دورات «مركز المواهب» تصقل مهارات الأطفال وتعزز هويتهم الوطنية

(أبوظبي) - ينظم مركز المواهب والإبداع التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، بوصفه صرحاً ثقافياً وفنياً ومفرزة للموهوبين وأصحاب المهارات الخاصة، دورات في الموسيقى، وأخرى في الرسم، وفي الخط العربي، وغيرها الكثير من صور الفن والإبداع، التي يتلقى الأطفال مبادئها داخله للارتقاء بذائقتهم الفنية. وتقول فاطمة محمد المرزوقي مديرة المركز، إن الدورات التي ينظمها المركز تستهدف الأطفال في أعمار مبكرة، ونسعى من خلالها إلى تحقيق مجموعة من المبادئ والأهداف، منها اكتشاف المواهب المتميزة، والعمل على تعميق الانتماء الوطني، وذلك من خلال دورات تدريبية مختلفة تتناول الفنون التراثية المحلية، وغيرها من العادات والتقاليد، بالإضافة إلى دورات تعليمية وفنية لصقل قدرات تلك الفئات، مشيرة إلى أن الفئات المستهدفة هي الفئة العمرية من 6 إلى 15 سنة. وتؤكد المرزوقي، أن التحاق النشء بهذه الدورات أثناء الموسم الدراسي لا يؤثر على مستوى تحصيلهم كما يعتقد الكثيرون من أولياء الأمور، بل يدعم قدرتهم على التفوق والنجاح؛ لأنه كلما كان الطفل نشيطاً تزداد قدرته على الاستيعاب، كما أن ممارسة الأنشطة المختلفة تجدد خلايا الطفل وتساعده على التركيز فيما يتلقاه داخل جدران المدرسة. وتلفت المرزوقي إلى مسألة بالغة الأهمية، وهي وجود فارق كبير بين التعليم والتعلم، فمن خلال التعليم يذهب الطفل إلى المدرسة مجبراً حتى يضمن لنفسه مستقبلاً آمناً ومكانة في المجتمع، أما التعلم فينشأ عن رغبة نابعة من الذات، وفي مركز المواهب والإبداع، يذهب الطفل عن حب ورغبة في تعلم فن ما أو مهارة بعينها، وهنا يخرج الطفل طاقاته ويطلق لموهبته العنان ما يجعله في حالة نفسية أكثر توازناً ويخلق منه شخصاً مقبلاً على الدراسة والتحصيل برغبة حقيقية في التفوق والنجاح، وهذا ما يثبته واقع الحال، كون أن أغلب الطلبة الملتحقين بدورات مركز المواهب والإبداع من المتفوقين دراسياً، ومن دائمي الحصول على الجوائز المختلفة التي تقدمها الدولة للمتفوقين دراسياً. والنقطة الأهم في هذا السياق، كما توضحها المرزوقي، أن جميع تلك الدورات تكون في الفترة المسائية، أي بعد عودة الطالب إلى بيته وأخذ قسط من الراحة والنوم، ومراجعة دروسه. وتشير المرزوقي إلى أن المركز يقدم دورات صيفية وموسمية في إجازة منتصف العام، أما الدورات التي يقدمها المركز طوال العام، فهي القادرة على إخراج موهوبين؛ ولذا يجب على أولياء الأمور تشجيع أبنائهم على مواصلة الانتظام في تلك الدورات، حتى يتم الارتقاء بمواهبهم وتفعيلها في المجتمع ومهرجاناته ومسابقاته المختلفة، وهو ما يحرص عليه المركز عبر مشاركاته في المهرجانات والمعارض المختلفة بالدولة، ومنها مهرجان الصيف والفروسية. وكذا ورشة تنمية مهارات القراءة، التي نظمها المركز ضمن معرض أبوظبي للكتاب في دورته الماضية، وكانت موجهة لكل من الأطفال وأولياء الأمور، وحققت إقبالاً لم يكن متوقعاً، وفي نهاية العام الماضي شارك أطفال المركز في مجموعة من الأنشطة المميزة في مهرجان “البزرا” بمدينة العين، وقدموا من خلاله مجموعة من إبداعاتهم التي عكست ما تعلموه في المركز، وكذلك قدرتهم على إيصال موهبتهم بشكل لافت إلى المجتمع الإماراتي. وأوضحت المرزوقي أن المركز يقدم شهرياً على مدار العام مجموعة من الأنشطة والدورات المختلفة ومنها الباليه، والموسيقى “أورج وبيانو”، والرسم، والخط العربي، والأشغال الفنية، واللغة الإنجليزية، واللغة الفرنسية، وكذلك دورات تنمية وتثقيف الشخصية، الإتيكيت.