع الشركة. ولعل أهم ما يميز هذا النظام الذكي، هو أنه لا يحتاج لأي بنى تحتية خاصة، فهو يتميز عن نظم السيارات التقليدية «الموجهة تلقائياً لنقل الأجزاء»، والتي تتطلب غالباً تنصيب قضبان حديدية أو استخدام الشريط المغناطيسي، خلال عملية القطر. إلا أن ما قدمته الشركة اليابانية عبر نظامها الذكي، مختلف تماماً عن النظم التقليدية، حيث تتمتع سيارة القطر الخاصة بقدرتها على القيادة الذاتية بشكل تام، حيث تم تزويدها بمجموعة من الكاميرات والماسحات الضوئية العاملة بالليزر التي تكشف علامات تحديد المسار وجوانب الطريق وغيرها من العقبات المحتملة أو المخاطر حول السيارة. ومن خلال تزويد السيارة بالمعلومات المرجعية، يمكن مقارنتها مع بيانات الخريطة التفاعلية، لتتمكن السيارة من تحديد موقعها على الطريق قبل المضي نحو وجهتها بشكل تلقائي. ويمكن لسيارة «ليف»، السير ضمن حدود السرعة المخصصة لها، حيث تتوقف تلقائياً عند اكتشاف أي عقبة أو خطر أمامها قبل الانطلاق مجدداً بمجرد خلو الطريق. كما يمكن تعديل المسار بسهولة أثناء عملية القطر بما يواكب التغييرات في عمليات الإنتاج أو مسارات سيارة النقل. إجراءات احترازية ترتبط جميع مركبات القطر ذاتية القيادة بنظام مراقبة مركزي للتحكم بالحركة، حيث يمكن للمسؤول مراقبة موقع السيارة وسرعتها وشحن البطارية والوضع التشغيلي لكل سيارة على حدة. وعند التقاء سيارتي قطر ذاتيتي القيادة عند تقاطع معين، تحدد خوارزمية نظام التحكم أفضلية المرور لإحدى السيارتين، فيما يقوم النظام بإيقاف السيارة عن بعد في حالات الطوارئ. وتعمل شركة نيسان منذ سنوات طويلة على تطوير تقنيات القيادة الذاتية، حيث أطلقت خلال أغسطس الماضي تقنية ProPILOT للقيادة الذاتية على الطرقات السريعة ذات المسار الواحد. ويعتبر نظام «القطر الذكي» ذاتي القيادة خير دليل على التوجهات العامة والشاملة للشركة والتي ترمي إلى توسيع مزايا تقنيات القيادة الذاتية بما يتعدى حدود الاستخدام الشخصي، حيث ستسهم نتائج البيانات والخبرات العملية من هذا المشروع في تعزيز الاعتماد على تقنيات القيادة الذاتية من أجل توفير حلول جديدة، من شأنها تقديم خدمات ذكية غير مسبوقة. ومنذ انطلاق عمليات التشغيل التجريبي للنظام، قامت الشركة بإجراء أكثر من 1600 اختبار عملي، حيث تم توظيف البيانات التي تم جمعها بهدف ضمان عمل النظام بشكل موثوق. وتم تطوير نظام السلامة وتفادي الفشل لمواجهة المخاطر المحتملة أو الظروف غير المتوقعة التي قد تواجه نظام قطر المركبات الذكي أثناء القيادة الذاتية بما في ذلك ظروف الطقس السيئة والإضاءة الخافتة.