الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البيئة المحفزة تشعل المنافسة بين المبتكرين الصغار

البيئة المحفزة تشعل المنافسة بين المبتكرين الصغار
28 ديسمبر 2016 10:13
دبي (الاتحاد) مع توجه دولة الإمارات إلى خلق بيئة ملهمة ومحفزة للابتكار، احتدمت التنافسية بين المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة التي لا تزال تتسابق إلى إطلاق مشروعات تخدم البيئة والمجتمع والإنسان، من خلال إقامة ورش ومسابقات لاكتشاف مواهب الطلاب، وخاصة في مرحلة النش، وتوفير منصات وأدوات لهم تساعدهم على عصف أفكارهم وإنتاج ابتكارات بسيطة تتطور تدريجياً لترتقي إلى رتبة اختراعات يتم تسجيل براءتها بأسمائهم، ولا تنتهي مهمة تلك المؤسسات التعليمية والمعاهد ونوادي العلوم التطبيقية عند هذا الإنجاز، بل إنها تواصل دعم مسيرة المبدعين والمبتكرين من طلابها وروادها ومنتسبيها وتأهيلهم للمشاركة في مسابقات محلية، وتشجيعهم على خوض منافسات دولية لرفع اسم الدولة في محافل علمية مرموقة. رؤية مستقبلية الابتكار هو سرّ سعادة الشعوب، هكذا تؤمن الدولة المتقدمة التي تمتلك رؤية مستقبلية لأجيالها القادمة، وقد نجحت الكثير من الدول التي كرست اهتمامها في التعليم لتصبح هي الوجهة الأولى عالمياً التي تسعى إلى تصدير أفضل الكوادر والخبراء والمتخصصين في كل المجالات إلى الأسواق الدولية التي غالباً ما تكون بأمس الحاجة إلى العقول والأدمغة التي تصنع الفارق بنظرة ثاقبة، وتحقق أروع النتائج وتواكب الأهداف برؤية فاحصة. لأن الاستثمار بالبشر، هو الثروة المستدامة للأجيال القادمة، وهذا هو نهج الإمارات التي أصبحت في السنوات الخمس الأخيرة شعلة من الإبداع والابتكار والاختراع، فقد شهدت مسابقاتها منافسات عديدة تصدرها طلبة، لم تتجاوز أعمارهم الـ 18 ربيعاً، لكنهم رغم ذلك قدموا ابتكارات واختراعات أكبر من سنهم، تنطلق من مشكلات يومية مستلهمة من وحي واقعهم وبيئتهم، وتتلمس هموم الإنسان وتنشد راحته بل سعادته ورفاهياته أيضاً. ولا يختلف اثنان على أن الابتكار والسعادة صنوان، كلاهما وجهان لعملة واحدة، فعلى سبيل المثال فإن صناعة الأمكنة من حدائق ووجهات ومولات ومعالم معمارية أحد مسببات السعادة، حيث تبث طاقة مبهرة وبهجة دائمة تأسر كل الحواس، يدخل فيها فن الابتكار بقوة ويمتد إلى إبداع اختراعات تواكب روح العصر، وهي تسهم بالنهاية في تحسين نمط العيش من خلال بدائل حياتية وابتكارات اجتماعية وحلول إنسانية تترك الأثر وتحتفي بالأفضل والأرقى والأحدث، ويشمل الابتكار أفكاراً كثيرة يمكن ترجمتها إلى مشروعات وأدوات تستهدف إسعاد الناس. تحول كبير شهدت منصات الابتكار في الدولة تحولاً كبيراً، فقد تحولت إلى مصانع لإنتاج العقول وتصنيع الأفكار، عبر الاهتمام بالتعليم الإبداعي الذي يهدف إلى تعزيز المهارات والقدرات والتجارب لدى النشء، واستطاعت الأندية والمعاهد العلمية تخريج أعداد كبيرة من الطلاب المبتكرين خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وأبرزها معهد العلوم التطبيقية بأبوظبي، ونادي الإمارات العلمي بمختلف فروعه في مختلف إمارات الدولة، وتم تعزيز تلك المنصات التعليمية بتنظيم عشرات المسابقات التنافسية التي استقطبت المئات من المبتكرين الصغار، وأبرزها مسابقة «بالعلوم نفكر» التي ساهمت في تشجيع المئات في إبراز مشروعاتهم على منصاتها وتحفيزهم للانطلاق إلى وجهات خارجية للمشاركة ضمن مسابقات مرموقة معترف بها دولياً. وتصنف غالبية الابتكارات، التي أنتجها الصغار بأنها «مواكبة واستثنائية»، فهو جيل ذكي يتعامل مع الأمور بعقلية ديناميكية، فقد قدم حلولاً اجتماعية لمشكلات في المجتمع، وأنتج ابتكارات تخدم الإنسان، فمنها مثلاً سيارات متخصصة للمعاقين وعصاة للمكفوفين وعربات ذكية لذوي الاحتياجات الخاصة، وبدائل لإنتاج الطاقة الشمسية، ومشروعات صديقة للبيئة، وغيرها. ويمكن أن تسهم هذه التجارب اللامعة بالتدريج في رفع وتيرة الأفكار والتفكير خارج الصندوق لإنتاج أعمالاً إبداعية وابتكارية وتنضوي تحت مظلة «صنع في الإمارات». براءات اختراع شهدت الدولة انتعاشاً ملحوظاً في بيئتها العلمية، من خلال زخم الابتكارات التي ظهرت في الفترة الأخيرة وتوقيع براءات اختراع لطلاب وطالبات إماراتيين، لعل أبرزهم أديب البلوشي الذي ابتكر دعامة خاصة تقاوم الماء لذوي الاحتياجات الخاصة لتساعدهم على ممارسة هواية الغوص، وخليفة أحمد الرميثي الذي اخترع جهاز التحكم بالأجهزة الكهربائية عن بعد عن طريقة أي من وسائل الاتصال الحديثة. وريم المرزوقي التي اخترعت نظاماً لقيادة السيارة من دون مقود مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة. وغيرهم، واللافت أن غالبية المبتكرين هم من صغار السن، ما يبشر بجيل يملؤه حس الإبداع وروح التحدي والمسؤولية تجاه مجتمعه وبلده. رؤية جديدة «ابتكر لتعيش سعيداً»، شعار يرفعه طلاب الإمارات بصفتهم صنّاع الأحلام، والوجه المشرق الذي يرسم ملامح الغد بأفكارهم الخلاّقة وذكائهم المعاصر، مؤكدين من خلال مشروعاتهم البسيطة أن الابتكار ليس أسلوب حياة وثقافة عامة ورؤية جديدة للمستقبل وحسب، بل إنه الطريق المثالي للسعادة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©